الاثنين, 9 يونيو 2025

من وراء إخضاع الجيش اللبناني لحزب الله: "استنساخ" تجربة الحشد العراقي

139 مشاهدة
منذ 7 سنوات
كتب مطلعون أنه على مدى السنوات الماضية، اعتمد حزب الله التحريض السياسي والإعلامي والعسكري في التعامل مع بلدة عرسال، وهذا لإخضاعها وتطويعها "لأنها المنطقة الشاذّة الوحيدة على ما سيطر عليه حزب الله في المناطق المحاذية بين لبنان وسوريا على السلسلة الشرقية"، والسهام مصوبة تجاهها حتى ما قبل سقوط "القصير". فكانت الخلاصة حينها، وفقا لتقديرات صحفية، أن حزب الله يريد رسم "سوريا المفيدة" بتهجير سكان العديد من المدن والقرى بما يتيح له السيطرة الجغرافية والديمغرافية على هذه المناطق. ولكن حساباته اصطدمت بتغيرات ميدانية وتطورات سياسية، فما عادت سوريا كما كانت، فهي الآن أقرب إلى الحالة العراقية، تقسيما وتفككا، ويبدو أن حزب الله سيتحرك وفقا لهذه التحولات. أولى الخطوات، وفقا لتقديرات صحفية، كانت تفكيك حزب الله مواقعه العسكرية في بعض النقاط على السلسلة الشرقية وتسليمها إلى الجيش اللبناني، ثاني الرسائل وأكثرها وضوحاً ستكون بعد إتمام صفقة جرود عرسال، لتنتهي المرحلة الثانية بعملية التبادل الكبير التي تقضي بانسحاب مقاتلي جبهة النصرة مع نحو تسعة آلاف مدني من مخيمات عرسال وجرودها إلى إدلب في شمال سوريا. وتشير معلومات أخرى إلى أن الهم الأساس بعد ذلك سيتركز على نقل مزيد من اللاجئين السوريين من عرسال والبقاع كله إلى الداخل السوري، ويرتبط ذلك بتفكيك الحزب بعض المواقع وتسليمها إلى الجيش. وفيما البعض يعتبر أن حزب الله يريد إعادة اللاجئين، لعودتهم إلى حضن النظام والتطبيع معه وفتح مسار التنسيق اللبناني السوري رسمياً وعلنياً، إلا أن لدى الحزب أهدافاً أكثر عمقاً من ذلك. والسؤال الكبير الذي يُطرح اليوم عما بعد صفقة عرسال أو ما سيفعله حزب الله في المرحلة التالية. وتشير تقديرات إلى أن الجهود ستتركز على كيفية استنساخ حزب الله تجربة الحشد الشيعي العراقي: يخوض المعارك ويحرّر المناطق ثم يسلّمها للجيش اللبناني، ليبدأ فيما بعد المسار التكاملي بين حزب الله والجيش، بما يعني استحالة البحث في سلاح الحزب أو سحبه منه، ليصبح سلاح الحزب مشروعا كما سلاح الجيش.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *