الاثنين, 16 سبتمبر 2024

«سليماني» رفض تهنئة الرئيس.. «الحرب المعلَنة» بين روحاني والحرس الثوري

183 مشاهدة
منذ 7 سنوات
جورج مالبرونو* كانت العقوبات الدولية التي فُرِضت على إيران لسنوات طويلة قد سمحت لجيش حراس الثورة –"الباسداران"- بأن يُحكموا سيطرتهم على الاقتصاد، حتى إن حضورهم الخانق أصبح عائقاً أمام الانفتاح الاقتصادي، الذي يمثّل أولوية الرئيس حسن روحاني منذ توقيع الاتفاق النووي في العام 2015.

“الحرس” يتطلّعون إلى.. النفط

ويسعى الرئيس حسن روحاني، الذي أعيد انتخابه بنسبة مريحة في 19 مايو الماضي، إلى تقليم أجنحة "حراس الثورة"، ولكن "الحرس"، المدعومين من رئيسهم المرشد علي خامنئي، يقاومون. وتدور صراعات عنيفة في قمة السلطة الإيرانية، فـالحرس باتوا الآن يرغبون في السيطرة على قطاع النفط، الذي كانوا مُبعَدين عنه إلى حد كبير. وإحدى علامات الصراعات الجارية بين مختلف مراكز السلطة، أنه، بعد سنتين من توقيع الاتفاق النووي، فإن إيران لم تنتهِ بعد من وضعِ مسودة عقد نفطي أنموذجي. وقال لنا أحد الدبلوماسيين إن "المجلس الأعلى للأمن" لم يوافق على النص الذي اقترحته الحكومة. إنها "حرب على الدجاجة التي تبيض ذهباً". ويقول المستشار الاقتصادي للرئيس روحاني، "سعيد ليلاز"، إن "روحاني أرسل مشروع عقد نفطي إلى حاشية المرشد خامنئي. ولكن قمة السلطة سجّلت وجود 15 مشكلة في النص المقترح، فقام روحاني وفريقه بمراعاتها في المسودة الثانية التي أعادوها إلى فريق المرشِد. ولكن فريق المرشِد أعاد النصّ المصحّح إلى الحكومة مجدداً طالباً إعادة النظر في 100 نقطة هذه المرة!". بكلام آخر، فـالحرس وأنصارهم يتعمدون العرقلة، حتى استبد بروحاني اليأس، مما دفعه لشن هجمات لم يسبق لها مثيل ضدهم أثناء حملته الانتخابية. وقد توجّه لهم في أحد تجمعاته الانتخابية قائلاً: "لا تتعاطوا بالسياسة، كما طلب منكم الخميني في وصيته". ويؤمن روحاني بأن على "الباسداران" أن يركزوا على مهمتهم الأصلية وهي حماية النظام، والدفاع عن حدود البلاد. ويقول "سعيد ليلا"، آسفاً، إن الحرس الذين أعلنوا دعمهم للمرشّح المحافظ "إبراهيم رئيسي"، قد "تدخّلوا كثيراً في الحملة الانتخابية"! ولا يُتوقّع أن يبدي "الحرس" أية مهادنة في صراعهم مع روحاني. فالجنرال قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس"، الذي يمثّل الذراع المسلّح للحرس خارج إيران، لم يقُم بتهنئة حسن روحاني بعد انتصاره في الانتخابات! وجدير بالذكر أن العداء بين الرئيس والحرس ليس جديداً. وقال لنا أحد القياديين السابقين في الحرس إنه بعد الحرب ضد العراق في أواخر الثمانينيات، سعى روحاني لكي تعزّز الدولة جيش النظام بالدرجة الأولى وليس الحرس، وبين جميع مراكز القوى في إيران، فإن الحرس سيكون الخاسر الأكبر من سياسة "الانفتاح" التي يسعى لها روحاني. وقال أحد رجال المصارف: "حتى أثناء ولايته الأولى، سعى روحاني لخفض ميزانية الحرس. ولكن خامنئي رفض. إن الباسداران يمثلون قوة لا سبيل للالتفاف حولها. وقد وضعوا الآن نصبَ أعينهم الدخول إلى "الشركة الوطنية للنفط" التي تدير كل شؤون البترول في إيران. وإذا ما نجحوا في ذلك، فسيكونون قد وضعوا أيديهم على القسم الأكبر من موارد الدولة". وعدا ذلك، فالباسداران يبدون اهتماماً فائقاً بمسألة خلافة المرشد الأعلى، الذي بلغ عمره 77 سنة، والتي يطمح الرئيس روحاني إلى تولّيها مستقبلاً! وهم يرفضون سياسة الانفتاح، التي يعتبرون أنها ستسمح ببيع قطاعات كاملة من الاقتصاد لشركات أجنبية بأسعار زهيدة! إن موقع الحرس في إيران المستقبل هو أحد التناقضات الرئيسية التي ينبغي على المسؤولين الإيرانيين حسمها، عاجلاً أم آجلاً. ففي الداخل، يمثّل الباسداران كابحاً لسياسة "الانفتاح". أما في الخارج، وبفضل "فيلق القدس"، فقد عزّزت إيران مواقعها في العراق وسوريا واليمن. وقال لنا المصرفي: "إن رئيسهم قاسم سليماني ورجاله يريدون مكافأة. والمكافأة التي يرغبون فيها ليست مزيداً من الرجال أو مزيداً من الأموال، بل مزيداً من النفوذ داخل السلطة. وذلك ما سيُحدث توتّراً كبيراً داخل النظام". وليس مؤكداً أن حسن روحاني سوف ينجح في تحقيق ما أخفق في تحقيقه حتى الآن! *مراسل الفيغارو في طهران

المقال الأصلي هنا

ترجمة|موقع "الشفاف"

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *