الجمعة, 18 أكتوبر 2024

البيت الشيعي والأزمة السياسية في العراق

البيت الشيعي والأزمة السياسية في العراق

165 مشاهدة
منذ سنتين

 

البيت الشيعي والأزمة السياسية في العراق

 

في ظل الانقسامات الحادة التي يشهدها البيت السياسي الشيعي العراقي جاءت التسريبات الصوتية  لامين عام حزب الدعوة "نوري المالكي" لتصب الزيت على النار وتشعل غضب وسخط التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر وغالبية الشارع الشيعي..

هذا التسريب الصوتي ،الذي تم نشر 6 حلقات منه لحد الان والذي تهجم فيها نوري المالكي على زعيم التيار الصدري والحشد الشعبي والمرجعية الدينية وشتم الشيعة ووصفهم بالأراذل، قد فتح باب المواجهة بين التيار الصدري واغلبية الشارع الشيعي من جهة، وحزب الدعوة وزعيمه نوري المالكي من جهة أخرى مما أدى الى تعميق الانقسامات في داخل القوى السياسية والمجتمع الشيعي عموماً.

الخلافات بين زعيم التيار الصدري "مقتدى الصدر" وامين عام حزب الدعوة "نوري المالكي" الذي يحظى بدعم قوي من الحرس الثوري الإيراني، قد زادت من توتر علاقات الصدر بإيران في الآونة الأخيرة لدرجة أمسى يبدي معارضة قوية لتوجهات إيران في العراق، واعتبرها خصمه في طريقة تعاطيها مع الملف السياسي العراقي..

  مراقبون عراقيون وجدوا في قرار الصدر الخروج من البرلمان بسبب عجزه عن تشكيل الحكومة بسبب تشكيله تحالف (إنقاذ وطن) الذي ضم العرب السنة والاكراد، والذي جعله عرضه للكثير من الانتقادات من قبل القوى السياسية الشيعية، وجدوا في هذا الانسحاب خطوة الذكية وضعته في موقف الرابح أمام الجمهور الصدري والشارع الشيعي، مقابل وضع الإطار التنسيقي في موقف محرج ومأزق يتحمل تبعاته فيما بعد..

يرى الكاتب السياسي العراقي " محمد حسن الساعدي" ظهور هذه التسريبات وفي هذا التوقيت بالذات وراءه الكثير من التساؤلات، وربما الهدف من ظهورها في هذا الظرف الحساس وحالة الانغلاق السياسي التي يمر بها البلاد تهدف إلى وقف العملية السياسية، وأن هذه التسريبات الصوتية وعلى الرغم من نفيها من قبل حزب الدعوة وامينه العام نوري المالكي إلا أنها عمقت الخلافات أكثر فأكثر..

  لقد أصبح الإطار التنسيقي المتحالف مع إيران، امام ازمة سياسية جديدة تتجاوز ازمة تشكيل الحكومة فقد أصبح هذا التحالف، الهش أصلا، يواجه ازمة علاقة بالمرجعية الدينية والشارع الشيعي عامة وهذا ما زاد من اسهم التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر وهو الامر الذي كانت الاطراف المتحالفة مع ايران قد عملت بقوة على اضعافه..

بعد حالة الانسداد السياسي الذي وصلت إليه العملية السياسية يرى المراقبون قد أصبح من الصعب انتخاب اياً من الشخصيات البارزة في الإطار التنسيقي لتشكيل الحكومة القادمة، وهذا ما يدخل البلاد في حالة شلل سياسي، ويعمق من الانقسامات في داخل النسيج السياسي الشيعي ويعيد العملية السياسية برمتها الى المربع الاول..

 

 

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *