رعب الملالي من الشارع الايراني
خشية من العامة لا يرتدون العمامة...هكذا وصل الحال بهم.. هلع و رعب ... واحيانا خجل واستحياء... لانها باتت موضع استهزاء تارة ... وهدفا للانتقام... تارة اخرى.
في عهد الشاه كان محذورا على رجال الدين لبس العمامة خارج المراكز والمدارس الدينية, واذا شوهد احدهم يرتدي العمة في الاماكن العامة تجري ملاحقته واعتقاله من قبل الشرطة..
ما قبل الثورة على الشاه كان الملالي عندما يهربون من ملاحقة الشرطة لهم فانهم يلجئون لبيوت الناس طلبا للحمايتهم , اما اليوم فقد تغير الوضع واصبح الملالي يلجئون الى مراكز الشرطة طلبا للحماية من ملاحقة الناس لهم.
ان ظاهرة احجام الملالي عن ارتداء زيهم الديني في الاماكن العامة , اوجدت تخوفا وقلقا كبيرا لدى مراجع الحوزة الدينية, وقد عزى البعض منهم كامثال" اية الله سبحاني" مساعد رئيس حوزة قم الدينية ,"والمرجع الشيعي الكبير" اية الله جوادي آمٌلي , الامر الى النظرة الدونية التي بات الناس ينظرون بها الى رجال الدين.. فيما رأى آخرون ان احجام رجال الدين وطلبة الحوزات الدينية عن ارتداء العمامة والزي الخاص بهم يعود الى تحاشي تعرضهم الى الاهانة و الضرب من قبل الناس الذين اصبح مظهر رجل الدين يثيرلديهم الغضب و الاشمئزاز.
وتعليقا على هذه الظاهرة ايضا قد صرح الشيخ "جوادي آمٌلي" وهو من كبار مراجع حوزة الدينية في مدينة قم, لدى استقباله وزير العمل الايراني , قائلا: اذا ما ثار الناس يوما ما ضدنا فليس لنا مكان نذهب اليه وسوف يلقوا بنا في البحر , فعندها لن يفرقوا بين رجل دين شريف او فاسد ,فالجميع عندهم سواء....
و من جانبه قال رجل الدين الاصلاحي البارز" فاضل ميبدي ", ان عزوف رجال الدين وطلبة الحوزات الدينية عن ارتداء العمامة سببها يعود لكراهية الشارع الايراني لرجل الدين..
وعن هذه الظاهرة ايضا كتب المدير المسؤول لصحفية جمهوري اسلامي الحكومية , الشيخ "مسيح مهاجري " قائلا:"ان المؤسسة الشيعية في ايران فقدت كرامتها وسقطت على رأسها وهناك بعض رجال الدين ادركوا هذا السقوط وهم قليقون من المستقبل" .
ان ظاهرة الاعتداء على رجال الدين اصبحت شائعة جدا في ايران , خصوصا عقب الانتفاضة العارمة التي شهدتها اكثر من مائة مدينة ايرانية اواخر عام 2017 واوائل عام 2018.
ولكن.. هل يصلح العطار ما افسده الدهـر؟
الأربعاء, 5 فبراير 2025