الأحد, 8 سبتمبر 2024

نساء في سجون الملالي- الحلقة الاولى

214 مشاهدة
منذ سنتين

في الحادي والعشرون من اذار الماضي انتهى عام وبعد عام جديد بحسب التقويم إيراني، فهو عام يُذكِّر بالمرارات التي تعيشها المرأة في المجتمع الايراني. و قد ارتبطت الحياة اليومية للكثير من النساء الايرانيات باسم السجن.. قد لا تُشكل النساء السجينات أو قريبات أُسَر السجينات والسجناء القسمَ الأكبر من النساء الإيرانيات لكن العبء الذي يتحملنْه ثقيل ومرهق؛ عبء مليء بالإهانات الجنسية، وبرؤية مَن يَنظر من الأعلى إلى مَن هو في الأسفل، وبتجاهُل لابسط حقوقهن الإنسانية.. في الوقت الحالي هناك نساء يَقبعن في السجون الإيرانية، كما أن هناك نساء أخرى كثيرات ارتبط مصيرهنّ بالسجن لا لشيء إلا لأن أحد أقربائهنّ يُمضي أيامه في السجن.. إن النساء السجينات في إيران، ولا سيما إذا كُنّ من فئة النساء السجينات لآرائهنّ السياسية والفكرية، يَتعرّضنَ تعرضاً ممنهجاً ومتجذراً للأذى الجنسي، وللسلوك الجنسي العنصري، والتهديد بالاغتصاب، والسبّ والشتم لكونهنّ نساء. وبالطبع لا يَقتصر هذا الأمر على النساء السجينات بل شَهِدت العقود الأربعة الماضية أن نساء أُسَر السجناء والسجينات أيضاً لم يَكنّ استثناء من هذا الموضوع.. “نرجس محمدي” ، السجينة السياسية والناشطة في حقوق الإنسان، كانت تَعيش قبل فترة خارج السجن لأسباب علاجية صحية لكن عدد مرات اعتقالها واستدعائها لا عَدَّ لها ولا حصر، وكثيراً ما يتمَ نفيها من سجن إلى سجن ولطالما تعرضت للضرب والإهانة وهجوم العاملين في السجون... حول الأذى الممنهج للمرأة والاعتداء الجنسي عليها تقول نرجس محمدي، المحققون والمحققات يَتدرّبنَ تدريباً ممنهجاً على كسر إرادة المقاومة لدى المرأة السجينة. كانوا يَجرّونني جرّاً، ويحاولون إدخالي في السيارة بالقوة، رفعني مدير السجن وقذفني نحو السيارة. كان رأسي داخل السيارة وأسفل جسمي خارجها. فلمس أسفل جسدي بشكل وقح ودفعني إلى داخل السيارة وجلس على فخذي. تَسرد نرجس حكاية الاعتداء الجنسي على سجينة أخرى كانت معها في زنزانتها على النحو التالي: “كانت معي في زنزانتي امرأة تم اعتقالها على خلفية اتهامات اقتصادية. كانوا قد عذّبوها عذاباً شديداً. وكان المحقق قد لمس اعضاءها، فجُنَّ جنونها واستولى عليها مرض الأعصاب والمرض النفسي لهذا السبب”. أما إهانة النساء المكلومات أو نساء أُسَر السجناء والسجينات فهي الفصل الآخر من هذه الحكاية؛ وهنّ النساء اللواتي يتعرضنَ لاعتداء العاملين والعاملات في السجون أثناء ذهابهنَ للقاء السجين العزيز على قلبها. في أكتوبر/تشرين الأول 2019، حين زارت أمّ “كامران درويشي” وعمرُها 75 سنة سجنَ أورمية للقاء ابنها، ضربها العاملون في السجن ضرباً مبرحاً. لقد بلغ الضرب إلى حدِّ أخذها إلى المشفى. تابعونا في الحلقة القادمة

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *