الخميس, 26 ديسمبر 2024

ايران و اعدامات الاسرى العراقيين

1061 مشاهدة
منذ 4 سنوات

في الواحد من شهر ديسمبر من كل عام يعاد الى مشهد الذاكرة العراقية والانسانية جمعاء , جريمة الاعدامات الجماعية للاسرى العراقيين في ايران.تلك الجريمة التي نفذها الحرس الثوري الارهابي بفتوى من زعيم الثورة الايرانية والمرجع الاعلى لحوزة قم الدينية " روح الله المصطفوي الهندي" المشهوري بالخميني... كانت مدينة "البسيتين" الاحوازية الواقعة على الحدود العراقية الجنوبية قد شهدت يومي الـ 28 و29من نوفمبر عام 1981 معركة عدت من أشرس معارك الحرب الإيرانية ضد العراق حيث تمكنت القوات الإيرانية خلال تلك المعركة من أسر أكثر من ثلاثة الاف بين ضابط وجندي عراقي نتيجة خيانة بعض الضباط الشيعة العراقيين الذين كانوا ضمن قادة وحدات الجيش العراقي في تلك المنطقة.... كانت معركة البسيتين اول معركة يحقق فيها الايرانيون نصرا على الجيش العراقي وكان وقوع هذا العدد الكبير من الجنود العراقيين اسرى بايديهم قد شكل فرصة لتصفيتهم من اجل رفع معنويات جنودهم الذين كانوا محشونين بالروح العنصرية والطائفية المقيتة وحب الانتقام الوحشي من العراق وجيشه .... في ليلة 1/12/1981 نفذت القوات الإيرانية حملة تعذيب وقتل لأغلب الأسرى تلك المعركة المذكورة بطرق وحشية مثل ربطهم بالسلاسل بين المركبات وتقطيع أوصالهم وحرقهم بالنار.وقد شارك في ارتكاب تلك المجزرة مرتزقة وعملاء عراقيين كانوا ينتمون لما يسمى "فيلق بدر " والذي اصبح يعرف اليوم باسم منظمة بدر بقيادة وزير النقل السابق هادي العامري و رئيس كتلة "الفتح" في البرلمان العراقي الحالي ..... لقد لقيت تلك المجزرة ادانة واستنكارا عالميا واسعا في حينها معتبرة نظام الخميني نظام مجرم لا يقيم ادنى وزن للمواثيق والاعراف الدولية التي تحّرم قتل الاسرى والتمثيل بهم او انتزاع الاعتراف منهم بالقوة. الخميني , ومن اجل تبرير جريمة قواته و تهدأت خواطر بعض الايرانيين الذين استنكروا تلك الجريمة , اصدر بيانا اجاز فيه ضمنا, قتلى الاسرى في حال عدم تمكن القوات من استيعبهم اثناء المعركة . مستشهدا بحادثة قتلى اسرى الفرس في معركة الحيرة اثناء فتح العراق , مدعيا ان خالد ابن الوليد قتلى الافا من اسرى الفرس انذاك, حسب زعمه.... رغم بيانات النفي التي صدرت من وزارة الخارجية والحكومة الايرانية بتكذب ارتكاب المجازر بحق اسرى الجيش العراقي الا ان ذلك لم يحول دون صدور اعترافات من قادة في الحرس الثوري واعضاء في البرلمان الايراني من الاعتراف بارتكابهم تلك المجازر .... فهذا النائب في البرلمان الإيراني " نادر قاضي بور" الذي عمل في القوات الخاصة في الحرس الثوري قبل دخوله البرلمان , ظهر في مقطع فيديو أثناء غمرة الشعور بنصره في انتخابات مجلس الشورى عن مدينة أرومية غرب إيران في مارس عام 2016. يتحدث فيه عن قتله 700 أسير عراقي أثناء الحرب الإيرانية - العراقية في الثمانينات. مدعيا ان قتل الاسرى جاء في سبيل ما أسماه الإسلام والثورة والشهداء و الولي الفقيه الخميني.... لا غرابة في قيام الايرانيين بقتل الاسرى العراقيين والتباهي بكل وقاحة بهذه الجريمة , ولكن الغرابة في الحكومة والبرلمان والمرجعية الدينة في العراق التي تشاهد وتسمع هذا الاعترافات من الايرانيين ولكنها تلتزم السكوت وعدم تحريك ساكن تجاه هذه القضية !!!!. فهل المرجعية الدينية و من في الحكومة والبرلمان عراقيون اصلا ؟؟؟

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *