مافيا الملالي و غسيل الاموال في ايران
مافيا المال في ايران كما هي سائر المافيات الاخرى في العالم, ليس لها وطن ولا دين ولا هوية ., تتعدد الاساليب و الوسائل ويبقى جمع المال هو الهدف الثابت عند المافيا., فالمال يخدم السلطة والسلطة تخدم المافيا ,هذا هو واقع الحال في ايران .
اربعون عاما من حكم نظام الملالي تعددت فيها اساليب المافيا في جني المال بكل ما اوتيت من حيل ومكر ,عبر استخدام الشعارات الدينية تارة واستخدام السلطة تارة اخرى. وكما هو معهود فان اعضاء المافيا غالبا ما يكونوا من اصحاب النفوذ, فهم في ايران من اكثرهم نفوذا في المجتمع , ونعني بهم رجال الدين ورجال السلطة تحديدا.
إن من ابرز أدوات المافيا المالية في ايران هي :
- صناديق جمع الصدقات المنتشرة في الشوارع والاماكن العامة كمحطات القطار و المطارات و محطات النقل العام الاخرى والمرافق العامة.
- المؤسسات الخيرية المتعددة المسجلة باسماء و عناوين دينية مختلفة
- بناء المراقد والمقامات الزائفة المنسوبة الى اهل البيت و التي تجاوز عددها في السنوات الاخيرة العشرون الف بين مرقد وضريح
- بناء الحسينيات والتكايا و اختلاق المناسبات والمهرجانات الدينية .... وهناك امور كثيرة اخرى.
وبما ان اغلب هذه المؤسسات والهيئات الدينية مرخصة رسميا ولديها حسابات بنكية فقد اصبحت هذه الحسابات غطاءا مهما لغسيل الاموال الغير مشروعة, واهمها اموال تجارة المخدرات التي يقدر حجم تداولها السنوي في ايران بـ " 12 مليار دولار" بحسب ما اعلنه رئيس اللجنة المستقلة لمكافحة المخدرات في مجلس تشخيص مصلحة النظام "علی هاشمی".
وعن احد الاساليب التي يمارسها رجال مافيا غسيل الاموال في ايران تحدث رئيس دائرة العدل و المحاكم في محافظة" غولستان " قائلا : هناك الكثير من الناس البسطاء المحبون للعمل الخيري يتم استغلالهم من قبل رجال مافيا المال من خلال فتح حسابات بنكية باسماءهم بحجة مساعدة الفقراء والمحتاجين وبعد ان تجري عملية تدوير الاموال المتأتية من تجارة المخدرات والمعاملات الغير قانوينية عبر هذه الحسابات تعود مرة اخرى الى جيب رجال المافيا. وقد تم اكتشاف هذا الاسلوب المخادع بعد ان شعر عددا من الناس الفقراء انقطاع المساعدات المالية التي كانوا يتلقونها من مؤسسة التأمينات الاجتماعية التي قامت بقطع المساعدات عنهم بعد ان لاحظات عملية تدوير مبالغ مالية كبيرة عبر حساباتهم البنكية .
وتعد فترة حكم الرئيس الايراني السباق احمدي التي استمرت من عام 2005ولغاية عام 2013,هي الفترة الذهبية لمافيا المال في ايران والذي كانت توصف حكومته بحكومة الساكتين حيث ان اغلب اعضاءها كانوا إما من رجال المافيا وإما من المتعاونين معها.
ان المافيا في ايران تعد حكومة الظل فمتى وجدت ان الحكومة العلنية لا تجاريها في ما تريد فانها تقوم على الفور بحياكة المؤامرات ضدها وتعمل بقوة على عرقل عملها .
لقد استشعرت ( الهيئة الحكومية الدولية لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، (FATF ) خطر ما تقوم به مافيا المال في ايران ولهذا اجبرت النظام الايراني على اصدار قانون الانضمام لـ FATF والتوقيع على هذه الاتفاقية الدولية الامر الذي اثار قلق مافيا المال في ايران ودفعها للاحتجاج على مشروع هذا القانون الذي اقره البرلمان مؤخرا .
بطبيعة الحال كان الملالي هم ابرز المحتجين على هذا القانون وذلك بسبب تخوفهم من الاضرار التي سوف تلحق بمصالحهم من جراء توقف عمليات غسيل الاموال.
فهل عرفت اللعبة يا رعاك الله ؟
الأحد, 24 نوفمبر 2024