ايران بين اذلال وانتقام

في الوقت الذي تتعرض فيه مواقع الحرس الثوري وميليشياته الإرهابية في كل من العراق وسوريا الى قصف شبه يومي من قبل الطيران الإسرائيلي والامريكي، تسعى إيران الى التغطية على ضعف جرأتها في الرد على مصادر النيران التي تدك مواقعها، باللجوء الى ارتكاب المجازر بحق الأبرياء في بلوشستان والأحواز واليمن والعراق والشام... بالتزامن مع تعرض سفينة الحاويات الإيرانية “شهر كُرد” بالقرب من المياه الإقليمية لسوريا في البحر المتوسط لضربة صاروخية صباح الخميس 11 من مارس، فقد ردت القوات البحرية الإيرانية، بفتح نيران أسلحتها يوم الجمعة 12 مارس على ناقلي الوقود المحرومين في ميناء كوهستاك بمحافظة "هرمزجان" جنوب شرق إيران، مما أدى إلى مقتل أحد ناقلي الوقود وجرح آخر.... الهجمات الإسرائيلية على ناقلات النفط الإيرانية، تكشف بعداً جديداً عن الضعف الإيراني في الرد على الحملات الإسرائيلية لمواجهة التموضع العسكري والاقتصادي الإيراني في المنطقة، فمنذ العام 2018، نفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية على مواقع ايرانية، معظمها على مناطق في سوريا.... كشف مصادر الأميركية عن قيام إسرائيل باستهداف ما لا يقل عن 12 سفينة متجهة إلى سوريا، يعتقد أنها كانت تنقل نفطاً إيرانيا، وبحسب المصادر الصحفية فإن السفن الإيرانية تعرضت عام 2020 لـ 6 هجمات على الأقل. فكان الرد الإيراني دائما مزيدا من التهديد والوعيد فقط لا غير .... لقد اعتمد النظام الإيراني في السنوات الأخيرة سياسة التغطية على هزائمه العسكرية والاستخباراتية باللجوء الى الأعمال الانتقامية من العرب واهل السنة عامة، في داخل إيران وخارجها، عبر الاعدامات الجماعية وارتكاب المجازر الدموية وهذا ما يفسر موجة الاعدامات الجماعية التي شهدها مؤخرا كلٌ من إقليم بلوشستان السني وإقليم الأحواز العربي، اوما يشهد العراق من تزايد في المجازر والاغتيالات .... لقد اعتادت الميليشيات الطائفية الموالية لإيران في المنطقة مع كل ضربة تتلاقها إيران من قبل إسرائيل، بتصعيد أعمالها الإرهابية، وليس ادل على ذلك ما تقوم به مليشيات الحوثي باستهداف المناطق والمؤسسات المدنية في الأراضي السعودية، او ما تقوم بها المليشيات الطائفية في العراق من ارتكاب مجازر واغتيالات في مناطق اهل السنة والشيعة الرافضين للهيمنة الإيرانية، على حد سواء.... ان الفاشية المتوحشة لنظام الملالي لم يجني منها الإيرانيون سوى المزيد من الظلم والفقر وفقدان الحياة الكريمة التي كانوا يحلمون بها، ولم يجلب هذا التوحش لإيران سوى المزيد من الحصار والعزلة دوليا، والاذلال والكراهية إقليميا....