نظام الملالي وكارثة الانتحار في ايران
انتحرت قبل ايام فتاة ايرانية في العشرينيات من عمرها تدعى" سحر خداياري" وذلك تعبيرا عن احتجاجها عن حالة القمع السائدة في ايران ,مما جعل هذه الفتاة التي لقبت" بالفتاة الزراقاء", تتحول الى ايقونة لمواقع التواصل الاجتماعي في داخل ايران وخارجها , ملقية بانتحارها, الضوء على كارثة الانتحار التي تشهدها ايران , حيث أخذت كارثة الانتحار أبعادًا واسعة فقد باتت , إضافة إلى المراهقين، أسرة باكملها تقدم على الانتحار .
ففي يوم الأحد 28 يوليو 2019 انتحر أربعة أفراد من عائلة واحدة في مدينة يزد وسط إيران, فقد أنهت أم هذه الأسرة حياتها بجرعة عالية من حقن الأنسولين, و قام أطفالها الثلاثة أيضًا (بنتان وولد) بالانتحار بتناولهم فوسفيد الألومنيوم.
وفي 18 أكتوبر 2018 قال مساعد قائد قوى الأمن الداخلي للشؤون الاجتماعية في محافظة فارس: « ، أنهى رب أسرة "في مدينة فيروز آباد" حياته بعد قتل زوجته وبنته البالغة من العمر 9 سنوات بإطلاق الرصاص عليهم... وتبين أن هذا الرجل أقدم على قتل اسرته و من ثم الانتحار بسبب حالة الفقر الشديدة ».
لقد اعلنت وزارة الصحة الايرانية عن 100 ألف حالة انتحار في العام 2018. بينما أخبار الكثير من حالات الانتحار لم تتسرب إلى وسائل الإعلام بسبب الرقابة والإجراءات القمعية التي يمارسها نظام الملالي على وسائل الاعلام الحرة.
دائرة الطب العدلي في ايران , اعلنت في تقريرها السنوي ان نسبة حالات الانتحار بين المراهقين الإيرانيين أكثر من 7 بالمائة سنويا.
«رئيس جمعية الإغاثة» وهي جمعية حكومية, صرح إنه لا يوجد نظام إحصاء دقيق لحالات الانتحار، ولكن إحصائية حالات الانتحار التي أدت إلى الموت في العام 2017 والمسجلة في تقرير الطب العدلي السنوي، تشير إلى زيادة 5 بالمائة أكثر مما كان عليه في العام 2016.
تقرير وزارة الصحة عن حالات الانتحار في عام 2018 , اكد أن بين كل 100 ألف شخص هناك 125 حالة انتحار , وأن حوالي 50 بالمائة من المنتحرين كانوا من المتزوجين.
التقرير نفسه يؤكد أن حوالي 53 بالمائة من الأشخاص الذين أقدموا على الانتحار هم حاملو شهادات ثانوية وأن 73 بالمائة منهم كانوا ساكنين في المناطق الحضرية أو في عشوائيات المدن.
مما لا شك فيه ان السبب الرئيسي للكثير من العاهات الاجتماعية , ومنها الانتحار، هي حصيلة السياسات المدمرة لنظام الحكم الفاسد الذي يستحوذ على السلطة منذ 40 عامًا. فالاحصائيات المنشورة من قبل الأجهزة الرسمية للنظام نفسه تؤكد أن الفقر والجوع والغلاء والبطالة بين الفئات المجتمعية, تشكل أهم عوامل الانتحار في إيران.
فعلى سبيل المثال اقدمت فتاة تبلغ 17 عاما من العمر على الانتحار بعد ان نجحت في امتحان القبول في جامعة تبريز، ولكن عدم تمكن عائلتها بسبب الفقر من تسجيل اسمها في الجامعة دفعها الى الانتحار.
كان مؤسس نظام الملالي الراحل " روح الله الخميني " قد زعم في احد خطبه قائلا , ان حال المجتمع الايراني افضل من حال مجتمع المدينة المنورة في عهد النبي صلى عليه وسلم. ,,,, فهل حقا ان حال ايران كما زعم الخميني ؟؟.
الأحد, 22 ديسمبر 2024