الجمعة, 18 أكتوبر 2024

لماذا تقف ايران مع ارمينيا؟.

157 مشاهدة
منذ 3 سنوات
لماذا تقف ايران مع ارمينيا؟. منذ بداية الصراع الأذربيجاني الأرمني على إقليم ناغورنو قره باغ فضلت طهران نظام مصالحها وتجاوزت عقدة الجوار والعرق والمذهب ووقفت إلى جانب أرمينيا في معركة التنافس الجيوسياسي على هذه المنطقة الحيوية ,متجاوزة معايير داخلية تفرضها التركيبة العرقية لإيران وامتداداتها الجغرافية.... تعتقد طهران إن في ظل صعود دور أذربيجان الاقتصادي واستقرار نظامها السياسي ونجاح تحالفاتها الإقليمية والدولية، اصبحت باكو تهديدا حقيقيا للداخل الإيراني الذي تعاني هويته العقائدية أزمة وجودية بعد تراجع تأثير الخطاب الديني لنظام الملالي مقابل صعود الهويات القومية وخصوصا الأذرية صاحبة التأثير التاريخي على كل من حكم بلاد فارس, منذ العهد الصفوي ولغاية اليوم..... يبلغ عدد الايرانيون الأرمن بحدود المئة الف نسمة ويمثلون قرابة الثمانون بالمئة من عدد النصارى في ايران , ويقول كبير الاساقفة الارمن في طهران" سيبويه سركيسيان" ان الأرمن و الفرس من ارومة واحدة و لكن الأرمن اختاروا المسيحية بينما اختار الفرس التشيع.... يضم اقليم اذربيجان ايران عدة محافظات وهي, اذربيجان الشرقية وعاصمتها تبريز, و اذربيجان الغربية وعاصمتها ارومية, اضافة الى ثلاثة محافظات أخرى هُـن اردبيل و زنجان و قزوين , ويشكل الاذريون تسعون بالمئات من سكان هذه المحافظات , بالاضافة الى ان هناك اكثر من مليوني اذري يسكنون في العاصمة الايرانية طهران.... منذ قرون نجحت القومية الاذرية بنموذجيها الصفوي والقاجاري في تأسيس دولة دمجت بين العقيدة والجغرافيا حيث نجحت هذه الثنائية في توحيد الشعوب والقوميات الإيرانية؛ ورسخت هذه القبائل التركية الاذارية المقاتلة موقعها بوصفها الحامي للعقيدة والجغرافيا ووحدة التراب الإيراني.ولكن موقعها تراجع بعد قيام نظام بهلوي الذي لجأ إلى تكريس الهوية الإيرانية على حساب الهوية الدينية حيث خاض الأذريون الإيرانيون معركة للحفاظ على نفوذهم داخل مؤسسات الدولة وفي الحوزة الدينية والبازار.... منذ التأسيس الجيوسياسي لإيران على يد العائلية الصفوية الاذرية ,حتى قيام نظام ولاية الفقيه علي يد الخميني، لم تعاني إيران من أزمة هوية كما تعانيه الآن، بعدما أدت السياسات التي يتبعها المرشد الحالي علي خامنئي إلى بروز الهوية القومية كردة فعل على عسكرة النظام الذي قام بعسكرة الهوية العقائدية، من أجل الحفاظ على استمراره بعدما فشل في تطبيق العدالة والمساوة بين الشعوب في ايران ..... يشكل الأذريون ثاني أكبر قومية في إيران ويبلغ تعدادهم قرابة 28 ميلون نسمة وهم يتشاركون قوميا ومذهبيا مع أذربيجان وتركيا، المنافس الأقوى تاريخيا لإيران والتي ستستفيد حتما من هذه المشتركات من باكو مرورا بتبريز حتى كركوك. فإعادة بلورة الهوية الشيعية التركية المتجانسة قوميا مع الهوية السنية التركية سيشكلان معضلة مستقبلية لطهران داخليا وخارجيا .... يقول الكاتب والاعلامي الاحوازي صباح الموسوي,انه ليس مستغربٌ من ايران ان تفضل التحالف مع ارمينيا النصرانية على التحالف مع اذربيجان الشيعية, فالتاريخ يعيد نفسه, لقد سبق لايران ان تحالفت مع الدول الاستعمارية الصليبية ضد الدولة العثمانية المسلمة , وقد تحالفت في عصرنا الراهن مع الصهيونية العالمية ضد الامة العربية, فلا امان لمن فضل ذهبه على مذهب .....

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *