الأحد, 8 يونيو 2025

من إعدام صدام حسين إلى اغتيال علي عبد الله صالح.. فتّش عن «أصابع إيران»

3087 مشاهدة
منذ 7 سنوات

>> المراقبون: الرئيس السابق راح ضحية حلفائه «الحوثيين» الذين لا عهد لهم.. وانقلب السحر على الساحر

>> «أبو الغيط»: اغتيال «صالح» يكشف للجميع الطبيعة الإجرامية والمجردة من كل النوازع الإنسانية للميلشيات «الحوثية»

>> «الموسوي»: تداعيات فك تحالف «الحوثي – صالح» لا تقتصر على اليمن بل تشبه «الزلزال القوي» الذي أصاب إيران

>> الإحصائيات تكشف وقوع نحو 183 عملية اغتيال في اليمن خلال الأشهر العشرة الأخيرة.. أودت بحياة 134 شخصا

  خاص – قناة المحمّرة| شريف عبد الحميد: في 30 ديسمبر 2006، أُعدم الرئيس السابق صدام حسين شنقا، وكان صدام يهتف على حبل المشنقة ضد الأمريكيين والإيرانيين، وفي خلفية مشهد الإعدام كانت تُسمع شتائم وهتافات بينها «يحيا الإمام باقر الصدر» و «مقتدى! مقتدى!»، في إشارة إلى معارض شيعي بارز اغتيل في عهد صدام، وابن أخيه الذى بات منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 يتزعم قوة شيعية مسلحة. وفي 4 ديسمبر الحالي، اغتالت الميليشيات «الحوثية» الإيرانية الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بعد أن اشتبكت مع موكبه بقذائف الصواريخ أثناء خروجه من العاصمة صنعاء، وقتلته مع عدد من مرافقيه، من بينهم عارف الزوكا، الأمين العام المساعد لحزب «المؤتمر» والقيادي ياسر العواضي، واللواء عبد الله محمد القوسي، في عملية مفاجئة ستطيح بما تبقى من استقرار في هذا البلد العربي المنكوب، والذي أصابته «لعنة الملالي» منذ استيلاء عملاء طهران من المليشيات «الحوثية» المسلحة على العاصمة صنعاء، إثر تحالف هذه المليشيات وقوات الرئيس المغدور «صالح» التي مكنّت «الحوثيين» من القفز على سدة الحكم في البلاد عام 2014. وكان «صالح» قد تحدث في كلمة متلفزة قبل يومين من اغتياله، داعيا الشعب اليمني للانتفاض ضد الميليشيات «الحوثية» الإيرانية التي اختطفت البلاد لصالح إيران وجوعت الشعب وسفكت دماء أبنائه. فشل المخطط الإيراني في حين وصف المراقبون السياسيون عملية اغتيال الرئيس السابق بـ «الغادرة»، حيث انقلب السحر على الساحر، وراح «صالح» ضحية حلفائه الذين لا عهد لهم ولا ميثاق، وصف عبدالملك الحوثي، زعيم المتمردين «الحوثيين» اغتيال علي عبدالله صالح، بـ «اليوم الاستثنائي والتاريخي»، داعيا إلى «شكر الله» بعد مقتل الرئيس اليمني السابق. وتعليقا على ذلك، قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن «اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، على يد الحوثيين يُنذر بانفجار الأوضاع الأمنية في هذا البلد المنكوب، مؤكدا أن «اغتيال صالح بالطريقة التي تمت يكشف للجميع الطبيعة الإجرامية والمجردة من كل النوازع الإنسانية لتلك الميلشيات التي تُعد السبب الرئيسي وراء ما لحق بالبلاد من دمار منذ انقلابها على الشرعية في 2014 ». وأضاف «أبو الغيط» أن «ميلشيات الحوثيين رفضت كل الحلول الوسط التي طُرحت لتسوية النزاع اليمني بصورة تُجنِّب البلاد ويلات الحرب والدمار، وأدى تعنتها في التعامل مع كافة المساعي السياسية التي بُذلت من أجل الحل». من جانبه، يقول القيادي الأحوازي صباح الموسوي، رئيس المؤسسة الأحوازية للثقافة والإعلام، إنه «مما لاشك فيه أن فك التحالف بين الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي الموالية لإيران، وما رافق ذلك من انتفاضة مسلحة من جانب الشارع الصنعاني، قد شكل ضربة مفاجأة للحكومة الإيرانية ولأتباع إيران في اليمن وللمحور الإيراني في المنطقة عامة». وأضاف «الموسوي» أن «إيران التي كانت تعوّل على تحالف «صالح – الحوثي» بقوة وكانت تراه تحالفا عقديا أكثر مما هو تحالف سياسي، وذلك بسبب كون الطرفين يدينان بمذهب واحد وهو المذهب الشيعي الزيدي، وقد غاب عنها أن الرئيس صالح وحزب المؤتمر الذي يرأسه عامة لا يؤمنون بهذه التصنيفات الطائفية وكانت منطلقاته عبر العقود الثلاثة التي حكم فيها اليمن منطلقات وطنية عروبية لا طائفية فيها، وهذا ما جعله مقبولا لدى الكثير من قطاعات الشعب اليمني ولا سيما لدى الزعامات القبلية في الشمال الزيدي والجنوب السني على حد سواء». وتابع «الموسوي»: «كما لا ننسى أن الرئيس صالح قد خاض عدة حروب ضد جماعة الحوثي قبل الإطاحة بحكمه، سالت فيها دماء غزيرة من الطرفين وخلفت أحقاداً وثارات ولكن التحالف الذي قام بينهما بعد الانقلاب الذي حدث من جانب الحوثي على نظام الثورة التي أطاحت بصالح أوقف تلك الثارات مؤقتاً، ولكن لم يلقها وبقيت كالجمر تحت الرماد، وحينما تهيأت لها الظروف اشتعلت من جديد وهذا ما شكّل ضربة للمشروع الإيراني الذي بنى استراتيجيته في اليمن على أرض رخوة بسبب خطأ ممن رسم السيناريو الإيراني الذي لم يستطع قراءة التركيبة المجتمعية والنفسية والتاريخية للشعب اليمني ظناً منه أن اليمن مثل لبنان أو العراق يمكن أن يصنع توليفة تحقق له أهدافه». ويؤكد «الموسوي» أن «تداعيات فك تحالف «الحوثي – صالح» لا تقتصر على الساحة اليمنية وحدها وإنما هذا الحدث يشبه إلى حدٍ ما الزلزال القوي الذي أصاب إيران مؤخراً، والذي خلف هزات قوية ضربت العديد من دول المنطقة، فالمخطط الإيراني في اليمن لم يكن عملاً خارج المشروع الإيراني في المنطقة العربية أو ما يعرف مجازاً بـ «الهلال الشيعي», وإنما هو حلقة في هذه السلسلة الطويلة، ولا شك أن فشل المخطط الإيراني في اليمن سيكون مسببا في تفكك عُرى المشروع بأكمله». حرب الاغتيالات في اليمن لم يكن اغتيال «صالح» هو الحادث الأول من نوعه، ففي نوفمبر الماضي اغتال مسلحون يرجح أنهم «حوثيون» مسؤولا أمنيا موالي للحكومة الشرعية في مدينة عدن، جنوبي اليمن، وهو العقيد محمد أحمد عبده، ضابط في إدارة أمن مباحث عدن، الذي أطلق عليه الجناة النار من مسافة قريبة، ما أسفر عن مقتله على الفور. وفي العام الماضي 2016، شهدت صنعاء التي يسيطر عليها «الحوثيون» موجة من الاغتيالات التي طالت شخصيات من أنصار الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي، ومن أتباع «صالح» على السواء، حيث انطلقت رصاصات الاغتيالات لتستقر في صدور الضباط والجنود من الجيش والأمن. وتصاعدت حرب الاغتيالات المستعرة في اليمن منذ انقلاب «الحوثيين» وسيطرتهم على مفاصل الدولة في البلاد، وتحولت إلى حرب استنزاف جديدة بين الخصوم السياسيين حصدت حياة العديد من اليمنيين، وسط غموض يكتنف الجهات التي تقف خلفها. ورغم أن الظاهرة اعتاد عليها اليمنيون من قبل وفي زمن السلم، فإن موجة الاغتيالات التي أعقبت انقلاب «الحوثيين» وحليفهم المغدور علي عبد الله صالح، تعد الأعنف في تاريخ البلاد. وأظهرت إحصائيات غير موثقة وقوع نحو 183 عملية اغتيال في اليمن خلال الأشهر العشرة الأخيرة، أودت بحياة نحو 134 شخصا، معظمهم قادة عسكريون وسياسيون، في حين نجا البعض من تلك الاغتيالات بشكل غير متوقع. واعتمدت هذه العمليات في معظمها على الدراجات النارية وأسلحة كاتمة للصوت، مقارنة بحوادث السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، واستهدفت في بادي الأمر النخبة السياسية والعسكرية، ثم شملت فيما بعد العديد من الصحفيين والناشطين وعلماء دين وحتى رياضيين. وشملت خريطة الاغتيالات أغلب المحافظات اليمنية، إلا أن صنعاء كانت هي المسرح الأكبر لها، تليها حضرموت فالبيضاء ولحج، ثم جاءت مدينة عدن التي تحولت مؤخراً إلى ميادين مفتوحة لعمليات الاغتيالات. ومن أشهر هذه الاغتيالات تلك التي تعرّض لها محمد عبد الملك المتوكل، زعيم حزب «اتحاد القوى الشعبية» وعضو أحزاب اللقاء المشترك باليمن من قبل «مجهولين» كانا على متن دراجة نارية قرب منزله وسط العاصمة صنعاء. وقُتل المتوكل لأنه كان من أكثر المنتقدين لسلوك «الحوثيين» العنيف ولسياسات ضحيتهم الأخيرة علي عبدالله صالح.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *