مأساة المدارس في إيران
الازمات في إيران لا تقف عند نوع او حد معين، فهي تضرب جميع مناحي الحياة، وذلك نتيجة لسياسات النظام الحاكم الذي أصبح يشكل أكبر مأساة في حياة الإيرانيين الذين يواصلون انتفاضتهم المتتالية ضد ما بات يطلقون عليه اسم الكابوس الأسود، ويعنون بذلك نظام رجال الدين الذي يمارس الاستبداد والقهر بمنتهى الوحشية لقمع مطالبهم بالعدالة الاجتماعية والحياة الإنسانية الكريمة..
تعد مأساة المدارس واحدة من المآسي العديدة لتي يعني منها الإيرانيين وفي هذا الصدد فقد أعلن نائب وزير التعليم الإيراني "حميد رضا خان محمدي" أن أكثر من 11٪ من مدارس البلاد متداعية وإن الأمر سيستغرق 50 عامًا لإعادة تأهيل المدارس المتضررة. كما أن أكثر من سبعة آلاف مدرسة ليس فيها أنابيب لمياه لشرب. مضيفا أن 13٪ من مدارس البلاد، أي حوالي 100،000 فصل دراسي، متهالكة وبحاجة إلى تحديث...
لكن المشاكل لا تنتهي فقط مع خراب المدارس. كما يقول المسؤول الإيراني المذكور وانما ينبغي أن يضاف إلى هذه المشكلة نقص المياه والمدرسين، والطلاب المتسربين من المدرسة، فضلاً عن السمنة وزيادة الوزن لدى الطلاب، وتدهور الأوضاع الصحية للطلاب، على حد قوله..
أن إحصائيات وزارة التربية والتعليم حول الوضع الصحي للمدارس العامة تبعث على القلق. فوفقًا لتقرير هذه الوزارة، فان من إجمالي 106،491 مدرسة حكومية في جميع أنحاء البلاد، هناك 7017 مدرسة أي نسبة (11.19٪) من المدارس لا تحتوي على مياه للشرب في المناطق الحضرية أو الريفية على حد سواء، و5268 مدرسة، أي نسبة (8.4٪) ليس بها صنابير مياه في المراحيض..
وفقًا للإحصاءات التي قدمتها وزارة التربية والتعليم في فبراير2023، تحتاج المدارس الإيرانية إلى أكثر من 20 ألف عامل صحي. كما ان هناك مشكلة أخرى خطيرة في المدارس العامة تتمثل في ارتفاع عدد الطلاب في الفصول الدراسية حيث تضم معظم الفصول الدراسية 40 طالبًا، على الرغم من أنه وفقًا للمجلس الأعلى للتعليم، يجب ألا تضم الفصول الدراسية بالمدارس الابتدائية أكثر من 26 طالبًا تحت أي ظرف من الظروف..
بحسب الإحصائيات التي قدمتها وزارة التربية والتعليم الإيرانية في عام 2022، فان من بين 106491 مدرسة حكومية في عموم البلاد، هناك 91.291 مدرسة ليس لديها قاعدة تغذية صحية..
اخصائيون تربويون ايرانيين اكدوا ان مأساة القطاع التربوي والتعليمي لا يمكن فصلها عن سائر المآسي التي تعاني منها القطاعات الصحية والبيئية والاقتصادية ،فهي جميعا ناجمة عن سوء التخطيط والفساد الإداري الذي بات يضرب اطنابه في جميع المؤسسات والدوائر الحكومية..
