في الـ 18 من يونيو حزيران القادم سوف تقام في إيران الدورة الـ 13 من مسرحية ما يعرف باسم "الانتخابات الرئاسية" والتي يقوم فيها النظام (قبل الشعوب) باختيار رئيسا للجمهورية ليكون بذلك الرئيس الـ 8 لإيران بعد اسقاط النظام الملكي الذي كان قائما في إيران منذ عهد السلالة الصفوية التي حكمت سنة 1501 ولغاية العهد البهلوي الذي تم اسقاطه في ثورة شعبية عام 1979....
شهدت إيران في عام 1980 اول انتخابات رئاسية فاز فيها وزير الدولة لشؤون الخارجية آنذاك الدكتور" أبو الحسن بني صدر" أحد المساعدين للخميني في المنفى قبل انتصار الثورة والذي كان يحضا بشعبية واسعة ولكنه لم يستمر طويلا في منصبه حيث تم عزله بأمر الخميني بعد عام واحد فقط من انتخابه قبل ان يفر هاربا الى فرنسا....
أعقب عزل بني صدر اختيار (محمد علي رجائي) الذي كان رئيسا للحكومة في عهد بني صدر ليكون ثاني رئيسا للجمهورية ولكنه لم يعمر سوى اقل من شهر واحد فقط حيث كان قد اختير في الـ 2من أغسطس عام 1981 ولقي حتفه في تفجير وقع في 30 أغسطس من نفس العام ....
في الـ 13من أكتوبر عام 1981 جرى اختيار علي خامنئي ليكون الرئيس الثالثة لإيران، وكان خامنئي قد شغل عدة مناصب عليا قبل ان يختاره الخميني خلفا لرجائي، فقد شغل خامنئي منصب خطيب وامام جمعة طهران وكذلك عضوا في البرلمان وممثلا للخميني في مجلس الدفاع الأعلى وقائدا للحرس الثوري، وفي الـ 4 يونيو 1989 اختير من قبل مجلس خبراء القيادة ليكون مرشدا للثورة والنظام خلفا للخميني ....
في الـ 3 من أغسطس عام 1989جرى اختيار رئيس البرلمان آنذاك (علي أكبر هاشمي رفسنجاني) ليكون الرئيس الرابع لإيران، وبعد اكمال 8 سنوات في رئاسة الجمهورية اختير رفسنجاني لرئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام ثم رئيسا لمجلس خبراء القيادة قبل ان يعثر عليه في الـ8 من يناير عام 2017 جثة هامدة في مسبح بأحد قصوره السرية في طهران....
يعد محمد خاتمي الرئيس الخامس لإيران حيث استمرت رئاسته مدة 8 سنوات وقبل اختياره في عام1997رئيسا للجمهورية كان خاتمي قد شغل عدة مناصب في النظام فقد عمل وزيرا للثقافة في عهده رئاسة خامنئي ثم وزيرا لذات الوزارة في حكومة رفسنجاني، وكان عهده قد شهد سلسلة اغتيالات لعدد كبير من السياسيين والمثقفين ورجال الدين المعارضين للنظام على الرغم من حصول بعض الانفتاح الإعلامي والثقافي والسياسي في عهد....
محمود احمدي نجاد هو الرئيس السادس لإيران وقد كان قد اختير لمنصب رئاسة الجمهورية لدورتين متتاليتين امتدت من عام 2005 ولغاية 2013، وقد شهد عهده أكبر انتفاضة جماهيرية ضد نظام الملالي عرفت باسم "الانتفاضة الخضراء" وذلك على خلفية تزوير الانتخابات التي فاز فيها "ميرحسين موسوي "المخالف لنظرية ولاية الفقيه. وكان نجاد قبل اختياره رئيسا للجمهورية، شغل مناصب قيادة في الحرس الثوري ثم رئيسا لبلدية طهران....
يعد حسن روحاني، الذي اوشكت ولايته على النهاية، هو الرئيس السابع للجمهورية الإيرانية وكان روحاني قبل اختياره في أغسطس عام 2013 رئيسا لإيران قد شغل مناصب رسمية عديدة من بينها عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام ومجلس خبراء القيادة وامين عام مجلس الامن القومي وكبير المفاوضين على البرنامج النووي ....
ان مسرحية الانتخابات الرئاسية المزمع اجراها في الـ 18 من حزيران القادم ، ماهي الا لعبة لتدوير الوجوه والمناصب ، فقد اثبتت عملية اختيار رئيس الجمهورية على مدى العقود الأربعة الماضي من عمر نظام الملالي ان جميع رؤساء الجمهورية هم من الحلقة الضيقة للنظام وان هؤلاء الرؤساء بعد انتهاء ولايتهم الرئاسية ينتقلون الى شغل مناصب في دوائر ضيقة أخرى ....
لقد أصبحت الشعوب في إيران تعلم يقينا ان الانتخابات الرئاسية هي مجرد مسرحية للتغطية على العملية المسبقة لاختيار الرئيس من قبل المرشد والقيادة العليا للنظام. وقد تكشفت هذه اللعبة بشكل أكبر بعد انتخابات عام 2009 حيث وعلى رغم من فوز" مير حسين موسوي" الا ان خامنئي أصر على تعين الخاسر "احمدي نجاد" لدورة رئاسية ثانية....
الأحد, 22 ديسمبر 2024