الخميس, 21 نوفمبر 2024

«المشروع الإيراني».. ما وراء انتفاضة اليمن

357 مشاهدة
منذ 6 سنوات

مما لاشك فيه أن فك التحالف بين الرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح» وجماعة الحوثي الموالية لإيران ومارافق ذلك من انتفاضة مسلحة من جانب الشارع الصنعائي,قد شكل ضربة مفاجأة للحكومة الإيرانية ولأتباع إيران في اليمن وللمحور الإيراني في المنطقة عامة. فإيران التي كانت تعوّل على تحالف «صالح – الحوثي» بقوة وكانت تراه تحالفا عقديا أكثر مما هو تحالف سياسي وذلك بسبب كون الطرفين يدينان بمذهب واحد وهو المذهب الشيعي الزيدي, قد غاب عنها أن الرئيس صالح وحزب المؤتمر الذي يرأسه عامة لا يؤمنون بهذه التصنيفات الطائفية وكانت منطلقاته عبر العقود الثلاثة التي حكم فيها اليمن منطلقات وطنية عروبية لا طائفية فيها وهذا ما جعله مقبولا لدى الكثير من قطاعات الشعب اليمني ولا سيما لدى الزعامات القبلية في الشمال الزيدي والجنوب السني على حد سواء. كما لاننسى أن الرئيس صالح قد خاض عدة حروب ضد جماعة الحوثي قبل الإطاحة بحكمه سالت فيها دماء غزيرة من الطرفين وخلفت أحقاداً وثارات و لكن التحالف الذي قام بينهما بعد الانقلاب الذي حدث من جانب الحوثي على نظام الثورة التي أطاحت بصالح أوقف تلك الثارات مؤقتاً، ولكن لم يلقها وبقيت كالجمر تحت الرماد، وحينما تهيأت لها الظروف اشتعلت من جديد وهذا ما شكّل ضربة للمشروع الإيراني الذي بنى استراتيجيته في اليمن على أرض رخوة بسبب خطأ ممن رسم «السيناريو» الإيراني الذي لم يستطع قراءة التركيبة المجتمعية والنفسية والتاريخية للشعب اليمني ظناً منه أن اليمن كلبنان أو العراق يمكن أن يصنع توليفة تحقق له أهدافه. ولهذا يمكن وصف رد فعل الحكومة الإيرانية حيال ما جرى في اليمن بأنه يشبه موقف المصاب بالذهول من جراء حجم الحدث. علماً أن تداعيات فك تحالف «الحوثي – صالح» لا تختصر على الساحة اليمنية وحدها وإنما هذا الحدث يشبه إلى حدٍ ما الزلزال القوي الذي أصاب إيران مؤخراً 7/3 والذي خلف هزات قوية ضربت العديد من دول المنطقة . فالمخطط الإيراني في اليمن لم يكن عملاً خارج «المشروع الإيراني في المنطقة العربية أو ما يعرف مجازاً بـ «الهلال الشيعي», وإنما هو حلقة في هذه السلسلة الطويلة ولا شك أن فشل المخطط الإيراني في اليمن سيكون مسببا في انقطاع عُرى المشروع بأكمله، وهناك العديد من المؤشرات والقرائن التي تشير إلى قرب حدوث انتفاضة في لبنان ضد ذراع إيران المتمثل بما يسمى «حزب الله», لا سيما وأن الأجواء المشحونة بالاحتقان بين القوى الوطنية اللبنانية من جهة و «حزب الله» من جهة أخرى قد تعززت أكثر فأكثر بعد انتفاضة الشعب اليمني ضد الحوثي . ومن هنا نجد أن «حزب الله» قد حاول مؤخراً أن يُهدئ من لهجته تجاه القوى الوطنية اللبنانية وأوعز إلى أتباعه بوقف الحملات الإعلامية للتخفيف من حدة الاحتقان تفاديا لحدوث الانتفاضة اللبنانية المرتقبة. أما على الصعيد العراقي فلاشك أن الموقف الإيراني يواجه صعوبات جمة خصوصا وأن العراق مقبل على انتخابات برلمانية وهناك قوى ومليشيات تتصارع على النفوذ والهيمنة والشعب العراقي يشكو من التدخلات الإيرانية التي تسببت في تدمير البلد وتحويله إلى بلد مافيات وعصابات ومن هنا فإن الانتفاضة اليمنية وهزيمة الحوثي سوف يشجع الشارع العراقي على الانتفاضة ضد الوجود والمشروع الإيراني العابث بسيادة وأمن العراق. كما يجب أن لا ننسى أيضا أن هزيمة الحوثي سوف يكون لها أثر ودافع قوي على الساحة السورية حيث سوف يساهم ذلك في تقوية موقف الثوار السوريين وسوف ينعكس على المفاوضات الجارية في الأستانة وجنيف إيجاباً لصالح الثوار وسلباً ضد النظام . ويجب أن لا ننسى كذلك أن ماجرى من انتفاضة في اليمن ضد الحوثي يعد مكسبا استراتيجيا للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية التي قادت «عاصفة الحزم» ضد «المشروع الإيراني» في اليمن , فبصمة التحالف واضحة في هذه الانتفاضة وسوف يكون لهذا التحالف دور في إعادة بناء اليمن الخالي من النفوذ الإيراني. ومما لا شك فيه أن هذه الانتصارات سوف يكون لها أثر إيجابي على القضية والحركة الأحوازية وعلى الداخل الإيراني عامة بما يساعد على تحريك قضايا الشعوب الرازحة تحت ظلم واضطهاد نظام الملالي في إيران. *رئيس المؤسسة الأحوازية للثقافة والإعلام  

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *