من الطبيعي في بلد يجتاحه الغلاء ويزداد فيه الفقراء فقرا يومًا بعد يوم ، وتعجز فيه الأسر عن توفير الحد الأدنى من المتطلبات المعيشية لأبنائها؛ أن يشهد تفشي الانتحار بين الأطفال والصبيان كردة فعل منهما على مثل هذا الوضع المأساوي....
لقد ازداد عدد حالات الانتحار بين الأطفال والصبيان في إيران تزامنًا مع ازدياد معدل الانتحار بين الإيرانيين الفقراء المضطهدين عامة، فضلًا عن أن طبيعته وكيفيته هذه الظاهرة أصبحت أكثر ترويعًا من أي وقت مضى....
لقد ادى تزايد حالات الانتحار بين الأطفال والصبيان بسبب الفقردرجة جعل وسائل الإعلام التابعة لنظام الملالي إلى فرد صفحاتها لتسليط الضوء على بعض حالات هذه الظاهرة، على الرغم من علمها أن هذا الأمر سيكون وصمة عار على جبين نظام الملالي الذي تسبب في حدوث هذه المأساة.....
المنتحرون هم الأطفال الذين ليس لديهم أي أمل في المستقبل ويرون مستقبلهم في ملامح والديهم المنكوبة بالفقر، فالعديد من الوالدين اصبحوا غير قادرين حتى على شراء الخبز الحاف لتقديمه الى ابناءهم....
في غضون اقل من اسبوع واحد أقدم طفلان على الانتحار في محافظة بوشهرالواقعة على ساحل الخليج العربي, وذلك بسبب فقر أسرتهما وعدم قدرتهما على شراء جهازا لوحيا للمشاركة في الفصول الدراسية عبر الفضاء الإلكتروني...
والدة احد الاطفال المنتحرين ويدعى محمد موسوي قالت , ان مدير مدرسة ابنها محمد وعده مرات عديدة إنه ينوي منحه و ثلاثة تلاميذ اخرين جهازا واحدا لمواصلة تعليمهم عن بعد ، بيد أن هذا لم يحدث، مما تسبب في غضب ابني وجعله يقدم على هذه الكارثة نتيجته عدم حصوله على هاتف ذكي يستطيع من خلاله مواصلة تعليمه....
حاكم مدينة نيشابور,غلام حسين الدكتور مظفري, أبلغ عن انتحار ثلاثة أشخاص في المدينة، تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 17 عامًا، وقد توفي اثنان منهم. كما قام طفل من مدينة عيلام يبلغ من العمر 10 سنوات بشنق نفسه وفارق الحياة.كما أقدم صبيٌ اخر يبلغ من العمر 16 عامًا في بمحافظة أردبيل على الانتحار ببندقية صيد وفارق الحياة ايضا...
في قرية من قرى ضواحي مدينة أرومية شمال غرب ايران ، أقبلت فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا على الانتحار بسبب فقر الأسرة وعدم امتلاك هاتف ذكي يمكنها من المشاركة في الفصول الدراسية عبر الإنترنت. وهنا الكثير من حالات الانتحار في صفوف الاطفال شهدتها ايران في غضون الاشهر والاسابيع الماضية....
وزارة الصحة وغيرها من المؤسسات الايرانية ذات الصلة لا تعلن عن الارقام الحقيقية لحالات الانتحار بين الأطفال والصبيان. ومن المؤكد أن العدد الحقيقي لحالات الانتحار يفوق ما تعلن عنه وسائل الإعلام وذلك خشية من تسليط الاضواء على هذه الكارثة المأساوية... .
أن الحقيقة هي أن كارثة الانتحار عامة في ايران مرتبط ارتباطًا مباشرًا بالفقر المتفشي في المجتمع. كما أن جميع الأطفال الذين أشير إلى انتحارهم في جميع أرجاء ايران انما أقبلوا على الانتحار بسبب فقر عائلاتهم التي عجزت عن تلبية ابسط مطلباتهم....
مما لا شك فيه أن هذا الوضع الكارثي الذي تشهد ايران,ناجم عن الفساد السياسي والاقتصادي لنظام الملالي....
الخميس, 21 نوفمبر 2024