الأحد, 8 سبتمبر 2024

طابور إيران الخامس| بالأسماء: مخططات لنشر الفتنة وخلايا إرهابية نائمة في تونس(8)

6206 مشاهدة
منذ 6 سنوات

>> منشق عن «حزب الله»: طهران تزرع خلايا إرهابية تحت مسميات عديدة لجعل تونس قاعدة شيعية.. بينما «العرب نائمون»

>> «خامنئي»: الثورة التونسية ليست إلا بداية لتحقق توقعات «الإمام الخميني» التي أعلنها قبل سنوات طويلة!

>> الرئاسة التونسية تنفي صدور تصريح من «السبسي» بأن إيران هي «حامية العالم الإسلامي من الكيان الصهيوني»

  خاص – قناة المحمّرة| شريف عبد الحميد: هذه هي الحلقة الثامنة من الملف الكاشف «طابور إيران الخامس» في الوطن العربي، والذي بدأناه بعملاء طهران الناشطين في مصر، ثم الكويت والبحرين والسعودية والعراق والجزائر والمغرب تباعا، تليها هذه الحلقة عن عملاء إيران في تونس، كجزء من المخططات الإيرانية الشيطانية التي تستهدف الدول العربية عامة: عرفت تونس ظاهرة التشيّع منذ مئات السنين، حيث كانت مدينة «المهدية» التونسية هي العاصمة الأولى للدولة الفاطمية، فقد أنشأ الشيعة الإسماعيليون المدينة بين عامي 912 - 913م، واتخذوها منطلقا لغزو شمال أفريقيا، ومنها انطلقوا إلى مصر، وأنشأوا مدينة «القاهرة» على يد القائد جوهر الصقلي التي صارت عاصمتهم الجديدة بتعليمات من المعز لدين الله الفاطمي، وذلك بعد أن تمكنوا من تشييع غالبية سكان تونس، غير أن هؤلاء سرعان ما انقلبوا على المذهب الشيعي بعدما غادر الفاطميون البلاد، وعادوا إلى المذهب المالكي السني. وفي عقد الخمسينيات من القرن الماضي، انتشر «المذهب الجعفري» بجهود فردية انتشارا محدودا في تونس، كما ظهر «الشيعة الإمامية» في بعض المدن والولايات، ومن أهمها «قفصة وقابس وسوسة وتونس العاصمة»، واقتصرت نشاطاتهم على إحياء المراسم الدينية والمذهبية، مع تبادل الكتب والأشرطة الصوتيّة وبعض النشاطات الأخرى قليلة الأهمية. ودأبت إيران منذ قيام ما يسمى «الثورة الإسلامية» عام 1979، على خلق «حواضن شيعية» لنشر المذهب الرافضي في دول غرب وشمال أفريقيا، من خلال استراتيجية متعددة المحاور، سياسية واقتصادية وثقافية ودينية. وواجهت تونس، بدورها، حملات تشييع إيرانية منذ مطلع عقد الثمانينيات من القرن الماضي، أي بعد بضعة أشهر فقط من اندلاع الثورة في طهران، حيث حاولت إيران عن طريق شخصيات تونسية شهيرة نشر التشيع في ربوع البلاد، خاصة في الجنوب التونسي، حيث نشطت جمعيات بارزة سعيا لنشر المذهب الشيعي أبرزها جمعية «المودة الثقافية الشيعية»، التي سعت بكل السبل إلى تشييع أعداد كبيرة من التونسيين، خصوصا في الأوساط الفقيرة الأكثر تعرضا لهذه المحاولات المستميتة. خلايا إرهابية نائمة ليس هناك إحصاء تقريبي بشأن عدد الشيعة في تونس اليوم، لكن بعض الإحصاءات تقول إنهم «بضعة آلاف»، فيما يذهب الدكتور محمد التيجاني السماوي، صاحب كتاب «ثم اهتديت» الذي يروي فيه قصة تحوله إلى التشيع، وهو أحد رموز التشيع في تونس الآن، إلى إن عددهم يتجاوز الآلاف، ويقول إنهم منتشرون في أغلب محافظات البلاد، ويمارسون شعائرهم وطقوسهم بحرية دون أن يتعرضوا لأي نوع من المضايقات، موضحا أن لهم «حسينية» كبيرة في مدينة «قابس». غير أن الشيعة التونسيين، ومن أجل إيجاد ما يشبه «الحسينيات» في المدن التونسية الأخرى، يقومون باتخاذ مقرات الجمعيات الدينية والمجالس الخاصة بهم كـ «حسينيات»، تجمع أنصارهم للقاء والتعارف واستقطاب المزيد من المواطنين إلى المذهب الشيعي. وأوردت صفحة دشنها ناشطون تونسيون على موقع «فيسبوك» تحت اسم «معا للقضاء على الفساد والرشوة»، في منشور لها عام 2013، عددا من أسماء عملاء إيران في تونس، الذين يعملون لحساب نظام الملالي في ظهران، وهم حسب الصفحة: التيجاني السماوي، عماد الدين الحمروني، محمد مقداد الرصافي، مبارك بعداش، عبد الحفيظ البناني، يوسف القروي، محمد صالح الهنشير، يوسف بياش، حسني شعير، بشير الرويسي، جمال عمار، جعفر بن ريانة، حسن بن شقرا، سمير الباهي، محمد الصغير السندي، فريد قطاط، وحسن فضلاوي. ويقول أحمد بن حسانة، رئيس «رابطة مناهضة المد الإيراني في تونس»، إن هناك مخططا إيرانيا كبيرا يستهدف نشر التشيع في البلدان العربية عامة، وفي دول شمال أفريقيا على وجه الخصوص، لكون هذه الدول شهدت دولة شيعية مزدهرة في وقت ما، موضحا أن طهران ترصد الأموال وتجند الأشخاص لتكوين «خلايا إرهابية نائمة» تعمل وفقا لأجندات صفوية، ومن ثم تعمل فيما بعد على تسليحها بغية تحريكها متى أرادت للضغط على أنظمة هذه الدول. ويكشف «ابن حسانة» عن أن عملاء إيران في تونس يعملون في سرية تامة على نشر معتقداتهم بين الناس، عبر دغدغة المشاعر تحت مزاعم «مقاومة الصهيونية»، كذلك تأسيس جمعيات تحت غطاء ثقافي، بينما هي - في الحقيقة- جمعيات عقائدية تعمل على نشر الأفكار الطائفية في المجتمع المدني التونسي، وهو ما ينذر بنزاعات واحتقانات طائفية، ينبغي تعميق العلاقات بين دول المشرق والمغرب العربي لمواجهتها وتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة برمتها. من جانبه، يقول الباحث التونسي شاكر الشرفي، المتخصص في الشؤون الإسلامية، إن من مظاهر التمدد الإيراني الشيعي في تونس، نشاط الأحزاب والمنظمات في المشهد العام، إذ نجد أحزابا مثل «الغد» و «الوحدة»، و «منظمة أهل البيت» الثقافية لصاحبها المتشيّع عماد الدين الحمروني، فضلا عن تأسيس المركز الثقافي الإيراني سنة 2007، ونشر كتب تدعو للتشيع في البلاد، مشيرا إلى أن هناك إعلاميين يعملون لصالح المذهب الشيعي بقوة. ويؤكد «الشرفي» أن إيران هي الوجه الآخر لسلوك تنظيم «داعش» الإرهابي في المنطقة العربية، فهي تترصد البلدان التي تضعف فيها مؤسسات الدولة لكي تتمكن منها، وقد استغلت طهران ضعف الدولة التونسية بعد الثورة وضعف الرقابة الأمنية، ووضعت كل إمكانياتها الاقتصادية ورصيدها المذهبي لاختراق تونس، ولخدمة أهدافها التوسعية، وضمان نفسها كقوة إقليمية فاعلة. اعترافات شيعي منشق كشف منشق عن «حزب الله» اللبناني، أن المدعو مازن الشريف هو أخطر عميل لإيران في تونس. وقال المنشق في تغريدة عبر حسابه على موقع «توتير»: في تونس، هناك اختراق كبير لـ «حزب الله» وايران؛ بينما العرب نائمون، مؤكدا أن طهران تزرع خلايا إرهابية تحت أسماء عديدة لجعل تونس «قاعدة شيعية» في المنطقة تسيطر عليها أولا، ومن ثم ينطلق نفوذ إيران للسيطرة على شمال أفريقيا برمته. من جهة أخرى، يقول الأكاديمي المغربي الدكتور رشيد يلوح، الباحث في العلاقات العربية- الإيرانية، إنه بعد نحو 3 أشهر من اندلاع الثورة التونسية، وفي 4 فبراير 2011، قال علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، في خطبة الجمعة، إن "المحرك الأساس للثورة التونسية هو إحساس الناس الشديد بالإهانة، وليس ما يروّجه البعض من الأسباب الاقتصادية أو غيرها، وهي عوامل مؤثّرة بالطبع"، منوها إلى أن "ما حدث في تونس ليس إلا بداية لتحقق توقعات الإمام الخميني التي أعلنها قبل سنوات طويلة"، فيما أكد سيد عزت الله ضرغامي، رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أن "توجهات ومطالب الشعوب الثائرة في شمال أفريقيا والشّرق الأوسط متأثرة كلها بالثورة الإسلامية في إيران"! وقد وصل الأمر بإيران إلى حد تلفيق التصريحات ونسبها إلى أرفع المسؤولين التونسيين، ففي مارس الماضي، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» أن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وصف إيران بأنها "الأمل الوحيد للوقوف بوجه كيان الاحتلال الصهيوني، معربا عن أمله بأن تقف جميع الدول العربية والإسلامية إلى جانب إيران في هذه المواجهة". وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية أن التصريحات التي تداولتها مواقع إلكترونية إيرانية بخصوص تصريح الرئيس «السبسي» بأن إيران هي «حامية العالم الإسلامي من الكيان الصهيوني» لا تمُت إلى الحقيقة بصلة، مؤكدا أن «السبسي» لم يدل بأي تصريح من هذا القبيل على الإطلاق! ويرى المراقبون السياسيون أنه في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة في تونس حاليا، وخاصة بعد سلسلة من العمليات الإرهابية التي استهدفت مواقع سياحية وعسكرية في البلاد مؤخرا، واضطرار السلطات التونسية إلى فرض حالة الطوارئ في البلاد، فيما تواصل القوات الأمنية ملاحقة العشرات من الإرهابيين المحسوبين على التيارات «الجهادية» المتشددة في العديد من المناطق، سيشكل الوجود الشيعي الإيراني استكمالاً للوحة العنف، ولن يلبث أن يندلع صراع طائفي، وقد تدخل تونس نفقاً لن تخرج منه لوقت طويل.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *