الجمعة, 20 سبتمبر 2024

فرض البوابات الإلكترونية: «عسكرة» أولى القبلتين وثالث الحرمين

99 مشاهدة
منذ 7 سنوات
تحدثت صحيفة «لوس انجليس تايمز» أن مواجهات الحرم المقدسي نابعة من مخاوف الفلسطينيين فرض إسرائيل سيادتها على الحرم الشريف بعد وضع البوابات الالكترونية على مداخله بالإضافة للحواجز التي وضعتها الشرطة الإسرائيلية على الأحياء ومداخل القدس ومنع المصلين دون سن الخمسين من دخول الحرم للصلاة. وقالت الصحيفة إن إسرائيل تجري محادثات سرية مع الأردن لحل الأزمة، فيما أشارت الصحافة الإسرائيلية إلى خلافات داخل المؤسسة الأمنية حول البوابات الالكترونية حيث يدعم الأمن الداخلي (شين بيت) إزالتها وتريد الشرطة أن تظل قائمة، ودعم نتنياهو موقف الشرطة. وقالت الصحيفة إن قرار عباس الذي قطع زيارته إلى الصين لوقف التنسيق الأمني على كل المستويات قد يكون مؤقتا وجاء ردا على الأزمة الحالية، خاصة وأن التنسيق الأمني هو الملمح الوحيد الناجح من عملية أوسلو. فمسألة البوابات الالكترونية تعني تقييد عدد المصلين في المسجد الأقصى، وكما قال إبراهيم عوض الله، نائب لجنة الأوقاف في القدس إن هناك مخاوف من تقسيم الأقصى وتخصيص جزء منه لليهود، وهي فكرة طرحها عدد من الوزراء وقادة اليمين المتطرف في إسرائيل سابقا. ولكن أثبتت الأحداث الأخيرة، وفقا لمحللين، أن من لديهم السيادة على الأقصى لا إسرائيل ولا الأردن أو الأوقاف، بل هم أهل القدس الفلسطينيون. وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن فلسطينيي القدس الذين عادة "ما يعانون من الضعف والفقر وغياب القيادة وعسف الاحتلال المتمثل بهدم البيوت ومصادرة أراضيهم، إلا أن الأيام الأخيرة أثبتت أن فلسطينيي القدس قد حققوا أمرا غير مسبوق بالرفض العارم ومقاطعة البوابات الالكترونية بشكل حشروا فيه إسرائيل في الزاوية. ورغم أن السلطات الإسرائيلية تواصل إجراءاتها الجديدة إلا أن إغلاق المسجد الأقصى يذكر كما تقول "هآرتس" بأيام الحروب الصليبية، حيث أغلق الحرم وحول إلى إسطبل. ولدفاع عن الأقصى، وفقا للصحيفة ذاتها، لا يعبر عن حس وطني سياسي ولا لكونه رمزا دينيا، وفقط، بل لأن ساحات الحرم الشريف هي المكان الوحيد في القدس التي يشعر فيها المقدسيون أنهم أحرار من الاحتلال "ففي معظم الأحيان لا وجود للإسرائيليين فيه، وهي أكبر منطقة خضراء في القدس الشرقية، وهي مع ذلك منطقة حية ومزدحمة، وأي تهديد للترتيبات هناك ينظر إليه على أنها تهديد حقيقي لهويتهم وحياتهم اليومية. فالمسؤولون الإداريون طلبوا من السكان الدخول للأقصى حتى وإن اقتضى المرور عبر البوابات الالكترونية، إلا أن القيادة الدينية أمرت المصلين بمقاطعتها وبدا المسجد والحالة هذه شبه فارغ في وقت حاولت فيه الشرطة الإسرائيلية تصوير الأمر وكأن الفلسطينيين قبلوا البوابات الالكترونية. وتقول الصحيفة إن احتمالات "العنف" هي الأكبر منذ عام 2000 عندما دخل أرييل شارون الحرم الشريف وشكل الشرارة التي أدت لاندلاع الانتفاضة الثانية. وأهم ما كشفت عنه الأزمة الحالية هو حجم الأخطاء التي ارتكبتها إسرائيل. فوفقا للباحث إسحق ريتر من كلية أشكلون (عسقلان): "هناك أمثلة عديدة حاولت فيها إسرائيل فرض سيادتها ومن جانب واحد على جبل الهيكل وكلها انتهت بسيادة أقل مما كانت في السابق"، و"هذا ما حدث مع شارون عام 2000، حيث أُغلق جبل الهيكل لليهود لمدة 3 سنوات"، وهو ما حاولت عمله مع جسر المغاربة الذي يربط الحائط الغربي بالحرم الشريف أو عندما حاولت فتح بوابة إلى أنفاق الحائط. وعلى ما يبدو من اتخذ قرار نصب البوابات الحديدية، لم يكن عارفا بهذا التاريخ أو يعتقد أنه مهم للقرار وهو ما يثير القلق في كل هذا. ثم إن بوابات الكترونية ليست ضامنا لأن تمنع هجمات جديدة، بل على العكس كما يقول ريتشارد سيلفرستون في مقال بموقع "ميدل إيست آي"، فكلما زادت إسرائيل من استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم من خلال انتهاك حرمة الحرم وفرض القيود على المصلين أشعلت موجات الغضب، والتي أدت خلال الفترة الماضية إلى مقتل 50 إسرائيليا و350 فلسطينيا. ويقول إن فرض البوابات الالكترونية يعني إجبار كل فلسطيني المرور عبرها للصلاة في الأقصى، وهذا يعني بالضرورة عسكرة واحد من أقدس الأماكن الدينية في العالم. ويعني نصب أعداد إن لم تكن مئات من البوابات الالكترونية على بواباته وخلق طوابير لا نهاية لها أمامه بمن فيهم الزوار الذين يغذون الاقتصاد المحلي. (العصر)

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *