الخميس, 19 سبتمبر 2024

الطريق إلى البحر المتوسط| الصراع بين إيران و «إسرائيل»

329 مشاهدة
منذ 7 سنوات
كتب الصحفي يوسي ملمان، أحد أهم محللي الأمن القومي الإسرائيلي، في صحيفة "معاريف" العبرية، أن ممرين بريين يشغلان صانعي القرارات في إسرائيل: الأول يشكل مصدرا للقلق والثاني يشكل مصدرا للأمل. والاثنان يُحركان بناء على الإستراتيجية نفسها. الممر الأول باسم "الهلال الشيعي"، وهو محاولة إيران استغلال الفوضى في سوريا والعراق من أجل إقامة جسر بري بين إيران والمناطق الشيعية في شمال العراق، التي توجد الآن تحت تأثير طهران، وحتى سوريا ولبنان. وبهذا تحقق إيران موطئ قدم ومنفذ إلى البحر المتوسط عن طريق ميناء اللاذقية في المنطقة العلوية.

اقرأ أيضاً: الممر الإيراني إلى البحر المتوسط.. ضربة في قلب قناة السويس

يقول المحلل الإسرائيلي، فإن إنشاء الممر الشيعي سيسهل على إيران إرسال القوات والسلاح إلى سوريا ولبنان، وهذه العملية تحدث الآن عبر القطارات الجوية التي تستخدمها في مطار دمشق. وهذا الممر يشير أيضا إلى مناطق تأثير إيران والخريطة الإقليمية الإستراتيجية. وبهذا يمكنها إنشاء طرق بديلة لتعزيز قوة حزب الله، بما في ذلك القدرة على إنتاج وتطوير الصواريخ في لبنان. ورأى الكاتب الإسرائيلي أن جميع من لهم صلة بالحروب في سوريا والعراق يستعدون لليوم التالي، بعد التخلص من "تنظيم الدولة"، وإن كان ليس من الممكن قتل فكرة إيديولوجية. وبغض النظر عن إمكانية تحليل موقف إدارة ترامب، يدور جدال قوي بين معسكرين حول هذا الأمر، الأول برئاسة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تلرسون، ويبدو أيضا وزير الدفاع جيمس ماتيس، ويعتبر أن دور الولايات المتحدة يجب أن ينتهي في اللحظة التي ينتهي فيها داعش، وأنه يجب إفساح المجال لروسيا كي ترسم مستقبل سوريا. معسكر آخر بقيادة عدة موظفين رفيعي المستوى في مجلس الأمن القومي يحاول إقناع ترامب بأنه يجب على الولايات المتحدة التأثير في سوريا ومنع تحولها إلى منطقة نفوذ لروسيا وإيران. وأما الممر البري الثاني: فكرة وزارتي المواصلات والاستخبارات برئاسة إسرائيل كاتس، إقامة شبكة سكة حديد تربط إسرائيل بالعالم العربي. حسب خطة الوزارة، فإن خط القطار من حيفا إلى بيسان يُمدد إلى 12 كم حتى جسر الملك حسين على معبر الحدود مع الأردن. إضافة إلى ذلك، هناك خطة لشق طريق من العفولة باتجاه معبر الجلمة في جنين. ربط سكة الحديد مع الأردن ومع السلطة الفلسطينية سيمكن من نقل البضائع من هناك مباشرة إلى ميناء حيفا والعكس، وليس بالشاحنات، وفقط، مثلما يحدث اليوم. المرحلة الثانية حسب وزارة المواصلات هي أن يقوم الأردن بوضع سكة من مدينة اربد باتجاه الحدود في جسر الملك حسين. وبهذا تكون هناك قطارات مباشرة من إسرائيل إلى الأردن ومنه إلى باقي العالم العربي. وتحدث موظفون إسرائيليون عن ذلك قبل ثلاث سنوات مع موظفين أردنيين، لكن لم يحدث أي تقدم. وقد استُؤنف النقاش، مؤخرا، حول هذا الأمر. كما يُبنى اليوم ميناءان جديدان في حيفا وأسدود، وأحد الخيارات التي يتحدث عنها "كاتس" هو تأجير ميناء حيفا القائم حاليا لجهة دولية، تقوم أيضا بتشغيل خط القطار إلى الشرق، الأمر الذي سيسهل تطبيق المبادرة، من الناحية الاقتصادية والسياسة أيضا. الأمل، وفقا للكاتب، هو أن تقوم الشركات الأمريكية بالمنافسة على العطاء المستقبلي حول هذا الأمر، مع أن الوزير "كاتس" خاب أمله بسبب عدم وجود اهتمام للأمريكيين بالأمر. وتعتبر وثيقة رسمية في وزارة المواصلات باسم "سكة السلام الإقليمية" أن إسرائيل "جسر بري"، وأن الأردن "مركز"، وحسب الوثيقة “ستساهم المبادرة في تحسين اقتصاد إسرائيل وستعزز الاقتصاد الضعيف في الأردن وستربط إسرائيل مع المنطقة وتزيد من قوة المعسكر البراغماتي في مواجهة الخط الشيعي". استنادا لهذه الوثيقة، فإن الشراكة الإقليمية مهمة، لأن "الحرب في سوريا والعراق أضرت بالطرق البرية وأغلقتها"، ويمكن أن تكون إسرائيل بديلا لذلك. ومن الآن، ومن دون أي صلة مباشرة لسكة الحديد، تُرسل البضائع في اتجاهين: من إسرائيل إلى العالم العربي ومن الدول العربية إلى إسرائيل. الحديث يدور عن منتجات زراعية (التمور للعراق) ومواد استهلاكية ووسائل ري وغيرها. وتأتي من دول الخليج مواد أولية من الصناعات البتروكيماوية لمصانع البلاستيك في الغرب. ومعظم الصفقات تُعقد عبر طرف ثالث: تجار ورجال أعمال من السلطة الفلسطينية والأردن وقبرص وكردستان، ولكن هناك صفقات يُتفق عليها مباشرة. مجلة العصر  

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *