اسم الكتاب : المخاوف الإيرانية من عودة الأحواز إلى الهوية السنية
اسم المؤلف: صباح الموسوي
الناشـــر: المؤسسة الأحوازية للثقافة والإعلام
لغة النشـر: اللغة العربية
سنة النشـر: الطبعة الأولى 1435هـ – 2014م
|
قدم كتاب المخاوف الإيرانية من عودة الأحواز إلى الهوية السنية، الذي صدر عن المؤسسة الأحوازية لثقافة والإعلام للسيد صباح الموسوي، دراسة كشفت مدى همجية الاحتلال الإيراني المتوحشة التي تمارس من قبل نظام جمهورية ولاية الفقيه الطائفية ضد الشعب الأحوازي.
وتعرض الكتاب لاستراتيجية إيران في الأحواز التي حولتها من منارة للعلم والعلماء، إلى منطقة جافة يخنقها التخلف الفكري والعقائدي، وتسود فيها ثقافة الحسينية، التي تعد مصنعًا لإنتاج الخرافة والحقد الطائفي.
ويحتوي هذا الكتاب على فصلين، الفصل الأول تطرق للحركة العلمية في الأحواز ونشأتها وتاريخها ومدارسها وإنجازاتها ونهايتها.
الفصل الأول: الحركة العلمية والفكرية
ألقى الكاتب الضوء على المدارس التي نشأت في الأحواز، كمدرسة جندي سابور الطبية (التي تعتبر من ثالث المدارس الطبية بعد المدرسة الإسكندرانية والأنطاقية)، ومدرسة عسكر مكرم، ومدرسة الدورق (والتي كانت توصف بأنها ثالث المدارس الأدبية بعد الكوفة والبصرة)، ومدرسة تستر ومدارس أخرى قدمت للأمة علماء قل نظيرهم في ميادين الطب والحديث والفقه واللغة والآداب وسائر العلوم.
وبحسب إحصائية أجراها الكاتب، فإن لغويي الأحواز وأدباءها وشعراءها ورجال الفقه والرواية والتفسير من أبنائها، بلغوا ثلاثة آلاف عالم فلا توجد مدينة كبيرة أو صغيرة في الأحواز إلا وينتسب إليها جمهور من الأعلام.
رحلة الإمام أحمد بن حنبل إلى الأحواز سنة (186م)
ونجح الكاتب في تفنيد أكاذيب حكام إيران الذين روجوا أكذوبة أن التشيع دخل إيران عن طريق الأحواز، فكافة المدارس التي كانت قائمة في الأحواز ما قبل القرن العاشر الهجري كانت جميعها مدارس سنية وأغلب علماء الأحواز حتى ذلك التاريخ كانوا من أهل السنة وانتشروا في مختلف البلدان وشاركوا في النهضة الحضارية للأمة.
ولفت الكاتب إلى أن الكثير من علماء الأمة آنذاك زاروا الأحواز إما للتعليم وإما لطلب العلم في مدارسها، ومن هؤلاء على سبيل المثال “الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله” الذي يعد أحد أبرز أئمة المسلمين، فقد زار الأحواز سنة 186هـ، وأقام فيها سنة كاملة، يطلب العلم من مدرسة عبادان عند شيخه “معتمر بن سليمان التيمي”، وذلك حسب ما جاء في مسند أحمد لشعيب الأرنؤوط، قسم الترجمة صـ 40.
نهاية النهضة العلمية في الأحواز
وعزى الكاتب نهاية النهضة العملية في الحواز إلى عدة أسباب أهمها أنها تعرضت لذات الظروف التي مرت بها العراق، سواء على صعيد الصراعات والحروب الداخلية (الأزارقة، الزنج، البويهين)، أو على صعيد الغزوات الخارجية (المغول، والصفويين، والأفشاريين، والقارجاريين، والبريطانيين).
وبعد انتهاء الدولة العباسية استمرت الأحواز في نهضتها وتطورها وتقدمها حتى توالت عليها النكبات، وأصبحت مسرحًا لأحداث دامية فدمرت معالمها الحضارية وأتلفت المكتبات العامرة بالكتب والمخطوطات النفيسة وكان للحكومات الفارسية الشعوبية الدور الكبير في تدمير معالم الحضارة الإسلامية العربية في الأحواز، وذلك من خلال هجماتها وغزواتها المتكررة عليها.
وقد انتهت النهضة العلمية والحركة الفكرية والثقافية الإسلامية العربية في الأحواز بسقوط آخر إمارة عربية على يد الاحتلال الإيراني القائم، الذي انتهج سياسة إفشاء الأمية والتجهيل وترويج العقائد الخرافة بين أبناء الشعب الأحوازي على مدى العقود التسعة الماضية.
الفصل الثاني: الدعوة السنية في الأحواز
أمّا الفصل الثاني فتطرق إلى الدعوة السنية في الأحواز وانطلاقتها وواقعها اليومي والهجمة الفارسية ضدها وموقف القوى السياسية الأحوازية منها.
وركز الكاتب في هذا الفصل على الاضطهاد الذي تعاني منه الدعوة السنية في الأحواز، بداية من العام 2005م، على وجه الخصوص، بعد أن أكدت السلطات الإيرانية أن الدعوة السنية آخذة في الاتساع، رغم حرمان أهل السنة في الأحواز من النشاط الديني العلني.
ورصد الكاتب بالأسماء والتواريخ المساجد التي أغلقتها السلطات الإيرانية، حيث يمثل هذا الإجراء التعسفي أهم الممارسات القمعية التي قامت بها إيران للحد من انتشار ظاهرة التحول من التشيع إلى عقيدة أهل السنة.
ومن أبرز المساجد التي أغلقت من قبل الاحتلال الإيراني “مسجد الإمام الشافعي – مدينة عبادان”، “ومسجد الرهونيجة – مدينة عبادان”، “مسجد عمر بن الخطاب – مدينة الأحواز″، و”مسجد الفاروق- مدينة الأحواز″، “مسجد الصحابي الجليل الشهيد البراء بن مالك – مدينة تستر”.
رد تيار الدعوة السنية على مناوئيها
وخلص الكاتب في دراسته إلى أن محاولة تخليص الشعب الأحوازي من الخرافات والشوائب والجمود الفكري وتحريره من سلطة الملالي لا يتحقق إلا بالخلاص من الأصل فيها، ألا وهو الفكر السبئي الرافضي ومحاربته في جميع المجالات، مؤكدًا على عدة مبادئ في ختام دراسته لمواجهة التشيع في الأحواز، وهي كالآتي::
أولاً: إن الإسلام والعروبة مكونان أساسيان للهوية والحضارة العربية، وأن التشيع عبارة عن القراءة الفارسية للدين الإسلامي، وهو صنيعة شعوبية ومشروع قومي فارسي عنصري، فإذا ما عاد الشعب الأحوازي إلى العقيدة السنية، وتخلص من الفكر الشعوبي/الصفوي “التشيع″، سيحل التناقض ويستعيد الإنسان الأحوازي هويته الإسلامية العربية.
ثانيًا: نعتقد أن التشيع ظاهرة طارئة على الشعب العربي الأحوازي.
ثالثًا: نرى أن حلقة الوصل الوحيدة بين عرب الأحواز والدولة الإيرانية هو “التشيع″، وعلى هذا الأساس فكل عمل يقطع أول يضعف همزة الوصل هذه، من شأنه أن يسرع في عملية التحرر.
رابعًا: إن مكافحة هذا الدين المزور يجب أن تبدأ بمكافحة رجال الدين ومراجع التقليد على كافة الأصعدة، لأن لهؤلاء انتماءات شوفينية فارسية/صفوية، فبقاؤهم مرهون ببقاء النظام ومؤسساته الطائفية، لذلك فهم عبارة عن أبواق النظام الإيراني وأداوته الدعائية في ترويج مشروعه السياسي والتستر على ممارساته الاستبدادية.
خامسًا: إن رجال الدين الشيعة أشبعوا بأبشع أنواع الخرافة والبدع، وسيطروا بذلك على عقول وقلوب الناس البسطاء وعملوا على نهب أموالهم وأملاكهم، فعلى سبيل المثال يلجأ هؤلاء إلى استخدام “الخمس” بهدف سلب أملاك وأموال البسطاء من الناس، وأن الدور التخديري يساعد حكام إيران “الظلمة” بشكل كبير على بسط سطوتهم ونفوذهم على الشعب دون مقاومة تذكر.
سادسًا: من الناحية السياسية نرى أن دول المنطقة لا تقبل بظهور دولة شيعية جديدة مجاورة لها، تحتوي على 15% من الاحتياطي العالمي للنفط، إضافة إلى الثروات الطبيعية الهائلة الأخرى كالماء والمحاصيل الزراعية والثروة السمكية وغيرها.