الانتحار في العراق.. محافظة ذي قار الاولى

يشهد المجتمع العراقي كوارث إنسانية واجتماعية ونفسية غير معتادة وذلك على الرغم من مايسمى الحرية السياسية والشخصية التي يروج لها قادة السلطة السياسية، هؤلاء القادة الذين يرى فيهم الشعب العراقي انهم احد أسباب الكوارث التي يمر بها الشعب العراقي بجميع مكوناته القومية و الدينية، من جنوبه الى شماله ومن شرقه الى غربه.... رغم تعددها وشموليتها في العراق الا ان بعض هذه الكوارث تختلف في نوعيتها ونسبتها من منطقة الى الأخرى، فهناك كوارث متعمدة قامت بها مليشيات السلطة الحاكمة، من قبيل كارثة، تهجير السكان من مناطقهم، وكارثة عمليات الإخفاء القسري لأبناء مكون أصلي بدوافع طائفية، وكوارث وآفات اجتماعية أخرى جاءت نتيجة لإفرازات العملية السياسية التي تديرها المليشيات المسلحة.... ان كارثة الانتحار التي باتت تنتشر في العراق، هي واحدة من الكوارث التي تسببت السلطة السياسية في وقوعها. فبحسب ما أفاد به مدير الشرطة المجتمعية العراقية، غالب العطية، فأن محافظات ذي قار في جنوب العراق، ومحافظات ديالى في شمال شرق العراق، ومحافظة كركوك في شمال العراق، هي الاعلى نسبة من بين المحافظات العراقية الأخرى من ناحية حلات الانتحار.... غالب العطية الذي صرح بهذه المعلومات الى وسائل الاعلام يوم الخميس (5 آب الجاري)، عزا أسباب كارثة الانتحار الى الفقر والعوز والبطالة والامراض النفسية، مؤكدا أن آفة المخدرات اصبحت أحد أبرز اسباب الانتحار في البلاد، فضلاً عن الابتزاز الإلكتروني والتعرض للضغوط، على حد قوله.... قائد الشرطة المجتمعية العراقية، كشف عن ازدياد تسجيل حالات الانتحار في العراق مؤخرا، واكد ان معظم تلك الحالات هم من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 27 سنة، ومعظمها من الفتيات. معللا ذلك بأن الكثير من جرائم القتل داخل الاسرة قد تسجل كانتحار، ولكن تكشف لاحقاً بالتحقيق بانها جريمة قتل، مبيناً انه ربما يحدث العكس في بعض حالات الانتحار تسجل بـ"الوفاة العادية"، لان الانتحار يعد "وصمة عار" اجتماعية لذلك تلجأ بعض العوائل الى التكتم عن الحالة..... كريم فؤاد مدير اعلام مديرية شرطة محافظة ذي قار صرح من جانبه قائلا ان "المحافظة سجلت 35 حالة انتحار خلال الأشهر الست الماضية من مختلف الاعمار"، مردفاً ان "طرق حالات الانتحار اختلفت بين الجنسين، اما بالعقاقير او بربطة الحجاب بالنسبة للنساء، وسجلت المديرية الشرطة ان النساء أكثر اقداماً على الانتحار من الرجال.... وبشأن الأسباب وراء تزايد حالات الانتحار في العراق، أوضح فؤاد كريم، ان "الخلافات الاسرية وحالات الفقر والبطالة تعدان من أبرز الاسباب وراء ذلك". اما قائد الشرطة المجتمعية غالب العطية الذي رفض الكشف عن اعداد المنتحرين"، بدعوة ان الاعداد تكون "متغيرة"، فقد حثّ على معالجة الحالة الاقتصادية للمواطنين والعوائل، والسيطرة على موضوع المخدرات.... المراقبون للوضع في العراق يشيرون إلى أن الأرقام الحقيقية المتعلقة بحالات الانتحار، أضعاف الأرقام المعلنة، لأن أغلبية واضحة من الحالات لا يتم إعلانها أو الكشف عنها من جانب الأهل، لما لذلك من تأثير على العائلة في الأوساط الاجتماعية، كذلك لأن الانتحار في الكثير من الحالات، خصوصاً بالنسبة للفتيات الصغيرات نسبياً، يكون نتيجة ظروف عائلية قاهرة يتم التكتم عليها....