السبت, 27 يوليو 2024

الفرق المهدوية في العراق

365 مشاهدة
منذ 4 سنوات

الفرق المهدوية في العراق ان معظم قصص المهدوية في القرون الإسلامية الأولى، كانت مرتبطة بالحركات الشيعية التي خرجت ضد الدولتين الاموية والعباسية وكانت تلتف حول زعيم من الزعماء وعندما تفشل الحركة ويموت زعيمها قبل أن ينتصر أو يقتل ، أو يختفي في ظروف غامضة، كان أصحابه يختلفون حوله، فمنهم من يسلم بالأمر الواقع، ومنهم من يرفض التسليم والاعتراف بالهزيمة ويسارع لتصديق الإشاعات التي تتحدث عن هروب الإمام الثائر أو اختفائه وغيبته,,، وعادة ما يكون هؤلاء من بسطاء الناس الذين يعلقون آمالا كبيرة على شخص أو يضخّمون مواصفات ذلك الزعيم، فيصعب عليهم التراجع؛ لأنه سيعني لديهم الانهيار والانهزام النفسي.. ما أشبه اليوم بالامس ، وما أشبه المهدويون هذه الأيام ـ وهم يكفرون ويخونون الجميع بلا استثناء ـ بالخوارج في صدر الإسلام الذين كفّروا الجميع وبلا استثناء أيضا. لقد استبدل المهدويون هذه الايام , شعار الخوارج (لا حكم إلاّ لله) بشعار ( البيعة لله ) . واليوم, تتعرض الساحة العراقية لأخطر هجمة فكرية وعقائدية ، بدأت بانتشار الفرق المهدوية، في عملية تسطيح وتبسيط للوعي خصوصا بين سكان الوسط والجنوب العراقي ذات الجذور العربية الاصيلة. إن حركات دعاة المهدوية، المسمات,,بالسلوكية والمولوية وجند السماء واولاد الله والممهدون والتعجيليون ، وحركة روح الله, وحركات مهدوية عديدة اخرى,إنّما هي في الواقع وجوه لحقيقة واحدة وحركات وفرق ضمن تيار واحد، وهو ما يطلق عليه اسم ( التيار المهدوي ) . في بداية التسعينات القرن الماضي سمح النظام العراقي السابق بفتح أبواب الدراسة في الحوزة الدينية الشيعية على مصراعيها , وساعد في ظهور نجم المرجع الشيعي العراقي ( محمد محمد صادق الصدر) المسمى من قبل اتباعه (بسقراط الفكر المهدوي المعاصر) الذي كان يلقي على تلامذته دروس في ( العرفان والسلوك) مقابل (علم الظاهر والشريعة ) الذي كان سائدا في حوزة النجف ، ليجدد الخلاف والجدال والصراع الدائر منذ قرون، بين مرجّح للباطن على الظاهر أو بالعكس, حاملا معه تجديد دعاوى المهدوية. فمن النجف ظهرت (حركة جند المولى)، وهم طليعة الحركة التي عرف فيما بعد بالسلوكية ، إذ كانوا يعتقدون أن المهدي الغائب باعتقادهم, قد تجلى وظهر بمرجعهم "محمد محمد صادق الصدر"، و انتشروا في كل محافظات العراق الوسطى والجنوبية. بعد مقتل محمدمحمد صادق الصدر عام 1999 على يد جماعة شيعية مرتبطة بايران ,,,, دارت عجلة فكرة المهدوية لتجرف في طريقها الآلاف الشيعة لتتحول فيما بعد إلى فرق تكفيرية لا تؤمن بأي شيء يربطها بالمرجعيات الدينية ،,,, يقود هذه الفرق بعض طلاب الحوزة الدينية الذين انفصلوا عن التيار الصدري واصبح كل واحد منهم قائدا وزعيما لجماعته, ومنهم من فر الى خارج العراق واخذ يوجه جماعته من خلال القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي , ومنهم من اختفى في العراق واصبح يتواصل مع اتباعه عبر سفراء ووكلاء خاصون , ومنهم من اصبح قائد ميليشيات مسلحة منضوية تحت لواء الحشد الشعبي الارهابي . أما في خارج العراق فهناك مجاميع مختلفة من الفرق المهدوية في إيران وباكستان ولبنان، لا يسعنا حصرها واستعراضها لكثرتها من ناحية, ولضعفها وعدم أهميتها وعدم تأثيرها من ناحية أخرى.... وللحديث بقية نكمله في التقارير القادمة صباح الموسوي

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *