الاثنين, 9 يونيو 2025

ما كشفت عنه عملية "عرسال": حزب الله هو الدولة وجيش لبنان تابع وتأمين لممرَ إيران البري

262 مشاهدة
منذ 7 سنوات
تمثل عملية عرسال أكبر عملية ترحيل للاجئين منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل ست سنوات، وهي ليست عودة طوعية بقدر ما هي نتاج لحملة الشيطنة التي يتعرض لها المهاجرون السوريون في لبنان وعددهم مليون ونصف لاجئ، وفرصة ذهبية لنظام الأسد لاستعادة السيطرة على ما يطلق عليها "سوريا المفيدة"، ويعني بها التجمعات الحضرية ذات الكثافة السكانية الكبيرة وتشمل العاصمة دمشق والمناطق الساحلية إلى مدينة حلب. ورأى محللون أن اتفاق الهدنة بين حزب الله وهيئة تحرير الشام يُمكَن الأسد من استعادة معاقل المعارضة التي تتعرض لعملية إجلاء قسري ويُحشرون في محافظة إدلب الخاضعة لضربها فيما بعد. وعملية جرود عرسال هي جزء من عمليات يقوم بها النظام مستغلا الوضع الجديد في البلاد، حيث تمكن من تحييد معظم فصائل المعارضة في الشمال والجنوب والغرب. في ظل تخلي الأمريكيين عن الساحة السورية لروسيا، وفقا لتقديرات صحفية، باتت موسكو وحليفها الإيراني اللاعبان المهمان فيها. كما إن تغير أولويات السياسة التركية التي باتت مسكونة بهاجس منع ولادة "كانتون" على حدودها الجنوبية يمنح نظام الأسد الفرصة لمهاجمة تنظيم "الدولة" في دير الزور. كما يُعوَل على هشاشة تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" التي قد تقايض الرقة مقابل الحفاظ على "كانتوناتها" في شمال- شرق البلاد. وكتب الباحث الفرنسي في الشأن السوري، فابريش بالونش، أن أمريكا ترامب تعتمد اليوم على روسيا لمواجهة التهديد الإيراني في المنطقة. وضمن هذا السياق، تعتبر عملية جرود عرسال انتصارا لإيران وضربة لمحاولات منع إنشاء ممر بري يمتد من الحدود الإيرانية وعبر العراق وسوريا إلى لبنان. فالعملية التي قام بها حزب الله ستؤدي إلى تحقيق رغبة إيران بإنشاء منطقة نفوذ لها على الحدود السورية مع لبنان، وهي جزء من الترتيبات التي جرت بين الأمريكيين والروس الذين اتفقوا على إقامة مناطق تجميد قتال أو مناطق فك ارتباط يشرف عليها الروس وأخرى تابعة للأمريكيين، وقد تحقق وضع شبيه بهذا في الجنوب المحاذي للأردن ومرتفعات الجولان. لكن أهم ما كشفت عنه عملية جرود عرسال هو تحييد الجيش اللبناني وما رافقه من "شيطنة" للاجئين السوريين والحديث عن مخاطر وجودهم على التوازن الديمغرافي اللبناني ضمن عملية إعلامية محكمة أشرفت عليها أبواق حزب الله وتابعتها بعض الصحف الأجنبية. وهناك بعد آخر يتعلق بالعلاقات اللبنانية- السورية التي يرغب حزب الله تطبيعها أو إجبار الحكومة اللبنانية للعودة إلى حضن دمشق، وفقا لتقديرات الباحث الفرنسي. وكتبت "ليزي بورتر" في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" أن حزب الله والقوات السورية قادا الحرب على جبهة فتح الشام وليس الجيش اللبناني. ومع أن الجيش قام بمحاصرة مواقع حول عرسال لمنع المقاتلين من الهروب إلى داخل لبنان وقدم الغطاء المدفعي للعملية، إلا أن الذي قام بإلقاء الخطابات لإعلام الرأي العام عن مجريات المعركة كان الأمين العام للحزب، الشيخ حسن نصر الله. وكان الإعلام المتعاطف مع الحزب هو أول من وصل إلى عرسال، كما قام قادة الحزب العسكريين بأخذ الإعلام الغربي في جولات في المنطقة. ويرى محللون وصحافيون أن الحزب أصبح يروج لنفسه باعتباره الحامي للبنان من الإرهاب الآتي من الشرق. ونقل الموقع عن مراسل صحافي قوله إن الجيش اللبناني لم يكن حاضرا في المعركة. العصر

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *