الأحد, 8 يونيو 2025

ايران .. لعبة الحرامي والعسكر

266 مشاهدة
منذ 6 سنوات
ايران .. لعبة الحرامي والعسكر بعد اربعين عاما من حكم الملالي , اصبحت الحياة تخضع  لخريف طويل وشتاء قارس وصيف ملتهب. هذه هي الحياة في ايران, حيث لا ربيع فيها سوى ربيع الاعدامات والاغتيالات وازدهار البؤس والفقر المدقع. والسبب في ذلك يعود لتحالف قوى الشر المتمثلة بثانئي , الملالي والعسكر, الذين فرضوا سلطتهم المتغطرسة على رقاب الشعوب في ايران بقوة الحديد والنار. لم يكن الملالي اهل سياسة ولم يكن العسكر أهل دين ,ولكن  حسن نوايا الشعوب برجال الدين وشعاراتهم الثورية البراقة هيئة الفرصة للملالي للاستفراد بالسطة مدعومين بمليشيا الحرس الثوري الذي اسست لتكون العصى الغليظة لقمع  صوت المعارضة داخليا , وتنفذ المخطط التخريبي  المسمى بتصدير مشروع الثورة ,خارجيا . بعد زهائي اربعة عقود من قيام نظام الملالي,ولم يعد العسكر مجرد مليشيا تاَمر وتطاع صاغرة للملالي بل اصبحت هذه المليشيا المتمثلة بالحرس الثوري شريكا كاملا في  السلطة واصبحت في احيانا كثيرة فوق السلطة ان لم تكن دولة داخل الدولة, وما يبرهن على ذلك هو دورها المتنامي في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها . بقي الجيش النظامي ولمدة ثلاثة عقود تقريبا معزولا عن كل المجلات الحياتية في ايران, ولكن فجأة اخذ يطفوا على مسرح الحياة الاقتصادية والسياسية وذلك بعد ان استشعر المرشد الاعلى ومعه كبار الملالي بالخوف من تنامي سلطة قادة الحرس الثوري فقام باعطاء الضوء الاخضر لقادة الجيش للتحرك في الميدان الاقتصادي ليكون مدخلا للوج الى الميدان السياسي بهدف عمل نوعا من التوازن مع الحرس الثوري الذي اخذ  يظهر العصيان والتمرد على الملالي في احيانا كثيرة . وبما ان الفساد بكل انواعه اصبح سرطان يضرب اطنابه في كل مؤسسات الدولة , فقد اصيب الجيش بهذا السرطان واصبح جزءا من منظومة الفساد الواسعة الانتشار بعد دخوله ميدان التنافس مع الحرس الثوري في جميع ميادين العمل الاقتصادي والتجاري. دخول الجيش على خط التنافس الاقتصادي والتجاري , اقلق قادة الحرس الثوري ودفعهم لتهديد الملالي بالتمرد والانقلاب عليهم, الامر الذي اخاف المرشد الاعلى خامنئي وكبار الملالي المقربين منه فبادر الى اصدار اوامره بضرورة ابعاد العسكر عن العمل في الميادين الاقتصادية والتجارية والعودة الى معسكراتهم , وامر بمحاكمة عددا من قادة الجيش والحرس الثوري المتورطين في جملة من قضايا الفساد الاقتصادي التي ازكمت انوف الشعوب الايرانية. وتعبيرا عن طاعته لاوامر الولي الفقيه, فقد اعلن وزير الدفاع الايراني عن تسليم القوات المسلحة لاكثر من 147 شركة ومنشأة اقتصادية و تجارية الى الحكومة. كما تم الاعلان رسميا عن دمج خمسة بنوك تعود ملكيتهما للجيش والحرس الثوري في بنك واحد تحت مسمى بنك " سپه نوین". وتأتي هذه الاجراءات من قبل الجيش  عقب اعلانه عن اصدار حكم بالسجن على  آمر القاعدة البحرية في بندر عباس الذي ثبت تورطه بالفساد الاقتصادي والاختلاس . وذلك تماشيا مع قيام الحرس الثوري لمحاكمة بعض قادته المفسدين. مما لا شك فيه ان اطلاق يد العسكر في المقدرات الاقتصادية والتجارية للبلاد قد تركت اثارا سلبية على مجل حياة الشعوب في ايران, هذا ناهيك عن تحول الامر بين الملالي والعسكر الى ما يشبه لعبة الحرامي والعسكر .      

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *