العرب- عبدالله العلمي*
عندما تدخل مبنى جمعية الصحافيين البحرينية في المنامة يهب للترحيب بك مبتسما مؤنس المردي رئيس مجلس إدارة الجمعية ورئيس تحرير صحيفة البلاد البحرينية. ضيف الجمعية الأسبوع الماضي كان وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في البحرين محمد إبراهيم المطوع.
تمر البحرين- دلمون التاريخ والحضارة- بمرحلة حاسمة من النمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي. التحديات كثيرة وأهمها الخصخصة، وتحويل مرافق حكومية إلى تشغيل ذاتي، وتحديات القبول الشعبي والبرلماني لبرنامج عمل الحكومة، إضافة إلى تحدّي تنفيذ مشاريع التنمية.
في خضم الأحداث الهامة التي تمر بها المنطقة، نجحت البحرين بفضل من الله ثم بحكمة قيادتها وجهود شعبها في المضي قدما في التنمية الاقتصادية الشاملة. الوزير المطوع أشار في كلمته في بيت الصحافيين إلى متابعة الحكومة لـ750 برنامجا ومشروعا على المستوى الوطني وفي مختلف الوزارات.
الأدلة على مسيرة التنمية في البحرين واضحة؛ ورش العمل قائمة على مدار الساعة ومن ضمنها المحاور المالية والاقتصادية والبنية التحتية، والتي حضرها وزراء وأكثر من 100 مسؤول حكومي. الهدف هو تحويل المبادرات إلى برنامج عمل الحكومة.
شدّ انتباهي تأكيد المطوع على رصد الحكومة كل ما يُطرح في الصحافة، ومتابعة رئيس الوزراء شخصيا للصحف كل صباح، بما فيها ما يثار من مناقشات حول القوانين الجديدة في البحرين. بمعنى آخر، الحكومة تعمل على قياس الرأي العام من خلال رصد الإعلام والصحافة وبرامج التواصل الاجتماعي من أجل معرفة تطلعات المجتمع.
جميع شرائح المجتمع البحريني تشارك في برامج التنمية الشاملة. شاركت هذا الأسبوع فرق طلابية من 10 مدارس ثانوية في برنامج تحدّي التداول الاستثماري الذي أقيم بالتعاون مع بورصة البحرين. قام الطلاب بإدارة محفظة استثمارية افتراضية من عدة قطاعات اقتصادية وتجارية، مع تقديم عرض أمام لجنة تقييم الاستثمار يوضح استراتيجية اختيار الأسهم، وإدارة محفظة استثمارية مدرجة في بورصتي البحرين ونيويورك. كذلك تشارك فرق طلابية تمثل البحرين في تحدي مسابقة “إنجاز العرب”، ولم أستغرب حرص الرئيس التنفيذي لمؤسسة إنجاز البحرين، الشيخة حصة بنت خليفة آل خليفة، على حضور المسابقة لمساندة الطلبة وتشجيعهم.
إلا أن مملكة البحرين تواجه أيضا تحديات من نوع آخر. تعامَلت المنامة بحكمة مع دعوة المعارضة البحرينية في السنوات الماضية للفوضى ولتمزيق السلم الأهلي وضرب النسيج الاجتماعي وإشعال الطائفية وإضعاف الدولة. الهدف من هذه الفوضى هو تقسيم المجتمع لتحقيق المؤامرة الكبرى بالانقلاب على النظام، وتنصيب المرشد الأعلى ونظام الملالي والحرس الثوري في الحكم.
وقف الشعب البحريني بجانب الدولة، وتمكنت الأجهزة الأمنية البحرينية من كشف تورط إيران في التدخل في الشأن الداخلي للمملكة. تفاعلت البحرين بسرعة وحرفية مع حادث تفجير خط أنبوب النفط السعودي البحريني، وقضت على مؤامرات المعارضة البحرينية الشيعية المتكررة المدفوعة من مرجعياتها في قطر وإيران. صَدَق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حين قال: سياسة الاسترضاء لا تجدي مع هتلر إيران.
تستمر مملكة البحرين بمواجهة تحديات إقليمية حساسة، فقد أعلنت البحرين والسعودية والإمارات ومصر الأسبوع الماضي إضافة 11 فرداً إلى قوائم الإرهاب المشتركة. ضمت القائمة حسن علي محمد جمعة سلطان رجل الدين البحريني الهارب والمتآمر مع إيران لقلب نظام الحكم في مارس 2011. كذلك قضت محكمة الاستئناف الأسبوع الماضي بتأييد الحكم بالسجن لـ21 مستأنفا، أدينوا بتأسيس جماعة إرهابية داخل البحرين والقيام بأعمال شغب وتخريب واعتداء على رجال الأمن وحيازة ونقل المتفجرات. واليوم الأربعاء تُعقد أولى جلسات محاكمة علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق المنحلة بتهمة التخابر مع قطر.
عودة لحديث المطوع في بيت الصحافيين، شدّت انتباهي ثلاثة محاور ذكرها بإسهاب: في البحرين منظومة رقابية متطورة على عمل الوزارات في مجلس الوزراء، والحكومة أنجزت 80 بالمئة من برنامجها الإنمائي، والموظف الحكومي في البحرين خادمٌ للمُراجِع وليس سيدا عليه. هذه المبادئ والإنجازات تجبر القاصي والداني على احترام قيادة وشعب البحرين لسعيهما لتحقيق أهدافهما الاقتصادية والاجتماعية وفي حربهما على الإرهاب.
*عضو جمعية الاقتصاد السعودية
الجمعة, 22 نوفمبر 2024