الجمعة, 18 أكتوبر 2024

عمائم وجرائم (4)

980 مشاهدة
منذ 4 سنوات

جريمة اغتيال ابن المرجع الشيعي الاعلى الاصفهاني ان جرائم الاغتيالات والتسقيط الاخلاقي تعد مهنجا لمراجعيات الفرق الشيعية لتصفية الحسابات فيما بينها, كما انها لم تتوقف عند حد الصراع بين فرقة وآخرى بل انتقلت هذا التصفيات الى داخل الفرقة الواحدة ايضا. بعد ان استطاعت الفرقة الشيعية الاصولية من التغلب على سائر الفرق الاخرى كالاخبارية والشيخية والبابية, من خلال عمليات القمع الشديد الذي مارسته ضد تلك الفرق, فقد امتد هذا القمع عبر فتاوى التكفير والتسقيط الاخلاقي ليشمل هذه المرة احد ابرز رموز الفرقة الاصولية وهو المرجع الاعلى للطائفة الشيعية انذاك"محمد بن عبد الحميد الموسوي المشهور بابو الحسن الاصفهاني " الذي كان يتخذ من حوزة النجف في العراق مقرا له . في أواسطِ تموّز من عامِّ: (1930م) شهد صحن المزار المنسوب للخليفة الراشدي علي بن ابي طالب في مدينة النجف,جريمة قتل بشعة كان ضحيتها رجل الدين الشاب الحسن ابن ابي الحسن الاصفهاني, حيث تم نحره وهو ساجدا في صلاة المغرب خلف والده المرجع الاعلى الذي كان يؤم المصلين, وكان مرتكب الجريمة رجل دين ايراني يدعى الشيخُ علي الأردهالي القمّي . هذه الجريمة البشعة جاءت بسبب فتوى سرية صدرت من قبل بعض مراجع حوزة النجف لمعاقبة زعيم الطائفة الشيعية ابوالحسن الاصفهاني الذي كان قد ايد وجهة نظر الفقيه الشيعي المشهور "محسن الامين الشامي " صاحب فتوى تحريم بعض الممارسة الشيعية المسماة بالشعائر الحسينية ومنها ممارسة ضرب الرؤوس بالسيوف في عاشوراء والمشهورة بالتطبير. كان عدد كبير من مراجع الحوزة الدينية في النجف وكربلاء قد عارضوا" محسن الامين" في ما ذهب اليه من تحريم بعض الممارسة البدعية واصدروا بحقه فتواَ بالتفسيق ودفعوا بالشعراء و الخطاب والكتّاب لمهاجمته باشد العبارات , وكان من اشهر من تصدى لهذا المهمة خطيب عراقي شهير يدعى" السيد صالح الحلّي " فصار يتعرّض "لمحسن الامين" في مجالسه ويصفه باقبح العبارات فاصدر المرجع الاعلى للطافة الشيعية " ابو الحسن الاصفهاني" فتواً يحرم فيها الحضور في مجالس, "صالح الحلي" واستماع الى الخطبه. كانت هذه الفتوى حافزا لبعض فقهاء ومراجع حوزة النجف من خصوم الاصفهاني, لاصدار فتواُ شفهية دعو فيها الى معاقبة زعيم الطائفة الامامية ورئيس الفرقة الاصولية ابو الحسن الاصفهاني , وذلك بنحر ابنه الحسن امام عينيه. بعد مقتل ابنه , و بنصيحة من المقربين له الذين حذروها من خطورة الخطوة القادمة التي قد يتخذها خصومه ضده , اضطر المرجع الاعلى للشيعة " ابو الحسن الاصفهاني " الى التنازل عن دم ابنه وطالب السلطات العراقية باخلاء سبيل القانل, وقد تم له ذلك. من الجدير بالذكر ان رجل الدين الشيعي المغدور الحسن ابن ابي الحسن الموسوي الاصفهاني , هو والد المفكر والاصلاحي الايراني الشهير "الدكتور موسى الموسوي " صاحب المؤلفات الشهيرة التي من بينها, كتاب" الشيعة والتصحيح " , و كتاب" الثورة البائسة " والذي كان يعد من اشد المعارضين للخميني ونظام ولاية الفقيه في ايران, واحد ابرز العاملين على اصلاح الفكر الشيعي.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *