الخميس, 21 نوفمبر 2024

فشل التجربة الشيعية في حكم العراق

604 مشاهدة
منذ 6 سنوات

 

لا خلاف أنه إذا ما وضعت الموازين للتجرية الشيعية في العراق فإنها ستخف لا محالة، وذلك ما تؤكده الوقائع والأرقام، وفوق ذلك كله، يؤكده العراقيون، أصحاب ماضي هذه الأرض ومستقبلها. بداية تلك التجربة، التي جلبت ويلات لاحد لها للعراق، جاءت على ظهور الدبابات الأميركية، التي استبدلت نظاما مستبدا بآخر طائفي مشحون بالعداء لكل القيم العربية والإسلامية، وقد تم ذلك بدعم إيراني كامل.   إيران والاحتلال .. صنوان مدير مكتب الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، وهو محمد علي أبطحي، قال في مؤتمر عقد أشهرا بعد احتلال العراق، إن  بلاده قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربيهم ضد أفغانستان والعراق، بل زاد من الشعر بيتا فقال إنه لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة. إيران كانت بحاجة إلى ذلك الغزو، فسيطرت على أجزاء من الأراضي العراقية الحدودية بعمق يصل أحيانا إلى10 كلم، فضلا عن احتلال جزيرة أم الرصاص العراقية وذلك تحت سمع وبصر الجيش الأمريكي المحتل. أمور كهذه لا تصمد أمام أي دعاية بأن إيران دولة تقف في وجه الإمبرالية العالمية، ذلك وهم بيع بكثرة، ثم كشفت الأيام زيفه، تماما كما كشفت عن مستوى الهشاشة الأخلاقية لدى رجال السياسة الشيعة الذين حكموا العراق وأبرزهم نوري المالكي.   المالكي.. الذي تولى كِبر القضية! على يد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي أصبحت العلاقات بين العراق وإيران أشبه ماتکون بعلاقات بين دولة تحتل دولة أخرى، ذلك أن النفوذ الايراني بمختلف أبعاده تجاوز کل الحدود، وأصبح يمسك بتلابيب مختلف الأوضاع في العراق، ولم تتورع إيران عن نهب خيرات العراق بطرق وأساليب ملتوية، فالتقارير تؤكد أن إيران تقوم بسرقة النفط العراقي من معظم الحقول المجاورة لحدودها، وحتى تلك التي تقع داخل الأراضي العراقية، وهي سرقات تدر على الخزينة الإيرانية سنويا ما قيمته 17 مليار دولار. والمالكي أيضا متهم بالمحسوبية وسوء إدارة ثروات النفط الهائلة، ويعتبر عهده الأكثر فسادا. [caption id="attachment_8413" align="alignnone" width="761"] على يد نوري المالكي تحول العراق إلى بيدق في يد إيران الملالي[/caption]   الحصاد المر؛ الفساد والطائفية.. بعد نحو عقد ونصف من الحكم الطائفي الشيعي، ها هو العراق يحتل المرتبة الأولى في مؤشرات الفساد، على أجندة منظمات الشفافية والنزاهة الدولية، ضاعت المليارات في الصفقات المشبوهة، وأضحى مستوى الخدمات العامة في الحضيض. حجم ذلك الفساد تحدث عنه مرارا رئيس هيئة النزاهة العراقية الأسبق رحيم العكيلي، فقال إن الهيئة في عهده رصدت 6000 آلاف عقد وهمي قيمتها 20 مليار دولار أميركي، وإن نحو 85 مليارا أخرى دخلت العراق منذ عام 2003 ولا يعرف الشعب العراقي أين ذهبت؟. والموقوفون على إثر قضايا فساد في حالة ازياد مضطرد، ففي 2010 وحدها تجاوز عددهم 1600 موقوف، وما خفي أعظم. وليس الفساد المالي وحده ما نجم عن الحكم الطائفي، فهناك الانتهاكات الجسيمة بحق أهل السنة، حيث تم تسليط سفلة المليشيات الشيعية للقيام بأكبر عملية تهجير ضد أهل السنة، بعد تزوير النسب المئوية لهم، ومخاطبتهم باعتبارهم أقلية، فالدراسات الفارسية المزيفة تزعم أن الشيعية هم الأغلبية، والحقيقة أن الحكم الشيعي قام باجتياح استطاني إحلالي، كما يفعل الصهائنة، وذلك لقلب نسبة أهل السنة لصالح الأقلية الشيعية. وفي مقابل تهجير العوائل السنية استجلبت العوائل الشيعية، برعاية الصحوات ومليشيات الحرس والشرطة والجيش. وظلت السلطات العراقية تدفع عن المليشيات الاتهامات المتواصلة بارتكاب جرائم حرب في مناطق مختلفة ضد السكان العرب السنة، أحدثها انتهاكات في المناطق التي تستولي عليها من تنظيم الدولة، صنيعة إرهاب الحكم الشيعي للعراق. كل هذا ولد حالة كره لدى الشارع العراقي لكل ما يرتبط بالحكومات الدينية المدعومة من إيران، وهي حالة تشبه كرة الثلج المتحرجة من أعلى قمة الجبل، وقد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من سفحه.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *