ايران..حواشي المراجع في السجون
منذ اشهر والساحة الايرانية تشهد صراعا غير مسبوق بين المتنافسين على خلافة خامنئي ,تجلت صور هذا الصراع بين ابرز شخصيتين من رجال خامنئي وهما رؤساء السلطة القضائية السابقين" اية الله محمد يزدي" رئيس حوزة قم الدينية الحالي, و "اية الله صادق املي لاريجاني " الرئيس الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام والذي كان قد هدد بترك ايران والانتقال الى حوزة النجف,عقب الهجمات الاعلامية الشديدة التي تعرض لها من قبل سلفه" محمد يزدي" الذي اتهمه بعدم الوفاء للثورة والخروج على نهج الخميني واستغلال السلطة و التورط بقضايا الفساد الاقتصادي ,الامر الذي دفع بخامنئي للتدخل من اجل وقف الهجمات الاعلامية والاتهامات المتبادلة بين يزدي ولاريجاني.
لقد فتحت الخلافات بين يزدي ولاريجاني بابا للاتهامات بالفساد والحملات الاعلامية بين اطراف عديدة من التيار الموسوم بالمحافظ والذي يسعى كل طرف فيه شد الحبل الى ناحيته في موضوع تعيين الخليفة القادم للخامنئي الذي باتت حالته الصحية تسسوء اكثر فاكثر نتيجة اصابته بمرض سرطان البروستاتة.
توقف الحملات الاعلامية بين المتصارعين على خلافة خامنئي ولو موقتا, لم ينهي الصراع ولكنه اخذ بعدا اخر اكثر عمقا و شدة من ذي قبل , فقد تحول هذا الصراع الى مرحلة كسر العظام من خلال قيام كل طرف بستخير ما تحت يده من سلطة ونفوذ لاستخدامها ضد الاطرف الاخر.
وفي هذا السياق فقد شهدت ايران في الاونة الاخيرة حملة اعتقالات واسعة بين صفوف التيار المحافظ طالت شخصيات كبيرة بينها اعضاء في مجلس خبراء القيادة وقضاة ونواب برلمانيون و شخصيات مقربة من مرجعيات دينية كبيرة بينها المرجع الديني الكبير مكارم شيرازي الذي تم اعتقال اثنان من اصهاره وعدد اخر من المقربين منه و ذلك بتهم الفساد والاضرار بالاقتصاد الايراني. كما صدر حكم بالسجن خمس سنوات ضد " حسين فريدون" شقيق الرئيس الايراني حسن روحاني والذي كان احد اعضا الوفد الايراني الذي وقع عام 2015على الاتفاق النووي بين ايران والدول الست. وذلك بعد اتهامه بالفساد المالي والاضرار بالاقتصاد الايراني.
وبحسب ما تناقلته مصادر سياسية و الاعلامية ايرانية فان القسم الخاص برجال الدين في سجن ايفين قد شهد في الايام الاخيرة نزلاء جدد من رجال الدين جرى اعتقالهم على خلفية الصراع الدائر بين اطراف التيار المحافظ.
ومن ضمن القضاة المعتقلون على خلفية هذا الصراع , تم الكشف عن اسم قاضي التحقيق في المحكمة الخاصة بالشؤون الثقافية ووسائل الصحافة والاعلام, القاضي" بيجن قاسم زاده" بعد توجيه ذاته التهمة له وهي الفساد والاضرار بالاقتصاد.
الى جانب ذلك مازال مصير عضو مجلس خبراء القيادة " رجل الدين البارز , روح الله صدر الساداتي" مجهولا رغم مرور اكثر من شهرين على اختفاءه حيث كان قد تم اختطافه من قبل اجهزة الاستخبارات اثناء توجهه الى مطار طهران الدولي . وقد جاء اعتقال " صدر الساداتي" عقب نشره بيانا اتهم فيه عاملون في مكتب المرشد الاعلى ومقربون من مجتبى نجل خامنئي بالتورط في قضايا فساد كبيرة.
مصادر سياسية واعلامية ايرانية اكدت ان المايسترو الذي يقف وراء حملة الاعتقالات التي طالت لاول مرة مقربون من مراجع دين كبار ونواب برلمانيون وقضاة و ضباط سابقون في الحرس الثوري, هو" آية الله ابراهيم رئيسي" المرشح الابرز لخلافة خامنئي,و الذي كان قد تم تعـينه من قبل خامنئي في شهر فبراير الماضي رئيسا للسلطة القضائية.
الأحد, 22 ديسمبر 2024