مأساة اطفال القمامة في ايران
تعتبر قضية "أطفال القمامة"، من أكثر المآسي الكبيرة في المجتمع الإيراني التي تتزايد كوارثه في ظل نظام الملالي، وتعد أحد أكثر المشاكل الاجتماعية المؤلمة الناجمة عن الفساد الحكومي ونهب ثروات الشعوب.
هكذا بات حال المجتمع الايراني, أطفاله يعبثون مع أكوام القمامة وصناديقها للبحث عن قوت يومهم, ويصل حجم الكارثة إلى درجة مؤلمة للغاية، حتى أن وسائل الإعلام وعدد من خبراء علم الاجتماع، التابعين لنظام الملالي يستخدمون مصطلحات تصف البحث في القمامة، بأنه يمثل الرق الحديث، وان أطفال القمامة، أو المشردين الذين يكافحون من أجل البقاء في الشوارع هم الأطفال الذين يرمون مصيرهم ومستقبلهم في سلة المهملات، بحثًا عن لقمة العيش.
أطفال العمل الذين تم استغلالهم في ظروف غير إنسانية للعمل، بدلًا من الجلوس في الصفوف الدراسية، بلغ عددهم سبعة ملايين وربما أكثر. تجدهم في كل مكان؛ في حالة البيع في الشوارع كباعة متجوّلين أو التسوّل في معظم تقاطع الطرق في المدن الكبرى، أو في حالة البحث في حاويات القمامات في مراكز إعادة تدوير النفايات، او استغلالهم بشكل وحشي في معامل الطابوق، وفي حمل الأثقال على ظهورهم في سوق طهران، وهم في حالة الجوع و الاضطراب في العديد من الشوارع، تحت وطأة 12 ساعة من العمل اليومي الشاق في ورش العمل الغير مرخصة، في ظروف شبه العبودية, أو تجدهم يعبرون حقول الألغام لتهريب البضائع و صفائح البنزين إلى كردستان العراق وباكستان للحصول على لقمة عيش.
وفي نظرة على عمق كارثة ما بات يعرف بأطفال القمامة في إيران تشير الإحصائيات والأرقام الرسمية أن أعداد "أطفال القمامة"، في العاصمة طهران وحدها يبلغ حوالي 15 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاما ، منهم 40 % يعيلون اسرهم . وذلك بحسب ما اشار اليه أحد أعضاء البرلمان الايراني. وقد اعترفت وسائل إعلام نظام الملالي ، مؤكدة أن الفتيات من "أطفال القمامة"، هنّ أكثر عرضة للحوادث والأمراض من الأولاد.
ويعاني "أطفال القمامة" من أمراض عديدة، نتيجة أوضاعهم السيئة، بسبب عدم توافر الغذاء السليم، ومعاناتهم من الالتهابات الجلدية، والحلق، والأذن، بالإضافة إلى سوء التغذية الحاد، والتهاب الكبد الوبائي ومرض الإيدز، وغيرها من الأمراض الكارثية الاخرى.
في مدينة كرج القريبة من طهران ، تم فحص سبعة مواقع لجمع النفايات، يعمل فيها أطفال، وأسفرت النتائج عن كارثة كبرى، تتلخص في أن أطفال القمامة الذين تتراوح أعمارهم بين 4 سنوات إلى 12 سنة، يعيشون في أكواخ من النفايات، مع انعدام المراحيض والحمامات، التي ينتشر معها بالطبع الكثير من الأمراض.
ومن بشاعة هذه الكارثة أن هؤلاء الأطفال تديرهم مافيات تتبع مسؤولين متنفذين في السلطة ، تمتص دمائهم وتعيش على قوتهم.
وفيما يتعلق بالأرباح السنوية لمافيا الملالي التي تمستخدم اطفال القمامة، يقول خبير حكومي ، أنه بلغت مبيعات النفايات الجافة في طهران (260 مليون دولار) ، في عام 2018, 30 في المائة من هذه الايرادات تذهب للبلدية ، و 70 في المائة منها هي حصة مافيا جمع القمامة.
وتاتي هذه الكارثة في ظل تزايد الفساد الحكومي و تكاثر اعداد مافيات السلطة التي تقوم على نهب الثروات وافقار الشعوب في ايران.
الخميس, 21 نوفمبر 2024