الأحد, 22 ديسمبر 2024

ايران و تساقط بيادق الشطرنج

174 مشاهدة
منذ 4 سنوات
ايران و تساقط بيادق الشطرنج لم تكن عملية اغتيال الرجل الثاني في نظام الملالي الجنرال الارهابي قاسم سليماني مجرد عملية اغتيال مماثلة لتلك العمليات التي طالت زعماء المنظمات او المليشيات او الجماعات المسلحة الذين تمت تصفيتهم في السنوات الاخيرة على يد المخابرات الامريكية او الصهيونية . ان عملية اغتيال سليماني هي بداية لانهاء مشروع سياسي كان قد جرى توظيفه لصالح استراتيجية غربية استمرت اربعين عاما تحت مسمى " تصدير الثورة الاسلامية" استطاعت ايران من خلاله تغيير موازيين القوى في المنطقة العربية لصالح الكيان الاسرائيلي . اربعون عاما بقي النظام الايراني فيها متماسكا رغم كل ما واجهه من مشاكل داخلية وخارجية ولم يحدث ان حصلت له هزة اجبرته على تغيير قواعد لعبته الاقليمية بهذا الشكل الذي حصل له عقب عملية اغتيال سليماني. بعد مقتل قائد فيلق القدس الارهابي قاسم سليماني، اظهر النظام الايراني على الصعيد الرسمي توحيدا في جميع خطاباتها إلا أن عملية اسقاط الطائرة الاوكرانية اظهرت هشاشة الوضع و عدم توازن المواقف بين اجنحة النظام وبدأت الخلافات بين مؤسسات النظام تطفو على السطح. لقد اتهمت حكومة الرئيس حسن روحاني ,الحرس الثوري بالخداع والتلاعب بالحقائق المرتبطة بعملية اسقاط الطائرة الاوكرانية وهو ما احرج الحكومة امام الرأي الداخلي والخارجي بعد ان كانت قد ادلت بعدة تصريحات بشأن سقوط الطائرة ثبت فيما بعد عدم صحتها. ان تأزم الوضع الداخلي لنظام الملالي لا يمكن فصله عن مجريات الوضع الخارجي الذي القى بتبعاته على الوضع الداخلي , فعملية اغتيال سليماني واسقاط الطائرة الاوكرانية قد دفعت ايران لاعادة ادارة اذرعها المتمثلة بالمليشيات المسلحة في العراق ولبنان والمنطقة عامة , وذلك بعد تعين قيادة جديدة لفيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري الموكل اليه مهمة تنفيذ المخطط الايراني في المنطقة ... معلومات أكدتها مصادر عديدة من داخل الأوساط القيادية بمليشيا“ الحشد الشعبي“الموالية لايران, ان فيلق القدس سلم ملفات إدارة وتسليح وتدريب هذه المليشيات إلى حزب الله اللبناني , وقد تم تعيين " محمد كوثراني" وهو عضو بارز في حزب الله , لهذه المهمة . عقب تسلمه ملف المليشيات العراقية قام الكوثراني، باستدعاء زعماء المليشيات العراقية من بغداد إلى لبنان، لتقديم التهنئة والمبايعة واستلام التعليمات الجديدة من الرجل الملقب بـ“جامع الفرقاء الشيعة“في العراق. هذا الخطوة من جانب نظام الملالي ظاهرها يوحي ان ايران باتت تولي حزب الله اهمية خاصة وتفضله على سائر المليشيات الاخرى الموالية لها وتعتمد عليه اعتمادا كليا لادارة مخططها في المنطقة , غير ان هناك قرأة سياسية مغايرة تماما لتفسيرة هذه الخطوة الايرانية , فهي ترى ان ايران تسعى للتخلص من حزب الله وسائر المليشيات الاخرى من خلال تسليمه الحزب مسسؤولية ادارة ملف المليشيات الموالية لها في العراق و اماكن اخرى. عقب تولي حزب الله ادارة ملف ميليشيات الحشد الشيعي في العراق , اقدمت الحكومة البريطانية مباشرة على تصنيف حزب الله اللبناني بجناحيه السيسي والعسكري كمنظمة إرهابية، في خطوة جديدة لتجفيف منابع تمويل حزب الله. ان عملية اغتيال سليماني واسقاط الطائرة الاوكرانية من جهة ,وتزايد الصراع بين اجنح النظام وتصاعد الاحتجاجات الشعبية في الشارع الايراني , و المتغيرات التي طرأة على المخطط الايراني في المنطقة من جهة اخرى , جميع هذه الاحداث سوف تلقي بظلالها على الانتخابات البرلمانية الايرانية التي سوف تجري في شهر فبراير القادم والتي تسعى جميع الاجنحة المتصارعة الي الفوز فيها من خلال استثمار سقوط بيادق مخطط نظام الملالي .

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *