دانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، قمع السلطات الإيرانية للتجمعات السلمية للدراويش في إيران في فبراير/شباط الماضي، وحملة الاعتقالات الجماعية ضدهم ووفاة أحد المحتجزين تحت التعذيب.
وقالت المنظمة في بيان، الجمعة، إن السلطات الإيرانية أوقفت أكثر من 300 فرد من الصوفيين أواخر فبراير/شباط الماضي بعدما حاولت الشرطة فض مظاهرة لهم باستخدام العنف، حسب العربية نت.
وأدى هجوم قوات الأمن والشرطة وميليشيات الباسيج والحرس الثوري إلى إصابة العشرات من المتظاهرين، ومقتل 3 رجال شرطة على الأقل، وأحد عناصر قوات الباسيج.
وطالبت المنظمة السلطات الإيرانية بالإفراج فورا عمن تحتجزهم، وفتح تحقيق مستقل في الاستخدام المحتمل للقوة المفرطة أثناء المصادمات والتحقيق بوفاة أحد الدراويش في المعتقل.
وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش"، إن "السلطات القضائية والأمنية الإيرانية في حالة هيجان، فهي تقمع الاحتجاجات التي تنفذها جماعات مختلفة، مثل المجموعات التي تُعنى بالظروف الاقتصادية والنساء اللوائي مللن من قوانين الزي الإجباري، وها هي اليوم تقمع أقلية دينية. سحق المعارضة بدلاً من التشجيع على الحوار هي سمة أساسية من سمات القمع".
وفرّقت الشرطة مظاهرة لأتباع طريقة "نعمت الله غنابادي" الصوفية في 19 فبراير/شباط وفي الساعات الأولى من 20 فبراير/شباط، ما أدى إلى مصادمات عنيفة، ثم اعتقلت السلطات ما لا يقل عن 300 من أتباع طريقة غنابادي، وبينهم نحو 60 امرأة. وما زال العديد من الموقوفين في سجون إيفين وفاشافويه وقرتشك في طهران.
وأخطرت السلطات في 4 مارس/آذار عائلة محمد راجي، وهو أحد الموقوفين أثناء الاحتجاجات، بوفاته رهن الاحتجاز، لكنها رفضت إعطاء أي أسباب للوفاة، وهددت بالتنكيل بأسرته إذا تحدثت عن الأمر علناً.
ويتبع هؤلاء الدراويش طريقة نعمت الله غنابادي، ويعتبرون أنفسهم من الاثني عشرية الشيعية، وهي الديانة الرسمية للدولة في إيران، لكن تضطهدهم السلطات منذ سنوات بسبب معتقداتهم الدينية. وفرضت السلطات الإقامة الجبرية في 8 مارس/آذار على نور علي تابنده، الزعيم الروحي للطريقة بمنزله في طهران.
وكانت السلطات قد أفرجت عن أغلب النساء المعتقلات بعد فترة وجيزة، لكن ما زالت 11 امرأة منهن محتجزات في سجن قرتشك جنوبي طهران.
الأربعاء, 25 ديسمبر 2024