الجمعة, 27 ديسمبر 2024

صراع إرادات أمريكي إيراني على الأراضي العراقية

150 مشاهدة
منذ 6 سنوات
القدس العربي - نصّار النعيمي حرب كلامية وتوزيع جديد للأدوار، وخطة تطبخ على نار هادئة، ومطالبات إيرانية على لسان وكلائها في العراق لإخراج القوات الأجنبية بعد استعادة العراق من تنظيم داعش. الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو، ينس ستولتنبرغ خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد، يؤكد أن قوات الحلف ستبقى في العراق بناءً على طلب السلطات العراقية. في المقابل، تهدد حركة العصائب التابعة للحشد الشعبي بإتخاذ اجراءات تتضمن استخدام القوة ضد القوات الأمريكية بعد مهلة منحت للحكومة من أجل إخراج تلك القوات، واتهم عضو المكتب السياسي للحركة محمود الربيعي رئيس الوزراء حيدر العبادي بالمسؤولية عن تواجد القوات الأجنبية بصورة عامة، مشيراً إلى أنه أمام مسؤولية المحاسبة من البرلمان والشعب إذا لم يضع جدولاً زمنياً لخروج تلك القوات من البلاد. وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قال في ختام زيارته إلى موسكو أن بقاء القواعد العسكرية الأمريكية في العراق يمثل إهانة للعراقيين وللسيادة الوطنية للبلاد. البرلمان العراقي في المقابل تبنى قراراً طالب فيه الحكومة بوضع جدول زمني واضح ومحدد لانسحاب القوات الأمريكية من البلاد بعد صمت طويل، وقد نجحت الكتل البرلمانية بإلزام العبادي بتحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية من البلاد. في المقابل تتواجد بضعة آلاف من قوات الباسيج والحرس الثوري الإيراني إلى جانب فصائل الحشد الشعبي في العراق، قد لايشملها قرار البرلمان. الحكومة العراقية ردت بشكل رسمي أن من حق البرلمان طلب مغادرة القوات الأجنبية من البلاد، إلا أننا لا نزال بحاجة إلى تلك القوات لتدريب قواتنا الأمنية في مرحلة ما بعد تنظيم داعش. الضغوط التي تمارس على الحكومة العراقية من أجل إخراج القوات الأجنبية من العراق، يمكن أن تضعف أسهم العبادي في الانتخابات، لكنها قد لا تؤدي إلى إصدار قرار فعلي للتخلي عن الدعم العسكري الأجنبي بسهولة، وإثارة مسألة السقف الزمني لوجود القوات الأجنبية في هذا الوقت، تشير بوضوح إلى وجود صراع إرادات أمريكي إيراني على الأراضي العراقية. مناكفات لا تكاد تخرج عن تصريحات لاتسمن ولاتغنِ من جوع، وطبخة تعدُ على نار هادئة، وربما ستشهد الأيام المقبلة جدية أمريكا بتقليص النفوذ الإيراني في العراق، وجدية تهديدات الفصائل المسلحة لأمريكا.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *