الجمعة, 18 أكتوبر 2024

جند السماء... تربك المشهد الشيعي

634 مشاهدة
منذ 5 سنوات
جند السماء... تربك المشهد الشيعي حركة جند السماء ... لم تشغل المجتمع الشيعي العراقي وحسب, بل اربكت المشهد الشيعي برمته. تستمد هذه الحركة خصوصيتها وأهميتها من الغموض الذي يحيط بتوقيت ظهورها وبمؤسسها " ضياء الكرعاوي"، الذي اتبع سياسة الاعتماد على الموروث الروائي الشيعي كقاعدة في.. النظرية ...والعمل ... والاسم . والاهم من ذلك كله هو ... كيفية نشوء هذه الحركة، و وسائل كسب الأتباع... وطرق تمددها ... ومصادر تسليحها وإمكانياتها المادية... وعلاقاتها السياسية والدينية التي ماتزال غامضة الى الان . تعددت الحكايات والتفسيرات التي تتحدث عن أسرار حركة جند السماء و أربكت المشهد العراقي والشيعي عامة , تخوفا من أنها ستثير حربا دامية تمزق البيت الشيعي في معقله الأخطر وهو مدينة النجف الدينية المقدسة عند الشيعة عبر العالم. من عشائر الكرعة الشيعية في العراق , خرج رجل يدعى "ضياء عبدالزهرة كاظم الكرعاوي"، يبلغ من العمر 35 عاما... تحوّل في ليلة وضحها من طالب عادي في الحوزة الدينية إلى شخص عالم مجتهد وبدأ يروّج إلى رويته الجديدة عن المهدي المنتظر الغائب عند الشيعة. مدعيا أن المهدي المنتظر ليس كما هو معروف لدى الشيعة وإنما هو نطفة من علي ابن أبي طالب أخذها جبرائيل منه وأخذ بويضة من فاطمة بنت الرسول ذلك يوم الكساء، وأخذها الله إلى السماء ليزرعها في رحم امرأة عراقية هي أم ضياء الكرعاوي، ومن هذه المضغة ولد المهدي المنتظر لدى الشيعة ولكن لا يعرفه أحد ولم يعلن عن نفسه بعد لحكمة هو يعرفها. تلك النظرية التي نشر الكرعاوي في كتابه “قاضي السماء” وبات هو الإمام المهدي المنتظر. في عام 2000 كان "ضياء الكرعاوي" قد اعتقل بتهم الاحتيال والشعوذة فحكم عليه بالسجن سبعة أعوام، وأودع في سجن أبي غريب الا انه تم اطلق سراح عام 2002 .. ثم كان قد سافر الى ايران التي رفضت اقامته على اراضيها لادعائه المهدوية وابعدته الى لبنان ليعود الى العراق بعد الاحتلال الامريكي مباشرة , ثم شرع في بناء شبكة علاقات واسعة، وتحول إلى تاجر ثري متنفذ، فأسس شركتين للاستيراد والتصدير ، وباتت الشركتان واجهة يتجمع فيهما مؤيدوه وأنصار دعوته السرية. كانت استراتيجية ضياء الكرعاوي تقوم على إنشاء مجاميع مسلحة عقائدية تتبعه باعتباره الإمام المهدي. وكانت تفاصيل خطته تتضمن الهجوم في يوم العاشر من المحرم (عاشوراء) عام 2007 على النجف، بعد أن يتسلل إليها أصحابه ، وبعد أن تُهرّب إليها الأسلحة، ثم يهجمون بشكل موحد على بيوت العلماء والمراجع فيقتلونهم جميعا، ثم يحتلون العتبات الدينية ومن ضريح الإمام علي يعلن الكرعاوي نفسه إماما للناس مدّعيا أنه الإمام الغائب المنتظر، داعيا الناس إلى مبايعته. في يوم الهجوم الموعود على النجف، هاجمت الحكومة حصون الكرعاوي في منطقة الزركة وجرى قتالا عنيفا تدخلت فيه مقاتلة أميركية وتم احباط المخطط بعد معركة استمرت نحو يومين قتل فيها المئات . ما لفت انتباه المراقبين لحركة جند السماء هو وجود مثقفين وواعين وخريجي جامعات وحاملي رتب عسكرية متقدمة في الجيش والشرطة فيها وقد قاتلوا حتى الموت دفاعا عن فكرة أن ضياء الكرعاوي هو الإمام المهدي فعلا، وأنهم بدفاعهم عنه لن يموتوا مهما حصل، ولكن المنتظر المزعوم قتل في النهاية والمدافعون عنه قتلوا أو أسروا,,غير ان الفكرة لم تمت فبعده ظهرت حركات شيعية جديدة اكثر تطرفا من جند السماء , لتزيد المشهد الشيعي اربكا وتمزقا.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *