الأحد, 8 سبتمبر 2024

تم فتحه من جديد ... ملف محاولة اختطاف ضابط إيراني سابق في تركيا

467 مشاهدة
منذ سنتين

النيابة العامة في محافظة “وان” التركية طالبت بالسجن لمدة تصل إلى 30 سنة لأحد عشر شخصاً، منهم إيرانيون، كان قد تم اعتقالم في وقت سابق على خلفية اتهامهم بمحاولة اختطاف الرائد الطيّار الإيراني اللاجئ في تركيا.

في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021 أفادت وسائل إعلام تركية بنبأ اعتقال ثمانية أشخاص، بينهم ضابطان من الاستخبارات الإيرانية، في مدينة وان على خلفية اعتزامهم اختطاف ضابط إيراني سابق. وكانت عملية الاعتقال هذه قد تمت في 24 سبتمبر/أيلول 2021.

حينها ذكرت صحيفة “صباح” اسمَ الضابط الإيراني الذي استهدفه الجواسيس بالأحرف المختصرة “م. أ”، وكتبت أن الضابطين التابعين للاستخبارات الإيرانية وستة أشخاص آخرين كانوا قد شَكّلوا شبكة الاختطاف هذه بميزانية قدرُها 30 ألف دولار.

بدورها أدرجت وكالة أنباء “الأناضول” هذا الخبر وكتبت أن اعتقال هؤلاء الأشخاص تـمّ بالجرم المشهود.

والآن تطالب النيابة العامة في محافظة “وان” التركية بالسجن لمدة تصل إلى 30 سنة لأحد عشر شخصاً، منهم إيرانيون، كان قد تم اعتقالم في وقت سابق على خلفية اتهامهم بمحاولة اختطاف الرائد الطيّار الإيراني اللاجئ في تركيا.

ما التُّهم الموجَّهة إلى المعتقلين في هذا الملف؟

في لائحة الاتهام التي تلقّاها الفرع 4 من المحكمة الجنائية في محافظة وان، يُتَّهم هؤلاء المعتقلون “بالسعي في الحصول على معلومات سرية للقيام بعملية جاسوسية” و“الانتماء إلى منظمة إجرامية” و“تنظيم عمليات الاختطاف”.

مَن المشتكي في هذا الملف وكيف كان مخطط اختطافه؟

الضابط الإيراني السابق (م. أ) هو مُقدِّم الشكوى في هذا الملف، وقد خرج من إيران عن طريق التهريب في العام 2018، وقدَّم اللجوء في تركيا. بموجب كلامه، حاول المتهمون اختطافه ثلاث مرات لكنهم فشلوا في المرات الثلاث.

استناداً إلى أقوال المشتكي في الملف، استهدفه المتهمون مرتين أخريَين قبل اعتقالهم، لكنهم أخفقوا في محاولاتهم في المرتين.

كتبت وكالة الأناضول للأنباء أن أقوال المشتكي في المحكمة تفيد بأن رجال الاستخبارات الإيرانية كانوا قد اقترحوا في المرة الثالثة على زوجته، وهي الأخرى يُذكَر اسمُها بالأحرف المختصرة “م. إي”، مبلغ عشرة آلاف دولار لقاءَ تقديمها المساعدة لهم في اختطاف الضابط الإيراني السابق.

وتأسيساً على ما أفادت به وكالة الأنباء التركية الرسمية، قالت زوجة م. أ في تصريحاتها أمام المحكمة: “قبلت هذا الاقتراح وقلت إنه مبلغ جيد للقيام بهذا العمل. طلب مني المتهمون هل باستطاعتي تنويم م. أ بحبوب منوِّمة فأجبت بالإيجاب. اتصلوا بي في 24 سبتمبر/أيلول، وطلبوا مني إخبارهم بعد وضع القرص المنوِّم في كأس م. أ. فتظاهرتُ بأني أعمل وفقاً للمخطط المتَّفَق عليه. ثم اتصلت بالشرطة على الرقم الذي كان لديّ، وشرحت لهم مخطط اختطاف م. أ. وبعد ذلك تم اعتقال هؤلاء أمام منزلنا. إذا كانوا قد نجحوا في اختطاف م. أ، كانوا سيُعدمونه في إيران”.

بناء على ما كتبته وسائل الإعلام التركية، كان منزل مقدِّمي الشكوى في هذا الملف يَخضع لمراقبة الخاطفين من أجل تنفيذ مخطط الاختطاف بدءاً من 22 سبتمبر/أيلول 2021 ولمدة ثلاثة أيام.

في وقت سابق، أفادت وكالة أنباء الأناضول أن جهاز الاستخبارات التركية وشرطة الأمن في محافظة وان كانوا على اطلاع مسبَق على نية الخاطفين، وفي ليلة الحدث (24 سبتمبر/أيلول) قاموا باعتقال أحد ضباط الاستخبارات الإيرانية، ويُدعى “س. س”، برفقة مواطن تركي يُدعى “م. إي. أ” أثناء محاولتهما الدخول إلى مكان إقامة الضابط الإيراني السابق م. أ.

في 9 فبراير/شباط 2022 أفاد جهاز الاستخبارات التركية (الميت) بنبأ اعتقال 17 شخصاً على خلفية اتهامهم بالتعاون مع وزارة الاستخبارات الإيرانية في مخطط اختطاف أحد معارضي نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تركيا.

ارتكازاً على تقارير وسائل الإعلام التركية، فضلاً عن رجال الاستخبارات الإيرانية هناك من ضمن المعتقلين في هذا الملف نائب عام وعقيد متقاعد وعدة ضباط وصاحب شركة تجارية تركية للصناعات الدفاعية.

في ديسمبر/كانون الأول 2020 أيضاً تم اختطاف “فرج الله جعب” الملقَّب بـ “حبيب أسيود”، القائد السابق لـ “حركة تحرير الأحواز”، في إسطنبول وتم نقله إلى إيران.

بعد اختطاف حبيب أسيود، كتبت وسائل الإعلام التركية في تقاريرها أن مجموعة الاختطاف هذه كان يُديرها مهرِّب معروف للمخدرات يُدعى “ناجي شريفي زيندشتي”.

في يناير/كانون الثاني 2021 أيضاً، نَشر الإعلام التركي تفاصيل عن اعتقال شخص يُدعى “محمد رضا ناصر زاده (43 عاماً)”، موظف في القنصلية الإيرانية في إسطنبول؛ الذي اتُّهِم بالتخطيط وتقديم المساعدة لمنفِّذي اغتيال “مسعود مولوي”، مدير القناة التلغرامية “الصندوق الأسود” ومعارض للنظام الإيراني.

بحسب الإعلام التركي، ارتباطاً بملف الاغتيال هذا تم التحقيق مع 35 شخصاً، وهناك 13 شخصاً مُشتبَهاً بهم، وتم اعتقال ثمانية أشخاص.

في ملف اغتيال مسعود مولوي و“سعيد كريميان” أيضاً، ذُكِر اسم ناجي شريفي زيندشتي. يبدو أنه يتعاون مع النظام الإيراني لاغتيال واختطاف المعارضين له داخل الأراضي التركية.

في الأربعين سنة الماضية اغتال النظام الإيراني عدداً كبيراً من معارضيه أو قام باختطافهم من الدول المجاورة. ويُعتبَر اختطاف كلٍّ من “جمشيد شارمهد” وحبيب أسيود و“روح الله زم” من الحالات التي وقعت في الأعوام الأخيرة.

المصدر : ايران وير 

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *