>> رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق: إيران موّلت ودعمت الإرهاب خلال «العشرية السوداء» بعد اندلاع الحرب الأهلية في البلاد
>> «حزب الله» يضع الحقوقي أنور مالك على قائمة الاغتيالات بسبب كشفه أن نجل «نصر الله» قُتل في «ملهى ليلي»
>> محفوظ طاجين أمير «الجماعة الإسلامية المسلحة» بالجزائر تدرّب في معاقل تنظيم «حزب الله» جنوب لبنان
خاص – قناة المحمّرة| شريف عبد الحميد: هذه هي الحلقة السادسة من الملف الكاشف «طابور إيران الخامس» في الوطن العربي، والذي بدأناه بعملاء طهران في مصر، ثم الكويت والبحرين والسعودية والعراق، تليها هذه الحلقة عن عملاء إيران في الجزائر، كجزء من المخططات الإيرانية التي تستهدف بلدان الخليج خاصة، والدول العربية عامة: اقرأ أيضاً:
طابور إيران الخامس|«آيات الله» الصغار في مصر (1)
يعمل النظام الإيراني منذ سنوات طويلة في الجزائر، كما في سواها من البلدان العربية، بهدف تكوين «عناصر شيعية» ناشطة في المجالين السياسي والاجتماعي داخل البلاد، لكي يكونوا بمثابة عملاء لطهران. وبعدما تمكّن «نظام الملالي» من تحقيق هذا الهدف بالفعل، بدأ مرحلة صناعة «شبكات سرية» تعمل على نشر التشيّع في عدة ولايات جزائرية. وفي عام 1996 كان عدد «المتشيعين» الذين أحصتهم الجهات الأمنية الجزائرية لا يتجاوز 1000 شخص، ولكن في 2010 وصل عددهم إلى 3000 شخص في 40 ولاية من بين 48 ولاية، أغلبيتهم الساحقة ترددوا على «طهران وقم والنجف». أما في 2015 فقد تجاوز العدد 5 آلاف متشيّع في الأربعين ولاية نفسها، وهؤلاء حسب محاضر أمنية كانت تتابع هذا الملف وتعد عنه التقارير، ولكن دون اتخاذ أي إجراءات ملموسة ضدهم؛ لأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يرفض اتخاذ أي إجراء ضد إيران، وقد كان يراهن دائما على علاقات قوية مع طهران نكاية في دول خليجية كان يعمل لديها مستشاراً، في سنوات المنفى الاختياري التي عاشها بعد رحيل الرئيس هواري بومدين عام 1978، وأيضاً لمصالح وحسابات أخرى. إيران و«العشرية السوداء» في يناير الماضي، كشف سيد أحمد غزالي، رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق، عن أن إيران موّلت ودعمت الإرهاب خلال «العشرية السوداء» التي عاشتها البلاد أثناء الحرب الأهلية الجزائرية خلال عقد التسعينات، وهو ما دفع بالرئيس الراحل محمد بوضياف، إلى قطع العلاقات الثنائية مع طهران. اقرأ أيضاً:
طابور إيران الخامس| «أفكار شيطانية» ومتفجرات في الكويت (2)
وشدد «غزالي» على أن "أخطر ديكتاتورية دينية هي دكتاتورية الملالي في إيران حاليا، فهي تسعى إلى السيطرة على كل بلدان المنطقة، والأسلوب الذي اختاروه هو أسلوب استعمال العنف وزعزعة الشعوب والأنظمة حتى يصبحوا أرباب هذه الدول، وهم يقرون بذلك ولا يخفون مخططاتهم الشيطانية". وأضاف «غزالي» أن ما يقوله عن النظام الإيراني ليس تصريحات جاءت عن طريق تحليلات علمية أو قيل وقال، بل هو نتاج خبرة في عدة ميادين خاصة، وأنه كان على رأس الحكومة الجزائرية لعدة سنوات في فترة التسعينات التي عرفت فيها الجماعات الإرهابية تحركات كبيرة وخطيرة، واكتشفت فيها العديد من الحقائق"، مشيرا إلى أن "علي ولايتي وزير الخارجية الإيراني في التسعينات، طلب منه شخصيا فتح المساجد للإيرانيين بالجزائر لممارسة طقوس الشيعة، وذلك في محاولة منه لغرس الفكر الشيعي لدى الجزائريين وتوسعه إلى إفريقيا المسلمة". من جانبه، يقول الكاتب والحقوقي الجزائري أنور مالك، الذي وضعه «حزب الله» اللبناني على قائمة المطلوب اغتيالهم بسبب كشفه عن أن نجل زعيم الحزب حسن نصر الله قتل في انفجار «ملهى ليلي» وأنه ليس شهيدا كما زعم «نصر الله»، يقول «مالك» إنه "أثناء مرحلة الحرب الدامية التي عاشتها الجزائر في التسعينيات، حاولت إيران صناعة مليشيات مسلحة من خلال متشيعين جزائريين، منهم المدعو محفوظ طاجين الذي تدرّب في معاقل تنظيم «حزب الله» بالضاحية الجنوبية في لبنان، والذي وصل لدرجة «أمير» لما يسمى «الجماعة الإسلامية المسلحة» المعروفة اختصاراً بـ«الجيا»، وهو التنظيم الأكثر دموية في الجزائر. اقرأ أيضاً:
طابور إيران الخامس|مؤامرات عمرها 150 عاما في البحرين (3)
وذكر «مالك» في كتابه «أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر» الصادر عام 2011، والذي أغضب سفارة إيران وقتها ودفعها لإصدار بيان تتهم فيه المؤلف بـ"استهداف الوحدة الإسلامية والعلاقات الوطيدة بين طهران والجزائر"، أن "محاولة إيران صناعة مليشيات مسلحة في الجزائر باستغلال مسلحين تمردوا على الدولة، فشلت عندما انتفض الشعب الجزائري ضدهم بسبب مجازر ارتكبوها بحق الجزائريين، وقد قطعت الدولة الجزائرية علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بسبب التدخل السافر في شؤون البلاد". وحاولت إيران أيضاً زعزعة الاستقرار في الجزائر من خلال مجموعات من المسلحين في تنظيمات أخرى كتنظيم «الجبهة الإسلامية للجهاد في الجزائر» المعروف اختصاراً بـ«الفيدا»، والذي تخصص في تصفية المثقفين والإعلاميين والكوادر الجامعية، وقد تم نقل عدد من أعضاء التنظيم إلى طهران، حيث تدربوا في ثكنات تابعة لـ«الحرس الثوري»، وهناك مجموعة منهم أدانها القضاء الجزائري بعدما تم القبض عليهم، وأكدوا في التحقيقات ولدى محاكمتهم أنهم تدربوا في إيران. اقرأ أيضاً:
طابور إيران الخامس| عملاء وإرهابيون وخونة في السعودية (4)
من جهة أخرى، نشرت جريدة «الشروق» اليومية في عددها الصادر بتاريخ 23 يناير 2007 وتحت عنوان: «جهات إدارية تتلقى تعليمات للتحقيق في ظاهرة التشيع في الجزائر»، موضحة أن مصالح الأمن في عدة ولايات منها "وهران ومعسكر وتيارت وتبسة وباتنة وسطيف وقسنطينة وجيجل والجزائر العاصمة" هي التي تقوم بالتحقيق السري لمعرفة حقيقة ما يروج له في الأوساط الشعبية خاصة، فضلا عن العلاقات مع الخارج، ما أعطى انطباعا عن مدى تخوف السلطات الجزائرية من انتشار التشيع بين الجزائريين، والمتواجد في الأحياء الشعبية والمدارس الثانوية خاصة، وهذا الذي يمهد النفوذ الإيراني في المنطقة على غرار ما يحدث في العراق منذ سنوات. «تبييض أموال» قذرة لكن إيران عادت من جديد إلى المربع السابق، والذي يتمثل في محاولات نشر التشيّع في البلاد، من خلال استغلال الجزائريين الذين يترددون على سوريا والعراق ولبنان، وحتى أوروبا، حيث أوفدت طهران جزائريين للدراسة في «الحوزات العلمية»، وقامت بتلميع بعض الأسماء كمشاهير في وسائل الإعلام، وبات لهم دورهم في تسهيل «مهمات» إيرانية داخل الأراضي الجزائرية. وكانت المخابرات الإيرانية تقدم لهؤلاء المتشيّعين المال بطرق مختلفة، من بينها ما يندرج ضمن «تبييض الأموال» المحظور دولياً، حتى يكون لهم قيمة اجتماعية بين أهاليهم، وفجأة تحول تجار الشنطة - بينهم نساء - الذين كانوا يترددون على سورية خاصة إلى أصحاب محلات وعقارات ورؤوس أموال وشركات يعمل عندهم الكثير من المواطنين، وطبعاً يستغلون حاجة الناس في ظل وضع أمني متدهور، وبذلك نجحوا في عدة ولايات من نشر التشيع. وتحرّك الجزائريون ضد أمير موسوي، الملحق الثقافي الإيراني في الجزائر، بعدما ثبت نشاطه الكبير بين المتشيعين، حيث تحول إلى «مرشد مؤقت» لهم، يوجههم ويأتي لهم بالأموال وينظم لهم رحلات رسمية إلى إيران وسورية والعراق، ومن بينهم من تدرّبوا لدى «الحرس الثوري» على أمور استخباراتية وحتى عسكرية، كما قضوا فترات طويلة للدراسة على أيدي رجال دين إيرانيين في «قم والنجف». اقرأ أيضاً:
طابور إيران الخامس| كيف يحكم عملاء إيران العراق؟ (5)
وفي منتصف العام الماضي، أبدى ناشطون جزائريون على شبكات التواصل الاجتماعي تفاعلاً مع حملة لطرد «موسوي» من البلاد، لأنه يسعى بقوة إلى نشر التشيع، تحت غطاء التقارب بين البلدين في المجال الاقتصادي. والأخطر من ذلك أن المتشيّعين الجزائريين شرعوا في لعب أدوار أخرى من خلال العمل على اختراق الأجهزة الأمنية، حيث يقومون بتجنيد أبنائهم في جهاز المخابرات، كما يزوّجون بناتهم المتشيعات لضباط في المخابرات والأمن والدرك الوطني «الشرطة» والجيش، وقد وثّقت أكثر من 10 حالات زواج في عدة ولايات جزائرية، ومن بينهم من صاروا برتب عسكرية كبيرة حاليا.