الخميس, 21 نوفمبر 2024

نساء في زنازين الملالي :الحلقة الثانية

183 مشاهدة
منذ سنتين

نساء في زنازين الملالي:الحلقة الثانية

أنْ تَكوني امرأة فهذا وحده سبب مهم في اللامساواة. ويَقع التمييز العنصري المضاعَف عندما تَكونين من الأقلية من النساء، أقلية مثل نساء سجناء الرأي والسياسة.

هكذا تحدثت احدى السجينات المعذبات في السجون الإيرانية. وهي السيدة ،فرنكيس مظلوم، أمّ  الناشط المدني السجين “سهيل عربي” و التي اعتُقلت عدة مرات بسبب متابعتها أوضاع ابنها المسجون و حُكِم عليها بالسجن لسبع سنوات، بدعوا التجمهر والتآمر على الأمن”، و“الترويج ضد النظام..

 تقول السيدة فرنكيس إنها بوصفها أمَّ سجين لقيتْ عذاباتٍ كثيرةً على هذا الدرب: “عندما كنت أراجع المحاكم من أجل قضية ابني سهيل، كثيراً ما كنت أتعرض للاعتداء والإهانة لا لشيء إلا لأنني امرأة. قاومت هذه الإهانات قدر المستطاع.

 إحدى المشاكل الأخرى المتعددة التي تعاني منها النساء السجينات أو نساء أُسَر السجناء والسجينات هي تشريط الزيارة بحضور المحقق؛ الأمر الذي قد يُلقي بظلال من الرعب والخوف وفقدان الأمن في دقائق الزيارة تلك.

وعن هذا الامر تقول “هنكامة واحديان”، ابنة الناشط المدني السجين “عباس واحديان”، لوسائل الإعلام إن الزيارات القليلة لوالدها حدثت في ظل حضور المحقق، وهي أكبر دليل على التعذيب النفسي..

أما الكلمات النابية والمهينة التي تسمعها النساء السجينات أو نساء أُسَر السجناء والسجينات من مثل إصدار الحكم على الشكل الظاهري لهن أو حتى نشر المعلومات الخاصة بحياتهن العائلية مثل نبأ طلاق او ماشابه؛ كلُّ هذا هو جزء بسيط من عذابات تلك النساء ..

فائزة عبدي بور”، زوجة “محمد شريفي مقدم”، الناشط المدني المسجون في سجن طهران المركزي، تعاني من غياب زوجها ومن الزيارات القليلة التي تحصل عليها في ظروف صعبة كل فترة. كما أن عليها أن تتحمل جزءاً من الإهانات الآنفة الذكر القائمة على رؤية السجّانين الذكورية لجسمها.

تَعتقد فائزة أن السجن مرهق صعب للسجين وعائلته بغض النظر عن أن يَكون السجين رجلاً أم امرأة، لكن إذا كنتَ امرأةً تتضاعف هذه الصعوبة: “سواءٌ كنتَ رجلاً أم امرأة فعليك التعامل دائماً مع العاملين في السجون الذين يَرون أنفسَهم على حق ويُوجهون لك الإهانات. لكن إذا كنت امرأة فإنك تتعرضين لمزيد من الإهانة والتحقير..

ليست هناك إحصائيات دقيقة عن النساء السجينات الرأي في السجون الإيرانية. لكن منظمات حقوقية رجَّحت أن هناك نساء كثيرات سجينات في مدن إيرانية كثيرة لكن أسماءهن لم تُسجَّل في مكانٍ ما أو لم يُصبحنَ مادةً لوسائل الإعلام..

محمود معصومي”، الباحث في “منظمة أطلس السجون”، يقول إنهم سجّلوا أسماء 76 من السجينات السياسيات الإيرانيات، لكنه يؤكد أن هذا الرقم ليس دقيقاً ولا يتضمن جميع السجينات السياسيات. أما مركز حقوق الإنسان “لا للسجن، لا للإعدام” بدوره نَشَر أسماء وبيانات 72 سجينة رأي في السجون الإيرانية...

ورغم عدم فاعلية الإحصائيات والأرقام إلا أن أسماء عدد من السجينات تتكرر في كل سنة، وتمضي سنة أخرى من أعمارهن إلا أنه لا يتمّ الإفراج عنهن.

لا يَسع هذا التقريرَ الحديثُ عما يَحدث لجميع السجينات أو اللواتي هن من أسرة السجناء والسجينات في السجون الإيرانية؛ لأن تلك النساء يتعرضنَ بشكل دائم للعنصرية والإهانات الجنسية. وبالطبع فإن هناك عدداً لافتاً من السجينات العاديات ممن يقبعن في السجون ولا تُذكَر أسماؤهنَّ أبداً..

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *