الأحد, 8 سبتمبر 2024

موجة هجرة العمال من إيران

موجة هجرة العمال من إيران

261 مشاهدة
منذ سنتين

موجة هجرة العمال من إيران

هل حقاً باتت الأوضاع في إيران سيئة الى هذا الحد لكي تدفع بالأشخاص "العاديون" كالسمكري وصانع المطابخ والخزائن وشيف المطاعم والكهربجي والحلاق الى الهجرة؟ ..

لماذا يريد معظم الناس، حتى العمال غير الماهرين، الهجرة من وطن وُلِدوا فيه ويعرفون لغته ويُقيم فيه أهلهم وأحبتهم؟،وما هي التداعيات التي ستَحملها موجة الهجرة الجديدة على الاقتصاد الإيراني الهش وعلى المجتمع الإيراني الضعيف؟..

عن الأسباب التي تُجبر العمال الإيرانيين على الهجرة، يقول الخبير الإيراني في علم الاجتماع والباحث المتخصص في شؤون الهجرة "مهرداد درويش بور"، إن انتشار ظاهرة الهجرة من دون عودة في أوساط العمال نصف المهرة والأشخاص متوسطي الأعمار في إيران لم يكن مسبوقاً لهذا الحد قبل الآن. إن هذا الأمر ينمّ عن واقع أن الأزمات الاقتصادية والتضخم والبطالة وانخفاض المستوى الواقعي للأجور لم تترك أي آفاق مبشِّرة بالمستقبل لدى الشباب الإيرانيين..

الدكتور " مهرداد درويش بور" يشير إلى العنصرية القومية والإثنية بوصفها أحد الأسباب الأخرى للهجرة الاقتصادية ويقول: "من بين الشرائح الفقيرة التي تتزايد الهجرة في أوساطها يوماً بعد آخر نجد الفئات الإثنية التي تعاني من الظلم؛ والذين لا يتمتعون إلا بالحد الأدنى من حظوظ إقامة ركائز مستقبلهم في إيران..

الخبير الايراني في علم الاجتماع والأستاذ في "جامعة مالاردالن" في السويد؛ "هيوا سروي"، يقول إن جيل الشباب من الرجال والنساء الإيرانيين يرون أنه لا مستقبل لهم أبداً؛ ومردُّ ذلك إلى العنصرية المضاعفة التي تُرتكَب بحقهم في إيران، وكذلك بسبب الفجوة بينهم وبين النظام الإيراني. وعليه، فإن الرغبة في الهجرة أصبحت أكبر في أوساطهم..

ما الذي سيحدث لإيران مع موجة الهجرة الجديدة؟

وعن هذا الأمر يوضح الدكتور "هيوا سروي "أكثر فيقول: "بالنظر إلى بنية النظام الإيراني وسياساته، وإلى العقوبات الاقتصادية والتوترات الدولية للنظام الإيراني الاستبدادي، حقيقةً لا نَعلم إلى أي مدى سوف تستمر موجة الهجرة من ايران و لا يمكن تخيل الحجم الهائل للآثار المدمرة الذي سوف تلحقها هذه الهجرة  على الاقتصاد والمجتمع الإيراني..

يعتقد الدكتور "مهرداد درويش بور" أن اتساع رقعة هجرة العمال الاقتصادية ينمّ عن أن المجتمع أصبح أكثر فقراً، وأمسى لا يرى أي مستقبل له في مواطنه. ويضيف قائلا: "حتى لو وضعنا جانباً الهجرة التي تَحدث بدوافع سياسية لفئات مثل الكتّاب والمفكرين والنشطاء المدنيين والسياسيين ممن يشعرون أن الخناق ضاق عليهم فيسلكون مسلك الهجرة، فإن الهجرة الاقتصادية ولا سيما الكوادر نصف المهرة الذي يُشكلون رأسمال إيران الاجتماعي والبشري تُلحِق ضرراً كبيراً بالمجتمع الإيراني..

 

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *