الجمعة, 18 أكتوبر 2024

طابور إيران الخامس| عملاء وإرهابيون وخونة في السعودية (4)

14202 مشاهدة
منذ 7 سنوات

>> طهران بدأت تدخلاتها في المملكة منذ «أحداث مكة» عام 1987 التي نفذها حجاج إيرانيون وقتل فيها 402 أشخاص

 >>إيران أوعزت لعملائها في السعودية بتنفيذ تفجير «أبراج الخُبر» عام 1996

>> «الجبير»: التاريخ الإيراني مليء بالتدخلات العدوانية في العالم العربي.. ودائماً ما يصاحبه الخراب والدمار

خاص – قناة المحمّرة| شريف عبد الحميد: هذه هي الحلقة الرابعة من الملف الكاشف «طابور إيران الخامس» في الوطن العربي، والذي بدأناه بعملاء طهران في مصر، ثم الكويت، ثم البحرين، تليها هذه الحلقة عن عملاء إيران في المملكة العربية السعودية، كجزء من المخططات الإيرانية التي تستهدف بلدان الخليج خاصة، والدول العربية عامة: منذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، كان نظام «الملالي» في طهران يعتبر «الدين» أداة مساومة جيدة في التأثير على السعودية، المنافس الإقليمي الرئيس لإيران. وفي الماضي، استُخدمت الدعاية الإيرانية ما أسمته «التمييز ضد الأقلية الشيعية» في السعودية بشكل كبير للضغط على المملكة، وهو ما دعا إلى الاعتقاد بأن هذه الأقليات قد تُستخدم من قبل إيران في أي مواجهة محتملة مع الرياض، وأن الإيرانيين يرون هذه المجموعات كـ «طابور خامس» محتمل داخل المملكة. اقرأ أيضاً:

طابور إيران الخامس|«آيات الله» الصغار في مصر (1)

جاء ذلك، رغم أن السعودية هي التي مدت يدها إلى إيران أول الأمر، لاسيما عندما ترفع شعار إزالة التوتر في العلاقات الخارجية وحسن الجوار معها، وكان لخادم الحرمين الشريفين دور في ذلك إبان قبوله الدعوة الإيرانية حضور مؤتمر «منظمة المؤتمر الإسلامي» الذي عقد في العاصمة طهران عام 1998. وعلى العكس من منطق الدولة المستقرة الذي انتهجته الأنظمة العربية في السعودية ودول الخليج، اتجه النظام الإيراني نحو الاستفزازات و«تصدير العنف الثوري» وإثارة النزعات الطائفية والأحقاد التاريخية. واستمرت إيران بتدخلاتها الدموية في السعودية والدول العربية عموما تحت شعارات «تصدير الثورة» و«نصرة المستضعفين» و«رفع الاضطهاد عن الشيعة» وغيرها من الشعارات التي اتخذتها ذريعة لتأسيس ميليشيات وخلايا طائفية تنفذ أجندتها وسياساتها التوسعية في المنطقة. وعلى الرغم من أن السياسة السعودية ترتكز على عدم التدخل في شؤون دول الجوار، فقد بدأت إيران تدخلاتها في السعودية بشكل مباشر منذ أحداث الشغب في مكة عام 1987، عندما قامت مجموعة من الحجاج الإيرانيين، وبتحريض من سلطات بلادهم، بتنظيم مظاهرة سياسية غير مرخصة مناهضة لأمريكا وإسرائيل والغرب، ما أدى إلى حدوث اشتباكات عنيفة بينهم وبين قوات الأمن السعودية، نتج عنها مقتل 402 أشخاص، منهم 275 حاجاً إيرانياً، و42 حاجاً من جنسيات أخرى، إضافة إلى مقتل 85 رجل أمن سعوديا. اقرأ أيضاً:

طابور إيران الخامس| «أفكار شيطانية» ومتفجرات في الكويت (2)

كما أوعزت إيران لعملائها في السعودية بتنفيذ تفجير «أبراج الخُبر» عام 1996، وكذلك تنفيذ اغتيالات ضد دبلوماسيين سعوديين، حيث تورطت إيران في الفترة بين عامي 1989 و1990 في اغتيال 4 دبلوماسيين سعوديين في تايلاند وهم: عبد الله المالكي، وعبد الله البصري، وفهد الباهلي، وأحمد السيف. وفي العام 2011، تورط النظام الإيراني في اغتيال الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني في مدينة كراتشي الباكستانية. «الإمبراطورية الشيعية» المزعومة وزعم المحلل السياسي الإيراني محمد صادق الحسيني، في دراسة نشرتها إحدى الصحف الصادرة في طهران العام الماضي، أن "أي حل للمسألة الشيعية في السعودية سيكون متسقا مع المصالح الإيرانية. وطالما كان الشيعة في خطر شديد، فقد يتمردوا ويثوروا في أي وقت، وبقية السيناريو سيسير بهذا الشكل: البحرين وأجزاء من اليمن والمناطق الشيعية في السعودية، سيتوحدون مع الإسماعيلية في إيران، سيشكلون ما مجموعه أكثر من ٧٥ مليون شخص، ما يمكنهم من إنشاء إمبراطورية شيعية ضخمة"! وعلى خلفية التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن السعودي، إثر إعدام الرياض الإرهابي الشيعي نمر باقر النمر، وفي 3 يناير 2016، هاجم إيرانيون مبنى السفارة السعودية في طهران وأحرقوه، كما تعرضت القنصلية السعودية في مدينة «مشهد» شمالي شرق إيران لهجوم مماثل. وعلى الفور، أعلنت السعودية رسميا عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران. وقال عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، في تصريحات وقتها، إن "هذه الاعتداءات جاءت بعد تصريحات نظام إيران العدوانية التي شكلت تحريضاً سافراً على الاعتداء على بعثات السعودية، وتعتبر استمراراً لسياسة النظام الإيراني في المنطقة الذي يهدف لزعزعة الأمن والاستقرار وإشاعة الفتن في المنطقة، وهذا يؤكد توفير نظام إيران ملاذاً آمناً لزعامات تنظيم (القاعدة) منذ عام 2001، كما وفر الحماية لعدد من المتورطين في تفجير الخُبر في عام 1996، وأيضاً قيامه بتهريب الأسلحة والمتفجرات وزرع الخلايا الإرهابية في المنطقة بما فيها السعودية، والتاريخ الإيراني مليء بالتدخلات السلبية والعدوانية في العالم العربي، ودائماً ما يصاحبه الخراب والدمار وقتل الأرواح البريئة". خلية التجسس الإيرانية في ديسمبر 2016، أصدرت الدائرة القضائية المشتركة في المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، أحكامها على 32 متهما في القضية المعروفة باسم «خلية التجسس الإيرانية» نسبة إلى ارتباطها بالاستخبارات الإيرانية، والتي اتهم أعضاؤها بتهم أبرزها تكوين خلية تجسس بالتعاون والارتباط والتخابر مع عناصر من المخابرات الإيرانية بتقديم معلومات في غاية السرية والخطورة في المجال العسكري تمس الأمن الوطني للمملكة ووحدة وسلامة أراضيها وقواتها المسلحة، وإفشاء سر من أسرار الدفاع، والسعي لارتكاب أعمال تخريبية ضد المصالح والمنشآت الاقتصادية والحيوية في البلاد والإخلال بالأمن والطمأنينة العامة وتفكيك وحدة المجتمع وإشاعة الفوضى وإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية، والقيام بأعمال عدائية ضد المملكة وغيرها من التهم. وأصدرت المحكمة الجزائية المتخصّصة في الرياض حكماً ابتدائياً يقضي بالقتل تعزيزا «الإعدام» بحق 15 مداناً من أفراد خلية التجسس الإيرانية المكوّنة من 32 عنصرا، 30 منهم سعوديون، إضافة إلى إيراني وأفغاني، متهمين بتكوين خلية للتجسُّس والارتباط والتخابر مع عناصر من المخابرات الإيرانية للإضرار بأمن المملكة. وكشفت المحاكمة عن أهداف الخلية التي تمثلت بتكوين خلية تجسس بالتعاون والارتباط والتخابر مع عناصر من المخابرات الإيرانية بتقديم معلومات في غاية السرية والخطورة في المجال العسكري تمس الأمن الوطني للمملكة ووحدة وسلامة أراضيها وقواتها المسلحة، وإفشاء سر من أسرار الدفاع، والسعي لارتكاب أعمال تخريبية ضد المصالح والمنشآت الاقتصادية والحيوية في البلاد، والإخلال بالأمن والطمأنينة العامة، وتفكيك وحدة المجتمع وإشاعة الفوضى وإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية، والقيام بأعمال عدائية ضد المملكة، وغيرها من التهم. اقرأ أيضاً:

طابور إيران الخامس|مؤامرات عمرها 150 عاما في البحرين (3)

كما كشفت الأوراق التنظيمية التي عثرت عليها قوات الأمن عن وجود فكر تكفيري للدولة لدى المتهمين، حيث عثر بحوزتهم على مستندات تحوي كتابا يتضمن تكفير نظام الحكم السعودي، وتصف الموقوفين على ذمم قضايا أمنية من المشاركين في أحداث التخريب بـ«المناضلين»، فيما تصف نظام الحكم بـ«الطاغوت والخيانة والإلحاد». من جانبها، أكدت مصادر سعودية أن إيران تحتضن المتهمين ساهموا في استهداف مجمع سكني يقطن فيه عسكريون أميركيون في مجمع سكني في الخبر في 1996، وهم إبراهيم اليعقوب، وعبد الكريم الناصر، ومحمد الحسين، وأن موقوفا سعوديا اعترف ببقائه معهم تحت حماية الاستخبارات الإيرانية خلال الفترة بين 1996 و2010، مشيرة إلى أن الاستخبارات الإيرانية كانت ترسل أموالا نقدية لأسر المتورطين في التفجير، وذلك عبر سعوديين جنّدتهم طهران للتجسس على السعودية، سياسيًا وعسكريًا واجتماعيًا، بالتعاون مع عناصر إيرانية في سفارة طهران لدى الرياض، وقنصليتها في جدة، والمندوبية في منظمة التعاون الإسلامي. وذكرت المصادر أن السفارة الإيرانية في العاصمة الرياض، وقنصليتها في جدة، والمندوبية الإيرانية في منظمة التعاون الإسلامي، شاركوا في عملية التجسس، ودعموا عناصر الشبكة، وعقدوا لقاءات في مواقع مختلفة، في منازلهم، وشقق مفروشة، واجتماعات ثنائية في سياراتهم، حيث وفرت استخبارات طهران مبالغ مالية مقطوعة، وكذلك شهرية منتظمة، ودفعت لهم إيجارات لمنازلهم، كنوع من الدعم، إضافة إلى عقد لقاءات معهم في إيران والالتقاء مع علي خامنئي، المرشد الأعلى، بالتنسيق مع كبار المسؤولين في الاستخبارات الإيرانية. ويشير المراقبون إلى أن طهران تحاول عبر عملائها الضغط على السعودية بعد الهزائم المتلاحقة لـ«الحوثيين» في اليمن، الذين تدعمهم إيران في إطار المد الإيراني السياسي والديني في العواصم العربية، من بغداد إلى صنعاء، مرورا ببغداد وبيروت.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *