الأربعاء, 25 ديسمبر 2024

ضجيج إعلامي إيراني لإنقاذ الحوثيين

93 مشاهدة
منذ 6 سنوات
تحاول طهران تطويق الهزائم العسكرية والسياسية التي يتلقاها حلفاؤها الحوثيون في اليمن عبر افتعال تسريبات عن وجود قنوات للحل السياسي، ودفع سلطنة عمان إلى القيام بدور في هذا الاتجاه. يأتي هذا في وقت لا تخفي فيه إيران تخوفها من التغييرات الداخلية في الولايات المتحدة بتغيير وزير الخارجية المحسوب على خط الرئيس السابق باراك أوباما، والذي يدافع عن الحوار مع طهران والاستمرار في العمل بالاتفاق النووي الذي يتيح لها المزيد من المناورات السياسية والعسكرية، حسب صحيفة العرب اللندنية. وقالت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، السبت، إن مسؤولا أمنيا إيرانيا كبيرا دعا إلى حوار بين الفصائل في اليمن لإنهاء الصراع هناك. وأدلى علي شمخاني، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بهذا التعليق خلال اجتماع في طهران مع وزير الدولة للشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي. وقال شمخاني إن “الرؤى المشتركة بين إيران وعمان تجاه الأزمة اليمنية تتركز على ضرورة إنهاء الحرب فورا والبدء بوقف إطلاق النار وإنهاء الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية وإجراء حوار يمني- يمني بهدف تأسيس هياكل سياسية جديدة قائمة على الانتخابات ورغبات الشعب اليمني”. ويرى متابعون للشأن اليمني أن تصريح شمخاني يعكس رغبة إيران في التوصل إلى حل باليمن يحافظ على الحد الأدنى من المكاسب للمتمردين الحوثيين بعدما أوحت إليهم في السابق بإفشال مختلف مراحل التفاوض في الكويت وجنيف، لافتين إلى أن إيران لا تنظر بارتياح إلى التغييرات على الأرض لفائدة قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية. ويشير هؤلاء المتابعون إلى أن الحذر الإيراني الأكبر يكمن في تخوف طهران من التقارب الذي تحققه السعودية مع الولايات المتحدة وبريطانيا، وتأثير ذلك ليس فقط على مجريات المعارك على الأرض، ولكن وأساسا على توقف الانتقادات التي كانت تغذيها لوبيات مقربة من طهران في الغرب تلعب ورقة حقوق الإنسان لتعطيل التقدم السعودي العسكري والسياسي في اليمن. وتقول أوساط يمنية إن طهران تحاول استثمار التسريبات حول لقاء سري بين السعودية والمتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام لخلق اهتمام دولي بالمفاوضات اليمنية وإعطاء وقت للحوثيين لاستعادة أنفاسهم وترتيب تحالفاتهم وأوراقهم لوقف تدهور الوضع العسكري لفائدة خصومهم، خاصة بعد أن التحقت قيادات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح بالقوات الموالية للسعودية. وكانت وكالة رويترز نقلت عن دبلوماسيين ومسؤولين يمنيين، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أن محمد عبدالسلام تواصل بشكل مباشر مع مسؤولين سعوديين في سلطنة عمان بشأن حل شامل للصراع. إلا أن مسؤولا بالتحالف نفى خوض السعودية مفاوضات مع الحوثيين، وأكد مجددا الدعم لجهود إحلال السلام بقيادة الأمم المتحدة والتي تهدف إلى التوصل إلى حل سياسي، بينما لم يصدر تعليق رسمي عن الحوثيين بشأن المفاوضات. وسبق أن زار محمد عبدالسلام الرياض ومن المستبعد أن تحتاج السعودية إلى وساطة عمانية للتواصل معه. وتعتقد الأوساط اليمنية أن طهران تريد أن تدفع سلطنة عمان إلى لعب وساطة ما، يمكنها من خلالها أن تعيد قنوات التواصل بين الحوثيين وأنصار الرئيس السابق بعد القطيعة التي حصلت بمقتله، وأن ذلك ربما يوفر مسوغا للحديث عن حل سياسي وبدء زيارات ولقاءات يمكن توظيفها لإقناع الأمم المتحدة برعاية جولة جديدة من المفاوضات. ومن الواضح أن التركيز على الحلّ السياسي يتنزل في سياق محاولة إيرانية لاستباق زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن وما قد يصدر عنها من مواقف سعودية أميركية مشتركة لتطويق الدور الإيراني في الشرق الأوسط والبدء من اليمن. ويقول مراقبون إن التفاوض السياسي الذي تريده إيران والحوثيون لم يعد ممكنا ليس فقط لكونه مناورة لربح الوقت، ولكن لأن الجبهة العسكرية والحزبية المدعومة من السعودية والإمارات أصبحت قوية وممسكة بغالبية الأراضي اليمنية، وأن الحسم العسكري يحتاج فقط إلى الوقت وترتيب تفهم دولي أوسع ستعطيه زيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن الضوء الأخضر. وتمكنت قوات الجيش الوطني الموالية للحكومة الشرعية اليمنية، السبت، من السيطرة على مواقع جديدة في محافظة البيضاء، وسط اليمن. وقال مسعد الصلاحي، المدير العام لمديرية ناطع في محافظة البيضاء، إن معارك عنيفة اندلعت بين قوات الجيش الوطني من جهة، وميليشيات الحوثي من جهة ثانية، تمكنت فيها قوات الجيش من السيطرة على جبل ظهر ومفرق باعرف في مديرية الملاجم. وتكمن أهمية هذه المواقع كونها مطلة على معسكر فضحة، أحد أهم المعسكرات الخاضعة لسيطرة الميليشيات. وتبرز أهمية محافظة البيضاء في أنها تربط بين المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية والمحافظات الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وكانت قوات الجيش اليمني، قد أطلقت في ديسمبر الماضي، عملية عسكرية من أجل تحرير محافظة البيضاء من الحوثيين، بإسناد من التحالف العربي، وتمكنت حتى الآن من السيطرة على معظم المواقع في مديريتي نعمان وناطع. ووصف المراقبون رغبة إيران في الحوار في اليمن بأنها جزء من خطة تهدف إلى امتصاص التصعيد الأميركي ضد أنشطتها النووية وتسريع عمليات إنتاجها للصواريخ الباليستية خاصة بعد العقوبات الأوروبية التي تم الإعلان عنها الجمعة ضدها. واقترحت بريطانيا وفرنسا وألمانيا الجمعة أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية ودورها في الحرب في سوريا وذلك في محاولة لإقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاستمرار في الاتفاق النووي مع طهران.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *