الأحد, 8 سبتمبر 2024

العراق بين ايران والكاظمي

199 مشاهدة
منذ 4 سنوات
العراق بين ايران والكاظمي تاسست الدولة العراقية الحديثة في عام 1921م كدولة مستقلة عن الدولة العثمانية وذلك في اعقاب ثورة العشرين الكبرى ضد الاحتلال البريطاني الذي احتل العراق عام 1916 ... على مدى عقود من الزمن اسسس العراق نهضة علمية وثقافية وعسكرية قل نظيرها في منطقة الشرق الاوسط وكان من اغنى دول المنطقة اقتصاديا وعاش فيه الشعب العراقي لعقود مديدة شعب موحد و متئالف على الاصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية,وذلك بالرغم من الهزات التي شهدها العراق الا ان تلك الهزات كانت سياسية سطحية لم تصل لضرب جذور المجتمع العراقي... عقب الغزو الغربي لبغداد عام 2003م شهد العراق تفكك للدولة والمجتمع, فمن ابرز ما شهده العراق هو قيام الدولة الطائفية التي اسست لثقافة الفصل بين ابناء العراق على اسس دينية وعرقية وفئوية ومناطقية, وساهمت في اشعال حرب مجتمعية لم تسلم منها طائفة او منطقة دون غيرها... المحللون السياسيون يعتقدون جازمين ان المعضلة التي بلغها العراق لم تكن قد حدثت بمحض الصدفة و انها ما كانت لتحدث لولا ان هناك من خطط لها , وهنا يحمّلون ايران المسؤولية بالقدر ذاته الذي يمحّلون به الاحتلال الغربي مسؤولية ما آل اليه العراق... بالنسبة لايران فان العراق , ولا عوامل تاريخية عديدة , من بينها معركة ذي قار, و الفتح الاسلامي الذي افضى الى زوال الامبراطورية الفارسية, كان يشكل عقدة تاريخية لها, و حاولت على مر القرون الماضية ان تتحرر من هذه العقدة فهاجمت العراق في عهد الشاه اسماعيل وحفيده عباس الصفوي وفي عهد نادر شاه افشار وسعت في تثبت احتلالها للعراق وضمه لها ولكنها فشلت في تحقيق ذلك , ثم عمدت الى حياكة المؤامرات ضده بهدف اضاعفه ولكن العراق بقي اقوى منها وانتصر عليها في كل المعارك التي خاضتها ضده.... لقد هيئ الغزو الغربي للعراق عام 2003م الفرصة امام ايران لتخلص من عقدتها العراقية فقدمت الدعم للاحتلال ومن ثم عملت بعد ذلك من خلال المليشيات المسلحة التي انشأتها على طبيق ما سمي بالعملية السياسية التي وضعها الاحتلال الغربي للعراق حتى اصبحت المتحّكم الفعلي بالشأن العراقي وقد اطلقت ايدي عملاءها لافساد كل ما هو موجود في البلد حتى اصبح العراق منزوع السيادة والهوية و الارادة امامها... ولكن هل يبقى العراق كما تريده ايران؟. في اكتوبر عام 2019 انتفض الشارع العراقي ضد الحكم الفاسد الذي تديره المليشيات الموالية لايران وكان شعار الانتفاضة الذي دوى في سماء العراق هو ( ايران بره بره ..بغداد تبقى حرة) في اشارة واضحة لرفض ايران واتباعها الذين اطلق عليهم المنتفضو ( لقب الذيول) في اشارة بالغة المعنى ... افضت الانتفاضة العراقية الدامية الى اجبار رئيس الوزراء الموالي لايران "عادل عبد المهدي" الى الاستقالة ثم اعقبه في رئاسة الحكومة رئيس جهاز المخابرات "مصطفى الكاظمي" المقرب من بعض الدول العربية , وكان اول تصريح له ان العراق دولة مفلسة ... ارسل الكاظمي وزير ماليته على جناح السرعة الى المملكة العربية السعودية والى الكويت لطلب المعونة المالية بهدف انقاذ العراق من الانهيار الاقتصادي وانتشار المجاعة التي تلوح بالافق نتيجة ما خططت له ايران وطبقته مليشياتها خلال اكثر من عقد ونيف من الزمن... فهل يصلح الكاظمي ما افسدته ايران ؟.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *