تداعيات عزل قائد الحرس الثوري
في ظل تصاعد ازمة العلاقات الدولية والاقليمية التي يعيشها نظام طهران , و انعكاساتها السلبية على الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية الداخلية, أعلن وزير الاستخبارات الإيراني (محمود علوي) أن أجهزته كشفت شبكة تجسس كبيرة في بلاده و قامت باعتقال "العشرات من الجواسيس الذين جنّدتهم أجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية ، و كانوا يعملون في مراكز حساسة، وقد جرى تسليمهم إلى القضاء, على جد زعهمه.
الوزير الايراني لم يبين ماهي الجهة القضائية التي تم تسليم المتهمين لها , فهل هي المحكمة الثورية ام المحاكم الخاصة ,ام المحاكم العسكرية؟.
الوزير الاستخباراتي المذكور لم يعلن اسم المراكز التي كان المتهمون بالتجسس يعملون بها, لكن المعلومات المسربة من المحافل السياسية المقربة من حكومة الرئيس حسن روحاني اشارت الى ان اغلب المعتقلين كانوا يعملون في قطاع الصناعات الصاروخية التابع للحرس الثوري, وقد ربطت تلك المحافل السياسية الايرانية بين فشل عملية اطلاق الصاروخ"پیام"pyam الايراني الحامل للقمر الصناعي في الوصول إلى مدار الأرض، وبين الاعلان عن شبكة التجسس التي تم الكشف عنها .
الاعلان عن كشف هذه الشبكة الكبيرة من الجواسيس جاء عقب العزل المفاجئ لقائد الحرس الثوري الجنرال جعفري عن منصبه من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي.
لم يكن خبر كشف واعتقال العشرات من اعضاء ما قيل انها شبكة جواسيس ,هو الحدث الوحيد الذي صاحب عزل قائد الحرس الثوري عن منصبه وانما صاحبته اخبار كبيرة اخرى ايضا لم تكن اقل اهمية من الخبر الاول , فقد اعلن عن هروب الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، محمد سرافراز الى خارج ايران حاملا معه ملفات فساد لقيادات وشخصيات سياسية وامنية وعسكرية غاية في الخطورة ... وفي ذات السياق ايضا تم الاعلان في طهران عن هروب العميد علي نصيري قائد فليق المهدي التابع للحرس الثوري والمسؤول عن حماية قادة النظام , وذلك بعد ايام من عزل عن منصبه.
هذه الاخبار صاحبتها شائعات لم يتم التأكد منها تفيد , باعدام قائد بارز في الحرس الثوري والحكم بالاعدام على قائد اخر مع وقف التنفيذ و السجن المؤبد على جنرال آخر ايضا جميعهم على صلة بشبكة التجسس التي اخترقت المنظمة الصارويخية للحرس الثوري .
ورغم كل ما تم الكشف عنه لحد الان, يبقى ما خفي هو اعظم .
الأربعاء, 5 فبراير 2025