الأحد, 8 يونيو 2025

هجوم الأحواز والمأزق الايراني

188 مشاهدة
منذ 6 سنوات
هجوم الأحواز والمأزق الايراني في الـ22 من سبتمبر المنصرم , وبمناسبة ما يسمى " أسبوع الدفاع المقدس" خرج مجموعة من المسلحين من خلف منصة الإستعراض في احد اهم شوارع مدينة الأحواز وفتحوا النار على العرض العسكري و قتلوا  عددا من عناصر و قيادات الحرس الثوري والجيش الايراني. شكلت هذه الضربة اهانة بالغة للحرس الثوري وللأمن القومي الايراني عامة وعكست هشاشة الوضع الأمني، في بلد يدير العسكر جانب كبيرا من الحكم فيه . كانت أول رسائل هذا الهجوم من وجهة نظر بعض المحللين السياسيين تتمحور حول نقل المعركة الى داخل إيران،سواءا من قبل تنظيم الدولة, او ما يعرف اعلاميا باسم داعش, او انها رسالة تعكس تحذيرات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي تنظر اليه طهران بخشيه، و دأبت على وصفه بالشخص المتهور. وفي محاولة منها لحفظ ماء الوجه، ونتيجة لمخاوف أصابت الشارع الإيراني عقب الهجوم، الذي قد تتبعه هجمات أخرى، قرر الحرس الثوري إستعراض القوة من جديد. في 30/سبتمر الماضي قام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيارة لدولة الكويت، كان الإستقبال فيها يؤكد على أن ثمة رسالة كبيرة خلف هذه الزيارة وبعضه يتعلق بالموقف من إيران. في فجر 1/اكتوبر الجاري أعلن الحرس الثوري الإيراني،عن استهدافه جماعات وصفها بالإرهابية في شرق الفرات بسوريا بصواريخ باليستية، انتقاما لهجوم الأحواز, على حد زعمه ، حيث أطلقت إيران صواريخ باليستية "أرض-أرض" من طراز "ذو الفقار" مداها 700 كم و"قيام" مداها 800 كم من داخل أراضيها مخترقة السيادة العراقية , مدعية بأن القصف الصاروخي حقق أهدافه وإن عددا من قيادات الإرهابيين قد قتلوا.   ويأتي ذلك في رسالة لطمأنة الشارع الإيراني بأن إيران قادرة على الثأر لنفسها دائما. ولكن لم تمضي ساعات على التبجح والإستعراض الإيراني، حتى اعلن التحالف الدولي مؤكدا إن صواريخ إيران لم تحقق أهدافها، ولم تصل شرقي الفرات, مكذبا بذلك مزاعم الحرس الثوري.   إستعجال إيران بإستعراض القوة، والتأكيد بتحقيق أهدافها كانت له رسالة تفيد بأن صواريخها قادرة المساس بالأمن الوطني السعودي، ودول خليجية اخرى حيث أرادت طهران إقتران خبر إطلاقها صواريخها الباليستية على الاراضي السورية , بزيارة ولي العهد السعودي لدولة الكويت. الوقائع على الارض تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الضغط يشتد على النظام الإيراني من كل الاتجاهات، وإن ماحدث في العراق والبصرة على التحديد, يؤكد تآكل شعبية ايران في هذا البلد العربي وانحسار نفوذها الشعبي في العراق, وتزايد العزلة الاقليمية والدولية التي تمر تها, ناهيك عن انحسار شعبية نظام الملالي في الداخل الايراني. كما إن خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأمم المتحدة يوضح بأن الحرب الاقتصادية والسياسية على إيران قد بدأت وبقوة وليس بمستبعد ان تتبعها حرب عسكرية اذا ما تمادت ايران وقامت باي حماقة ارهابية ضد المصالح الامريكية او ضد حلفاء امريكا في المنطقة، وإن إيران ستلعق من ذات القدر الذي القمته للمنطقة عبر دعمها للتنظيمات الإرهابية والطائفية .        

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *