انفجار مرفأ بيروت يحرق حزب الله

انفجار مرفأ بيروت يحرق حزب الله يواجه حزب الله تحديا كبيرا حتى الان ، حيث أدى الانفجار الهائل في ميناء بيروت في الـ4 من اغسطس إلى وضع الحزب تحت مجهر اللبنانيين، بعد ازدياد الحديث عن أن ضخامة الانفجار سببها تخزين أسلحة للحزب داخل المرفأ، و ان شحنة نترات الأمونيوم التي أدت إلى تدمير أكثر من نصف العاصمة اللبنانية تخص الحزب, فذلك قد وضع حزب الله في قلب موجة الغضب العارم الذي اجتاح لبنان اعتراضا على الطبقة السياسية الحاكمة وعلى السلاح غير الشرعي..... موجة الغضب التي يشهدها الشارع اللبناني قد وصلت إلى بيئة حزب الله، حيث تزايد أعداد الشيعة الغاضبون على الحزب وشاركوا في الاحتجاجات التي شهدتها عدة مناطق، والتي قام المتظاهرون الغاضبون خلالها بشنق دمى السياسيين بينها دمية حسن نصر الله ، وهي المرة الأولى التي يتعرض فيها حزب الله وزعيمه الى مثل هذه الاهانة الكبيرة.... لقد اجمع العديد من المراقبين والمحللين السياسيين اللبنانيين إن حزب الله في مأزق، والخناق يضيق حوله"، مضيفن "إنها معضلة مستشهدين بكلمة حسن نصرالله التي اشار فيها إلى ما أسماه "الكلمات الجارحة والممارسات المؤذية" ووجه خلالها تهديدات مبطنة لمنتقديه.... بحسب المراقبين السياسيين، فإن هذه المرة لم يقتصر الأمر على المسيحيين والسنة الذين طالما غضبوا من الحزب ودوره في تهديدهم واستخدام مناصريه للسلاح في مناطقهم، بل امتد هذا الغضب إلى الشيعة أيضا، وهم يشكلون بيئة الحزب ومركز ثقله، ولطالما لعب الحزب على وتر هذه الطائفة..... حتى قبل الانفجار، كان ثلثا الناس غاضبين، و أنهم جائعون وليس لديهم نقود ليأكلوا أو يشتروا الدواء، ولكن لا يستطيع أحد أن يتذمر لأنهم "يُحكمون بالحديد والنار"ولكن "الشقاق الطبقي" اخذ ينشأ بشكل متزايد بين من يتقاضون رواتبهم بالدولار من حزب الله وبين الشيعة العاديين الذين انهارت مكاسبهم بالليرة اللبنانية بسبب انهيار قيمة العملة المحلية، فاصبح "هناك ارتفاع كبير في الانتقادات للحزب الله فاصبح الشيعة يتهمونه علنا انه شريك في عملية الفساد وهو أيضًا حامي الفاسدين... محللون ودبلوماسيون يؤكدون أن حزب الله يكافح الآن للحفاظ على النفوذ الذي كونه منذ تشكيله في الثمانينيات، ومنذ ذلك الحين، بنت العصابة المسلحة المدعومة من إيران ما يرقى إلى مستوى دولة موازية قوية لها جيشها الخاص وترسانتها المستقلة، وكثيرًا ما يتباهى نصر الله بأن حزب الله وسع نفوذه ليشمل اليمن والعراق وسوريا، حيث لعب مقاتلوه دورًا أساسيًا في ضمان بقاء بشار الأسد حاكم لسوريا.... لقد أدخل حزب الله نفسه في السياسة اللبنانية إلى حد أن الرئاسة والبرلمان والحكومة، التي اَجبرت على الاستقالة مؤخرا وسط غضب شعبي،هي أول حكومة مؤلفة بالكامل من حلفاء حزب الله وكلها تقبع تحت سيطرته بالتعاون مع حلفائه ,أظهرت أنه لا يمكن لحزب الله وحده السيطرة على لبنان او إنقاذه من ازمته.... أن مأساة انفجار مرفأ بيروت أعادت تركيز الاهتمام الدولي على لبنان بعد فترة طويلة من الإهمال، مما ساهم في إدراك العديد من اللبنانيين أن حزب الله أصبح عائقاً أمام تلقي البلاد للمساعدة الدولية اللازمة لدرء المزيد من الانهيار الاقتصادي، وإن هذا يضع حزب الله في موقف صعب للغاية لأن الجميع يعلم أن لبنان معلق حتى يتم التعامل مع قضية الحزب مرة واحدة وإلى الأبد.....