الأحد, 8 سبتمبر 2024

عمائم وجرائم (6)

662 مشاهدة
منذ 4 سنوات

عمائم وجرائم- الحلقة السادسة اغتيال الميرزا علي الغروي المرجع الميرزا الشيخ علي التبريزي الغروي ايراني الجنسية وكان من اعمدة حوزة النجف وكان من رموز الفرقة الاصولية التقليدية التي رفضت نظرية" ولاية الفقيه" التي طرحها الخميني واراد تعميمها في الحوزات الشيعية لاسيما في حوزة النجف التي تعد مركز المرجعية العليا للشيعة في العالم. في مطلع الثمانيات ومع قيام الحرب الايرانية ضد العراق شهدة حوزة النجف تقلبات عديدة كان من بينها قيام السلطات العراقية بحملة اعتقالات وترحيل للعديد من طلبة العلوم الدينيية والمدرسين الايرانيين في حوزة النجف, كما تم اعتقال واعدام عددا من رجال الدين الشيعية العراقيين المواليين للخميني كان ابرزهم المرجع الشيعي العراقي محمدباقر الصدر وعددا من ابناء المرجع الشيعي الراحل محسن الحيكم وغيرهم. لقد شاع عند الجميع إن الحوزة النجف الدينية في فترة الثمانيات والتسعينات ملئت بالعملاء والجواسيس للنظام الايراني ولوكالات استخباراتية اجنبية اخرى , وكذلك دخول شخصيات لحوزة النجف , مجهولة التاريخ , ويكتنفها الغموض وتدور عليها الشبهات , وأثارت الريبة عند اغلب المجتهدين الشيعة واساتذه الحوزة مما دفعهم للاعتراض على وجود هكذا شخصيات , وخصوصا بعد سماعهم إن مثل تلك الشخصيات هو من سوف يتصدى لزعامة حوزة النجف بعد رحيل المرجع الاعلى انذاك ابو القاسم الخوئي, وكان من أبرز هؤلاء المعترضين ,المرجع العراقي السيد محمد محمد صادق الصدر , والمرجع الايراني السيد عبد الأعلى السبزواري والمرجع الايراني البارز الميرزا الشيخ علي الغروي التبريزي. كان الشيخ "الغروي" صاحب الموقف الأكثر وضوحا والأشد رفضا لذلك , فهو لم يأخذ أسلوب التقية في التعامل مع هذا الموقف الذي كان يعتقد انه خطر يهدد الحوزة الدينية في النجف برمتها , وكانت الشخصية الغامضة والمريبة التي اعترض عليها هؤلاء المراجع تتجسد بشخص المرجع الاعلى الحالي" علي السيستاني" ” حيث ان سيرته في تلك الفترة لم تكن معروفة إذ امتاز السيستاني بالعزلة والانطواء ولم يعرفه احد مسبقا قبل ان يكلفه المرجع الاعلى الخوئي بامامة جامع الخضراء الشهير في النجف , وما إن دخل وصلى بطلبة الحوزة جماعة عرف الطلبة وغيرهم أن هو هذا ” السيستاني ” فبدأت الحيرة على وجوه الموجودين متسائلين, لماذا هذا التفضيل ؟, ولماذا هذا الشخص بالذات ؟. بدأ المراجع الثلاثة ( الصدر , السبزواري , الغروي ) بالبحث عن حقيقة هذا السيستاني وبعد أن ثبت لديهم عدم اجتهاده, اتخذ الشيخ الغروي موقف المعارض على وجود السيستاني, لما يشكله من خطر على الحوزة خصوصا وعلى الطائفة الشيعية عموما , كما صراح بذلك. بعد وفاة ابو القاسم الخوئي سنة 1992م, اختير السيد عبد الاعلى السبزواري ليحل محله مرجعا اعلى لحوزة النجف وكان ممن يرفض نظرية ولاية الفقيه المطلقة , لكنه لم يعمر طويلا فقد فارق الحياة عام 1993م, بعد ستة اشهر من توليه منصب المرجعية العليا, وقد دار لغط كبير بين مقلديه عن اسباب وفاته المفاجأة حيث كان يتمتع بصحة جيدة . بعد وفاة السبزواري اعلن عن تولي "علي السيستاني " منصب المرجعية العليا ولكنه واجه معارضة من مراجع ومجتهدين كبار في حوزة النجف و خارجها وكا ن من بين ابرز المعترضين على مرجعية السيستاني هما الميرزاء علي الغروي التبريزي , و السيد محمد محمد صادق الصدر . ما ان اعتلى السيستاني منصب المرجعية العليا حتى بدأ مسلسل الاغتيالات التي طالت عددا من مراجع واساتذة حوزة النجف, وبدأت القافلة بالميرزا علي الغروي خصوصا بعد ما أطلق فتوته المشهورة بعدم جواز إتبّاع او تقليد السيستاني. بتاريخ 18|6|1998 وفي طريق عودته من مدينة كربلاء الى النجف قامت مجموعة ملثمة باعتراض سيارة الشيخ الميرزا علي الغروي التبريزي وامطرتها بوابل من الرصاص مما ادى الى مقتله وثلاثة من مرافقيه . لقد القى النظام الايراني واتباع السيستاني بالمسؤولية مقتل الغروي على عاتق الاجهزة الامنية, وذلك لدرأ الشبهة عن انفسهم. خلالها المرجع المعظم وقد أصيب في راسه ووجهه وصدره وبطنه وقطعت يده اليسرى.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *