الخميس, 21 نوفمبر 2024

فتوى خامنئي ضد الإعلام المناوئ

218 مشاهدة
منذ سنتين
يُشكِّل جهاد التبيين حيال الهجوم الإعلامي المناوئ فريضةً حتمية وفورية. وعلينا أن نهاجم العدو هجوماً مركباً في مجالات مختلفة؛ بما فيها المجال الإعلامي والأمني والاقتصادي.. كان هذا نص الفتوى التي أطلقها المرشد الأعلى للنظام الإيراني “علي خامنئي” في لقائه مع قيادات القوة الجوية في الجيش الإيراني في الـ 8 من فبراير/شباط الجاري ضد الاعلام المعارض لنظامه.. إن النظام الإيراني الذي لم يتوانَ في العقود الأربعة الماضية عن القيام بتهديد الصحفيين المعارضين والمناوئين واختطافهم واعتقالهم واغتيالهم يبدو أنه الآن يعتزم البدء بفصل جديد من قمع حرية التعبير وتكميم أفواه المحتجين.. الإعلامي الايراني المنفي خارج إيران “جمشيد برزغر” يقول، إن خامنئي يعترف في خطابه هذا بفشل الأجهزة الدعائية التابعة لنظامه، لكن بالنظر إلى تصريحاته الأخيرة يمكِن التنبّؤ بزيادة اعتقال وتهديد وقتل الصحفيين داخل إيران وخارجها.. سوابق سياسات النظام الإيراني في مجال القمع الإعلامي تشير إلى أنه بدلاً من زيادة نوعية انتاج الإعلام وإزالة الرقابة عنه لزيادة جمهوره، يقوم بتصفية الصحفيين المستقلين وقمع الصحافة؛ وهذا يكون على رأس أولوياته. تفيد تقارير منظمات حقوق الانسان أن السنوات الماضية من عمر نظام حكم الملالي شَهِدت ما لا يقل عن مقتل ثلاثين صحفياً وكاتباً لقُوا مصرعهم على يد الأجهزة الأمنية والقضائية للنظام الإيراني بأساليب مختلفة؛ كالرمي بالرصاص والإعدام والقتل في السجن والاغتيال في المنزل والشارع.. يعتقد "جمشيد برزغر" أن هدف خامنئي من نحت هاتين الكلمتين (“جهاد التبيين”) هو تقييد أكبر لحرية الرأي وفرض الرقابة على الإعلام المعارض وإسكاته. وإن خطاب خامنئي الأخير سوف يَستتبع حتماً موجة جديدة من مساعي النظام الإيراني في القمع والقتل والرقابة. “فرج سركوهي”، الصحفي الإيراني المقيم في أمريكا. يقول، إن القتل والاغتيال داخل إيران وخارجها، والاختطاف والقتل والتعذيب في السجون هو العنصر الجوهري للهجوم المركّب للنظام الإيراني. لكن هذا الهجوم سوف يُمنى بالإخفاق؛ إذ يمكِن قتلُ بعض الأشخاص لكنّ خنق مجتمع مناوئ غير ممكن.. بعد أقل من 24 ساعة على خطاب خامنئي حول “جهاد التبيين” و“الهجوم المركّب”، أعلن كثير من روّاد منصات التواصل الاجتماعي في 9 فبراير/شباط 2022 عن بطء سرعة الإنترنت وتعطُّل معظم برامج كاسر بروكسي (VPN) في إيران.. وعن إجراءات تعطيل شبكات الانترنيت ،يرى الصحفي "جمشيد برزغر "، بالنظر إلى أن الإنترنت العالمي أصبح مرتبطاً ارتباطاً مباشراً بمعيشة الناس، فالقيام بمثل هذه الأعمال سيؤدي بالطبع إلى زيادة حدة الاستياء والأجواء الملتهبة الراهنة في أوساط المجتمع الإيراني. كذلك لن يستطيعوا من الآن فصاعداً منع التجول الحر للمعلومات ووصول الأخبار الصحيحة إلى الإيرانيين..

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *