الخميس, 21 نوفمبر 2024

مليشيات إيران تخطف براعم الشام ،ح1 ،

181 مشاهدة
منذ سنتين

“لا نريد أموالهم أو العمل معهم، لا يخاف الله من سرق ولدي مني ، بهذه الكلمات تلخص أم عباس، قصتها، راجية أن يكون ولدها، عياس، ما يزال على قيد الحياة.... في شباط/فبراير 2021، اختفى عباس البالغ من العمر 16 عاما، وهو المعيل الوحيد لأمه وإخوته الثلاثة الأصغر منه سناً، لم تدع العائلة مكاناً في محافظة دير الزور شرق سوريا إلا وبحثت فيه عن ابنها، بدءاً من مكان عمله في بيع الدخان والمازوت في شوارع قريته الصغيرة غرب دير الزور، وصولاً إلى المخافر والمستشفيات إلا إنها لم تعثر عليه.... بعد مضي شهرين على اختفائه، عاد عباس إلى أمه، بـ”وجه شاحب، كأنه وجه ميت”، وهيئة لا تبدو هيئته التي اعتادت رؤيته عليها لستة عشر عاماً، عرفت العائلة أن ولدها كان قد اختطف من قبل ميليشيا حركة النجباء العراقية، والتي يعمل قسم من عناصرها في الأراضي السورية.... أخبر الطفل والدته أنه ادخل في دورة عسكرية مع ميليشيا حركة “النجباء”، ومن ثم أعطاها مبلغ 175 ألف ليرة سورية حصل عليها لقاء إكماله فترة التدريب التي امتدت لشهرين. وبانتهاء الدورة العسكرية أصبح الطفل مجنداً رسمياً في “النجباء”، وبدأ يتقاضى راتباً شهرياً قدره (90 دولار) .... أم عباس اكدت في تسجيلات صوتية عبر تطبيق “واتساب”، بأن هذه الدورة القصيرة، كانت كفيلة بتغيير سلوك طفلها، إذ أصبح يمتنع عن الكلام، فلا يعطيها تفاصيل عن عمله، وأين يذهب، وماذا يفعل، تغيرت كل حياته وتغير هو بشكل كبير، “لم أعرف إذا كان هذا طفلنا أم لا، تغير من القاع للسماء”. وأصبح خائفا دائماً من شيء لا أعلمه.... بعد شهرين من تجنيده رسمياً من قبل ميليشيا” النجباء” اختفى الطفل من جديد، وعادت الأم للبحث عن نجلها مرة أخرى، وحينما سألت هذه المليشيا عن طفلها أخبروها أنه وقع أسيراً لدى تنظيم الدولة او ما يسمى (داعش) في إحدى العمليات العسكرية، وأنها تقوم بعمليات تفاوض لإعادته..... بعد أسابيع من هذا الإبلاغ، قررت “النجباء” صرف راتب قدره 50 ألف ليرة سورية او ما يعادل (15 دولار) شهرياً للعائلة، واعتبار طفلها شهيداً، لكن ذلك لم يقنع أم عباس، التي ما تزال تبحث عن ولدها، مُطالبة بجثته أو شيئا من ملابسه يثبت أن ابنها قد مات. إلا أنهم لم يعطوها شيئا مما طلبته، وتعيد سؤالهم عن ولدها، “يصرخون ويغضبون من سؤالي” تقول ام عباس.... إن عباس هو واحد من مئات الأطفال السوريين الذين تم حفهم وتجنيدهم ضمن ميلشيات طائفية مدعومة من قبل إيران، استطاعت منظمات حقوقية وإنسانية سورية ودولية توثيقهم خلال الفترة الممتدة من مطلع العام 2014 وحتى آب/أغسطس 2021، قتل منهم العشرات أثناء اشتراكهم في الأعمال القتالية وعمليات القصف والتمشيط، وبشكل خاص في البادية السورية. يقدر مجموع الأطفال السوريين المجندين حالياً وبشكل رئيسي في لواء “فاطميون” الأفغاني، ولواء “القدس”، بقرابة 850 طفلاً، بحسب ما صرّح به مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان لمعد هذا التحقيق الذي يحاول يكشف عمليات تجنيد الأطفال السوريين من قبل المليشيات الإيرانية وعمليات التضليل الإعلامي التي يتم استخدامها من قبل هذه المليشيات والمؤسسات الثقافية والدينية الإيرانية لهذا الغرض تغيير عقيدة وثقافة وسلوك الأطفال السوريين....

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *