في كل عام يحتفل العالم في الـ (3 من مايو/أيار) كيوم عالمي لحرية الصحافة التي يجلها ويحترمها معظم شعوب العالم مطلقين عليها اسم "السلطة الرابعة" في إشارة الى أهميتها كرقيب على السلطات، التشريعية والقضائية والتنفيذية التي تقوم على إدارة الدولة وخدمة المجتمع....
و في الوقت الذي يحتفل فيه معظم صحفيو العالم بيومهم العالمي .فإننا نجد في ايران ان السلطات أقدمت خلال السنة الماضية على اعتقال وسَجن العشرات من الصحافيين ، فهناك أسماء كثيرة من الإعلاميين والمصوِّرين العاملين في مجال الصحافة مـمّن تم استدعاؤهم من قبل الأجهزة الأمنية وجرت إدانتهم أو صَدرت بحقهم أحكام بالسَّجن ، منهم مَن أُطلق سراحُه، ومنهم ما يزال يَقبع وراء القضبان، ومنهم من ينتظرون تطبيق الأحكام الصادرة بحقهم، كما أن البعض الآخر تركوا البلاد خوفاً من السجن والاعتقال وفرو بجلودهم بحثا عن ملجأ يؤويهم من بطشة سلطة نظام حكم الملالي....
و فضلاً عن هذه الأحكام المذكورة فقد واجهْ العالم في السنة الفائتة تنفيذ حكم الإعدام الجائر بحق “روح الله زم”، الصحفي ومؤسس موقع وقناة تلغرام “آمد نيوز”، الذي كان قد تم اختطافه من قبل عناصر الحرس الثوري الإرهابي من العراق في سبتمبر/أيلول 2020، وبعد نقله إلى إيران وَجّهوا إليه 17 تهمة، وما كان من القضاء الإيراني إلا أنْ نفّذ حكم إعدامه بعد يومين فقط من صدوره في باحة سجن “إيفين” من دون إخبار عائلته ومحاميه بالأمر....
وتأسيساً على تقرير التصنيف العالمي لحرية الصحافة في العام 2021 الذي نشرته منظمة مراسلون بلا حدود في 20 أبريل 2021، فقد احتلت إيران المرتبة 174 من بين 180 دولة في العالم، وتُشير الإحصائيات التي نشرتها هذه المنظمة إلى أن إيران احتلت في غضون السنوات العشر الماضية المراتب الأخيرة في قائمة حرية الصحافة....
وفقا لبيان منظمة " مراسلون بلا حدود" الذي جاء على لسان رئيس مكتب إيران وأفغانستان" رضا معيني " فقد اكدت المنظمة إن القمع والاستدعاء والاعتقال وصدور الأحكام بحق الصحفيين زادت في إيران بين أبريل/نيسان من السنة الماضية حتى أبريل/نيسان من هذه السنة”، وأشار الى اعتقال نوشين جعفري، صحافية ومصوِّرة سينمائية وتلفزيونية، التي جرى نقْلها في فبراير/شباط 2021 إلى السجن لتنفيذ حكم 4 سنوات صادر بحقها، وهي الآن تَقبع في سجن “ قرجك ورامين”، وتَعيش حالة سيئة من بسبب نقص الخدماتُ الصحية والمعيشية المقدمة لها...
في غضون العام المنصرم هاجر عدد من الإعلاميين الإيرانيين بلدهم على نحو قانوني أو غير قانوني، ومَردُّ ذلك إلى القمع السائد والخوف من الاعتقال، و التجأوا إلى دول أخرى، ومن بين هؤلاء الصحافيين يمكن الإشارة إلى “محمد مساعد” الذي كان يواجه حكماً بالسجن لـ 4 سنوات و9 أشهر، وفي نهاية المطاف تَسنى له في 27 يناير/كانون الثاني 2021 أن يَعبر الحدود الإيرانية باتجاه تركية بطريقة غير قانونية، وانتهى إلى تعرضه للاعتقال على أيدي الشرطة التركية ونقله ....
في الوقت الراهن باتت تركيا أول ملجأ للإعلاميين الإيرانيين يهربون إليه من بلدهم، وهو ملجأ لا يبدو آمناً كثيراً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أحداث الأعوام الماضية، فهم يُواجهون خطر الترحيل إلى إيران أو الاغتيال أو البقاء لسنوات طويلة منتظرين قبول لجوئهم من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة....
وفي مقابلة مع قناة سي بي سي الكندية بتاريخ 9 فبراير/شباط 2021 قال الصحفي " محمد مساعد: “طيلة أربعة عقود ماضية خرج إيرانيون كثيرون من إيران، وجميعهم يُؤمِّلون أنفسَهم بالعودة إليها، كلُّ ما آمله أن أعود على الأقل يوماً واحداً إلى بلدي لأرى شعبي يَعيش السعادة والسلام”....
الأحد, 22 ديسمبر 2024