الجمعة, 18 أكتوبر 2024

البحرين..بين سلمية الدولة وعنف الغوغائين

184 مشاهدة
منذ 6 سنوات

 عندما يأتي الحديث عن تحضّر الشعوب ورقيها الاخلاقي وسلوكها الانساني يتسارع الذهن الى الشعب البحريني كأحد الشعوب التي تميزت بهذه القيم النبيلة. ولا اقول هذا من باب العاطفة وانما اذكره على سبيل المثال فهذا الأمر لا يختلف عليه اثنان . وانا هنا اذكر الشعب البحريني ولا اخص طائفة دون أخرى لأن ثقافة السلم والرقي الإنساني كانت صفة عامة عند جميع مكونات الشعب البحريني قبل ظهور الجماعات الغوغائية التي خرجت من البحرين الى ايران والعراق ولبنان عقب قيام نظام ولاية الفقيه لتعود الى اليه محملة بثقافة العداء والكراهية. منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي والبحرين تشهد صراعا مريرا بين الخير والشر تخلله الكثير من العنف الذي اودى بحياة العديد من الابرياء لاهداف وغايات ليس للشعب البحريني ناقة فيها ولا جمل, هذا ناهيك عن الخسائر المادية والمعنوية التي انعكست سلبا على حياة الشيعة قبل غيرهم حيث كانت هذه الطائفة هي الخاسر الاكبر من هذا العنف الاجرامي الذي يمارسه من يدّعون انهم ممثلون لهذه الطائفة التي هي احد المكونات الاجتماعية والثقافية للشعب البحريني المسالم. لقد شهدت البحرين منذ بداية تحرك الجماعات الغوغائية,مطلع ثمانيات القرن المنصرم والى اليوم ,صراعا بين الخير, المتمثل بسلمية الدولة ,وبين الشر المتمثل بالجماعات الغوغائية حاملة المشروع الايراني الذي اضر بالشيعة اقتصاديا و اجتماعيا وامنيا, وذلك لأن الأعمال الاجرامية التي يقوم بها هؤلاء الغوغائيون تنطلق من المناطق ذات الاكثرية الشيعية ومن قام و يقوم بهذه الأعمال هم من سكنت تلك المناطق ويدعون الانتساب اليها سواء بالعقيدة او النسب. ومن ابرز العلامات الفارقة في الصراع بين الخير والشر في البحرين تميزه في سلمية الدولة حيث انها لم تنجر الى ما يهدف اليه الغوغائيون وهو تعميم العقوبة على الطائفة الشيعية,وهذا بالعكس مما فعلته الحكومة العراقية وحزب الله في لبنان ومليشيا الحوثي في اليمن وقبل ذلك النظام الايراني الذين اخذوا البريء بجريرة (المذنب) ليشعلوا نار الحروب الطائفية التي لحقت الضرر بالشيعة كما لحقت بأهل السنة في تلك البلدان . فهاهم ابناء المكّون الشيعي في البحرين يشغلون المناصب العليا في الحكومة والبرلمان و مجلس الشورى و مجالس البلديات ويمارسون طقوسهم الدينية في حسينياتهم ويديرون مؤسساتهم الوقفية و يمارسون حرية كاملة في كل ما يتعلق بقضاياهم في المحاكم المختصة بالقضايا الشرعية والفقهية,ويديرون مدارسهم الدينية. وهذا كله بسبب سلمية الدولة التي عملت على احتواء التطرف وحفظ حق المواطنة للمكّون الشيعي. وهذا الامر النادر الذي تميزت به البحرين نابع من الموروث الثقافي المسالم الذي عاشه الشعب البحريني عبر تاريخه الحضاري الطويل. ان منهج السلمية الذي اظهرته الدولة في مواجهة تطرف الغوغايين امر يستحق الثناء عليه لكونه حال حتى الان دون نجاح المخطط  الايراني  الرامي الى ضرب وحدة وسلامة المجتمع البحريني . لقد نجحت الدولة في سلميتها وسقط الغوغائيون في  شر اجرامهم وقد اصبحوا منبوذون وهم بين سجين وشريد وعميل لدى ايران واتباعها ينظر اليهم من قبل ابناء الشعب البحريني  بعين السخط والانحطاط. مرحا للسلمية وتبا للغوغائية صباح الموسوي رئيس المؤسسة الاحوازية للثقافة والإعلام 28 اكتوبر2017              

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *