الأحد, 1 يونيو 2025

بماذا تختلف الانتفاضة الإيرانية الحالية عن سابقاتها؟

بماذا تختلف الانتفاضة الإيرانية الحالية عن سابقاتها؟

227 مشاهدة
منذ سنتين

بماذا تختلف الانتفاضة الإيرانية الحالية عن سابقاتها؟

 

رأى العديد من المراقبين للشأن الإيرانية، أن مصير الاحتجاجات الحالية للشعب الإيراني سيكون مماثلاً للاحتجاجات السابقة مثل الحركة الخضراء التي اندلعت في حزيران عام 2009 واحتجاجات نوفمبر 2018، والتي قمعتها السلطات الإيرانية بعنف شديد..

في مقابل هذا الرأي هناك رأي آخر يرى أن الواقع يظهر أن الانتفاضة الشعبية الأخيرة التي غطت البلاد بأكملها مختلفة عن الاحتجاجات السابقة في أبعاد عديدة..

 فبماذا تختلف هذه الانتفاضة عن سابقاتها؟ ...

أولاً: ان الانتفاضة الحالية هي أطول انتفاضة شعبية ضد النظام الإيراني. لأنه بينما بدأ هذا الغضب العام في نهاية سبتمير أيلول الماضي، فإنها مستمرة حتى الآن ومع مرور كل يوم، يتسع نطاقها أكثر فأكثر.

ثانيًا، الاحتجاجات الأخيرة هي أكبر مظاهرات في تاريخ النظام الايراني. لأنها تغطي الدولة بأكملها ولا تقتصر على مناطق معينة مثل الاحتجاجات السابقة..

ثالثًا، الانتفاضة الأخيرة هي أكثر الاحتجاجات دموية في تاريخ النظام الايراني. خاصة وأن منظمات حقوقية دولية تتحدث عن مقتل قرابة الـ 500 شخص واعتقال أكثر من 15 ألف شخص..

رابعا، تقوم القوى القمعية للنظام بقمع الجماهير الحاضرة في الاحتجاجات بأبشع الطرق. ومن الأمثلة على ذلك أن منظمات حقوق الإنسان نشرت العديد من التقارير الموثقة التي تظهر تعرض المحتجزين، رجالاً ونساءً، للتعذيب الشديد وحتى الاعتداء الجنسي في مراكز الأمن والاستخبارات..

وزير الثقافة والإعلام الكويتي الأسبق، سعد بن طفلة العجمي، قال إن أكبر ضرر لحق بالنظام الايراني حتى الآن هو الضرر الذي عانى منه هذا النظام من الناحية الأخلاقية. لأن النظام الإيراني القمعي، خلافًا لشعاره نصرة المظلومين، قتل المظلومين وأطلق النار على من احتجوا على النظام وكان أغلبهم من الشيعة. لذلك، فإن المعاملة العنيفة لآلة القمع التي يمارسها النظام ضد المتظاهرين تكشف طبيعة الشعار الكاذب لنظام الداعي إلى دعم من يسميهم بالشيعة المظلومين والمضطهدين..

بطبيعة الحال، فإن توسيع نطاق الاحتجاجات الشعبية، بحسب الوزير الكويتي الأسبق، سعد بن طفلة العجمي، جعل النظام الإيراني يشعر بالفعل بالتهديد. خاصة وأن النشطاء والمؤيدين للانتفاضة الأخيرة يطلقون عليها اسم "ثورة"، ويتم استدعاء قطاعات مختلفة من المجتمع للإضراب، وتشارك في المظاهرات شخصيات مشهورة، وممثلون وممثلات ورياضيون يتمتعون بشعبية كبيرة يعلنون تضامنهم مع المتظاهرين..

يبقى السؤال المطروح الآن إلى أين سيقود مستقبل الاحتجاجات الشعبية في إيران؟

لقد تعددت اراء المراقبين في هذه المسألة، فالرأي الأول هو أن النظام الإيراني قد ينجح في قمع الاحتجاجات الشعبية بوحشية ويضع المتظاهرين في مأزق خطوة بخطوة حتى يتم إسكات المظاهرات نهائيًا. فيما ذهب الرأي الثاني، الى الاعتقاد بتكثيف وتوسيع نطاق الاحتجاجات الشعبية التي تهدد بانهيار النظام الذي سيحاول جاهدا منع ذلك باستخدام كل الخيارات والأدوات العنيفة. ولكن نتيجة سوف تكون لصالح الانتفاضة..

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *