الجنرال الفاسد رئيسا للبرلمان الايراني

الجنرال الفاسد رئيسا للبرلمان الايراني في ظل ازمة جائحة فيروس كرونا التي عصف بالمدن والاقاليم الايرانية و تركت اثارا مدمرة على الصعد الاقتصادية والصحية والمجتمعية ,نتيجة تخبط السلطة وفشلها في ادارة هذه الازمة , وفي ظل الاجواء المشحونة بالحزن على عشرات الالاف من الضحايا , و تفاقم المعانات المعيشية لملايين الايرانيين ,جرى في يوم الخميس28 من ايار الماضي تنصيب احد اكبر رؤوس الفساد في ايران ,الجنرال محمد باقر قليباف, رئيسا للبرلمان الجديد ... يتمتع قاليباف بخبرة لا تقل عن 40 عاما في الإدارة العسكرية والسياسية والاقتصادية والأمنية والحضرية, وهو معروف بتورطه في قضايا فساد مالي كبيرة, وكان ثاني جنرال من الحرس الثوري الإيراني بعد احمدي نجاد، يصبح عمدة للعاصمة الإيرانية طهران, وبات اليوم أول جنرال يقود السلطة التشريعية.... تعود أولى قضايا الفساد الكبرى المرتبطة بالجنرال قاليباف إلى ما قبل 15 عاما، وكانت تدور حول العلاقات ما بين فريق حملته الانتخابية في انتخابات الرئاسية عام 2005 ، وعصابة كبيرة تعمل في المخدرات وتهريب الوقود. حيث عقدت آنذاك صفقة ، ساعد قاليباف بموجبها في إطلاق سراح المهربين من السجن، مقابل دعم مالي لحملته الانتخابية.وبقيت القضية طي الكتمان حتى افتضح أمرها عام 2013، عندما تحدث عنها الرئيس حسن روحاني وقال حينها إن القضية ستتم مراجعتها من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي، لكنه لم يسمح بخروج تفاصيلها أمام العلن.... كانت هذه واحد من عدة قضايا فساد مسجلة بحق الجنرال قاليباف ولم يتم استدعاء قاليباف إلى المحكمة حتى عندما تم اعتقال نائبه في بلدية طهران، عيسى شريفي، والذي يقبع خلف قضبان السجن منذ ثلاثة أعوام دون محاكمة علنية. ولم يسمح لأحد من العامة آنذاك بالتلميح إلى دور العمدة في قضية نائبه... ومن ضمن قضايا الفساد التي تم الكشف عن تورط قليباف فيها تتعلق بقضية فساد مالي كبير في بنك "شهر" وبنك "سرمايه"، اللذين كانا يعملان تحت إشراف بلدية طهران، ولم يتعرض قاليباف لأي مساءلة قضائية آنذاك ، و لم يقتصر الأمر على عدم استدعائه إلى المحكمة، بل تم اعتقال الصحفي( يسار سلطاني) الذي كشف عن القضية ... من بين احد قضايا الخامسة الكبرى المتورط فيها عمدة طهران السابق و رئيس البرلمان الجديد ، الجنرال قاليباف,هي دفعها600 مليون ريال ايراني (او ما يعادل 20 مليون دولار آنذاك) لمؤسسة زوجته ( زهراء مشير) الخيرية، وهي مؤسسة الإمام رضا الخيرية. وهذا غير قضية فساد أخرى مرتبطة بابنه إلياس , ولم يتم استدعاء العمدة إلى المحكمة التي لم تتخذ قرارا حاسما بشأنها كذلك... ومع صعوده إلى رئاسة البرلمان، بات من شبه المؤكد أن أياً من قضايا الفساد المرتبطة به وبعائلته وربما بأصدقائه، لن تشهد أي تطور في ملفاتها... ولكن يبقى السؤال قائما عن كيفية تمكن قاليباف من الإفلات من كل هذه الاتهامات، وهل هذا بسبب انتماءه لشبكة جنرالات الحرس الثوري الاخطبوطية التي تدير مافيا الفساد في ايران, ام بسبب علاقاته طويلة الأمد مع المرشد الأعلى علي خامنئي وقربه العائلي منه . وكما هو خامنئي، ينتمي قاليباف إلى مدينة مشهد, علاوة على كونه ابن اخت زوجته. وعلى مدى الثلاثين سنة الماضية، حصل قاليباف على جميع رتبه العسكرية ومناصبه السياسية بأوامر مباشرة من خامنئي. لقد استمر قاليباف بتوليه منصب عمدة طهران لمدة 12 عاما، حتى عام 2017 , و رشح نفسه ثالثة مرة للانتخابات الرئاسية , فشل في اثنين منها وانسحب في المرة الثالثة, لكنه الآن ومع توليه رئاسة البرلمان والدعم الذي يحظى به من مكتب خامنئي و شبكة مافيا جنرالات الحرس الثوري , اصبح اكثر قريبا لتحقيق حلمها في الوصول الى منصب رئاسة الجمهورية ؟. .. ان في دولة الولي الفقيه الفاسد هو الانسب لتولي المنصب ...