الجمعة, 27 ديسمبر 2024

حلف بغداد للإرهاب الإيراني

139 مشاهدة
منذ 6 سنوات
العرب - حامد الكيلاني قفزت بعض القوى السياسية في العراق إلى الظلام والمجهول مع احتمال وارد جداً أنها دخلت في مرحلة هذيان مشروعة، بعد أن صفعها طبيب الأطفال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، على وجهها بعد عملية استغرقت حتى الآن 15 سنة من الاحتلالين الأميركي والإيراني. قفزت تلك القوى في محاولة للعودة إلى رشدها بعد هذا الإغماء الطويل المبرر بالتخدير في مكـاسب السلطة، أو الأمل بتجريب الحكم ولو بالدخول من باب الخدم والسلالم الخلفية. السفارة الإيرانية، لمن يعرف بغداد، تقع على مقربة أمتار من بوابة المنطقة الخضراء التي تقبع فيها أكبر سفارة أميركية في العالم وتحت ظلها تتمطّى وتتململ حكومة العراق وبرلمان العراق وبيوتات العملاء من شدة الشبع والترهل والتخمة إلى حدّ رفس نعمة أولياء أمورهم الذين جاؤوا بهم على الدبابات وأنزلوهم بطائرات التشينوك في كرادة مريم؛ مريم تلك السيدة المبتلاة بموقع سفارتي الاحتلالين. الولايات المتحدة الأميركية تدرك أن إيران على مقربة منها وتتساكن معها في شارع واحد، لكن المشكلة تكمنُ في توجه غالبية سكان منطقة السفارة الأميركية نحو منزل الحبيب الأول في السفارة الإيرانية التي انتقلت بكامل وعيها وإرادتها وبمباركة المخلصين لها من واجبات رعاية الشؤون الدبلوماسية، إلى مقر لجبهة محور المقاومة والممانعة لدول العراق وسوريا ولبنان؛ دون أن نذكر إيران لأن الدول الثلاث تقاتل باسم العروبة والمقدسات تحت راية تنظيم الدولة الإيرانية. الحقيقة تكمن في سياسة تعميق الاستخفاف بمصادر الوعي المتبقية من أجل أن تبدو التطبيقات الإيرانية ضمن المتوقع بعد سيادة خطاب التجهيل وفرض العقاب كدرس في جدول الدروس اليومية التي جربها العراقيون، وتفاوتت فيها مناسيب التعلم والترويض مع حجم الكوارث والخسائر وما توزع منها وتنوع باختلاف الغايات. جبهة الإرهاب الإيراني في سفارة إيران ببغداد كثيرا ما تلتقي بزوار الليل من الروس أيضا، وزيارة علي أكبر ولايتي تأتي بعد سلسلة لقاءات تشاورية تم تتويجها على طريقة الملالي في تلقين طلبتهم مناهج المرشد في التحفيظ وقراءة المشروع الإيراني وترديده عن ظهر قلب، خاصة في ذروة التنافس على مقاعد البرلمان وقرب الانتخابات في العراق لتخريج برلمان وحكومة السنوات الأربع المقبلة. ولايتي استخدم عبارة تهديد فاضحة عندما قال إن إيران “لن تسمح” بعودة الشيوعيين والليبراليين إلى الحكم. وهو حتماً على معرفة أن الشيوعيين لم يحكموا العراق سابقا قبل الاحتلال الأميركي، ولم يحكموه بعد الاحتلال رغم حزب العام 2003 الشيوعي الذي ارتضى لتاريخه مهادنة المحتل الأميركي ومغازلة الأحزاب الطائفية في نسختها الإيرانية المصابة بمتلازمة تنظيم الدولة، لكنه عندما أراد الاستفاقة من المخدر أضاع الخطى نحو عباءة أخرى وفي ظنه أنها ستمنحه مقاعد برلمانية تضاف إلى مقاعد صمت الحملان في الدورات الانتخابية الماضية. ما يثير الغضب الباهت والساطع على تهديد ولايتي للقوى السياسية في العراق، وحرصه على ترشيد الانتخابات بمصالح الأحزاب الإيرانية، هي ردود الأفعال من شخصيات متعددة التوجهات بما يشبه الانتفاضة على طبيب الأطفال الذي انتهك “حرمة دستور العراق ونظامه الديمقراطي التعددي”.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *